اقتراح تركي حقق هدفه مسبقاً

فاهرام إيميان

نشر موقع (TGRT Haber) وصحيفة (تركيا) التركية خبراً أن منظمة اتحاد الأتراك الأمريكيين ترحب بالخطوات المتخذة لتسوية العلاقات بين أرمينيا وتركيا وعلى استعداد لدعمهم بطرق مختلفة.

ومن أجل المصالحة بين أرمينيا وتركيا طلبت المنظمة مساندة الكونغرس الأمريكي، حيث طلبت من أعضاء الكونغرس أن يتولوا دوراً هاماً في خلق حوار بين الأتراك والأرمن المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بترك مسألة الإبادة الأرمنية للمؤرخين والمختصين.

كما قامت المنظمة بتحديد مئة منحة دراسية للطلاب الأرمن لمن يرغب الدراسة في تركيا.

وهدف ذلك المشروع هو رفد الطلاب الأرمن بالمزيد من المعرفة حول الثقافة التركية، وكذلك تأسيس “جسر السلام” بين الطلاب الأرمن والأتراك.

إلا أنه هناك بعض التفاوت بين وسيلتي الإعلام تلك. فصحيفة (تركيا) تتحدث عن الطلاب الأرمن أما (هابر TGRT Haber) فتتحدث عن الطلاب الأمريكيين من أصل أرمني. فالأولى تتحدث عن مشروع مدته ستة أشهر، أما الثانية فمدة المشروع التربوي سنة. لكن المشكلة ليست هنا.

ليس سراً أنه يتم تمويل منظمات تركية مماثلة مباشرة من قبل الحكومة التركية. لذلك، ليس من المستغرب أن تتوافق مواقف المنظمة التركية مع سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

إن تلك السياسة المسماة بـ(المبادرة الأرمنية) في وسائل الإعلام التركية وكذلك سياسة المنظمة التركية في واشنطن مبنية على أساس مبدأ رشوة الخصم على حد سواء .

بينما تحاول الحكومة التركية رشوة أرمينيا بوعود تتعلق بمشاريع ومصالح اقتصادية متنوعة، تحاول منظمة اتحاد الأتراك الأمريكيين رشوة الأفراد الأرمن بمنح دراسية. وحقيقة الأمر، أن تمويلها يأتي من تراكم فوائد المبالغ المستحقة من الإبادة الأرمنية.

بكلمات أخرى، الطلاب الراغبين بالدراسة مجاناً في تركيا سيتعرفون على الثقافة التركية أكثر بفضل المبالغ المسلوبة من أجدادهم. مما يدل على أن المشروع التركي في الحقيقة ليس مجاناً، بل مدفوع مسبقاً بالدم وعبر المبالغ المستحقة من سلب الممتلكات المتنوعة.

إن اقتراح المنظمة التركية هو تعريف بالثقافة التركية، ولذلك لا داعي للسفر الى الجامعات التركية مدة ستة أشهر أو عام كامل. فالاقتراح بحد ذاته حقق هدفه.

Share This