موقع هوتيل ريست السياحي: أرمينيا.. تاريخ يتزين بكنوز الإمبراطوريات

 

أزتاك العربي- نشر موقع (هوتيل ريست) السياحي الاماراتي مقالاً تعريفياً للسياحة في أرمينيا بعنوان (أرمينيا.. تاريخ يتزين بكنوز الإمبراطوريات) حيث قال انه على الرغم من كونها أمة صغيرة، إلا أنها بلاد ساحرة وذات حضور كبير. فقد كان تاريخها مضطرباً خلال القرن العشرين، وكانت علاقاتها مع تركيا المجاورة ممزقة تحتاج إلى رتق، حيث تعتبر كنوزها التي تعود إلى القرون الوسطى، هي عامل الجذب الرئيسي للسياح من كل العالم، أكثر مما كانت عليه في الماضي القريب.

ويستقبل أهلها السياح بالترحاب، وعادة ما يظهرون وداً منقطع النظير، فضلاً عن جمال ريفها الذي يحبس الأنفاس، ومع ذلك ليست هناك حشود كبيرة للسياح.

لديها إرث تاريخي، حيث وصلت إليها المسيحية في 301 ميلادية، حيث تطلق على نفسها أقدم أمة مسيحية في العالم، ولا يزال المرء بوسعه أن يشعر بأجواء التدين خلال الرحلة، ابتداء من الأديرة المغروزة في منطقة لوري كثيرة التلال، والتي يعود تاريخها إلى قرن مضى، إلى الأناجيل القديمة في متحف المخطوطات القديم، إلا أن أرمينيا بدأت تتغير.
ومنذ تفكك الاتحاد السوفييتي، قامت أرمينيا بإعادة احتضان تقاليدها بينما تمضى قدماً، فجزء كبير من هذا التطور يرتكز في العاصمة يريفان. نشأت في أيام غير عاصفة بالقرب من جبل أرارات عبر الحدود، وهي مركز نشاطها الثقافي وفكرها التقدمي في البلاد، مع مشهد فني حديث نابض بالحياة، حيث تشهد الكثير من أعمال إعادة التطوير على نطاق واسع.

لدى أرمينيا عدد كبير من مواطنيها في الشتات هناك الآلاف من الأمريكيين الأرمن ونتيجة لذلك، فإن ثروة كبيرة أعيدت إلى البلاد.

ومع ذلك فإن المشاعر التي تقيم الحياة هنا، من الوطنية إلى الدين، ومن لعب الشطرنج إلى أوقات المرح الأخرى، ليست من النوع الذي يكلف الملايين. أما ثقافة المقهى فتتسم بالكمال، ومن الصعب قضاء فترات زمنية طويلة في التحدث مع الناس.

وأما الطعام الأرميني فهو شيء آخر، حيث سيجد السياح أكواماً من اللحوم المشوية والخضروات مباشرة في أقرب حديقة.
وتشمل أبرز المعالم السياحية في جميع أنحاء البلاد، مدينة غوريس الصغيرة الساحرة، ومستوطنة ديليجان الجبلية، فرحلات الاستكشاف في أي مكان في أرمينيا محفزة.

تاريخ ثري

قبل أن يتم دمجها في الإمبراطورية الرومانية عام 114 ميلادية، امتدت الإمبراطورية الأرمينية من بحر قزوين في الشرق حتى البحر المتوسط في الغرب، في 301 ميلادية أصبحت أرمينيا أول بلد يتبنى المسيحية ديناً للدولة، وبحلول القرن الخامس، طورت الكنيسة أبجدية لا تزال مستخدمة إلى يومنا هذا.

إن دمج أرمينيا في الإمبراطورية التركية السلجوقية في القرن الحادي عشر، تسبب في خلق موجة عديدة من الهجرة حتى بداية القرن التاسع عشر، عندما انتقل إليها الروس وفرضوا سيطرتهم.

وفي عام 1915، تعرّض الأرمن إلى أول عملية تطهير عرقي في القرن العشرين، وبعد فترة قصيرة من الاستقلال في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وبعد الانتصار البلشفي في الحرب الأهلية الروسية، أدمجت أرمينيا في جمهوريات الاتحاد السوفييتي وأصبحت فيما بعد واحدة من ثلاث جمهوريات سوفييتية متميزة، مع أذربيجان وجورجيا.
في أواخر الثمانينات، كان الأرمن من بين المجموعات الأولى في الاتحاد السوفييتي التي قامت باختبار حدود (الغلاسنوست).. سياسة أو ممارسة أكثر انفتاحاً لحكومة تشاورية، ونشراً أوسع للمعلومات في الجمهوريات، بدأها ميخائيل جورباتشوف من عام 1985، مع سلسلة من التظاهرات ضد التلوث الصناعي وقمع سكان ناغورني كاراباخ.
وفي ديسمبر من عام 1988، ضربها زلزال مزدوج ضخم أدى إلى مقتل حوالي 60 ألف شخص، ودمر نصف مليون من المباني، وتعرضت مدينة سبايتاك إلى دمار كامل، وفي لينيناكان ثاني أكبر مدينة في أرمينيا انهارت حوالي 80% من المباني، وعززت عملية إعادة الإعمار ونزاع كارباخ، الذي كان يغلي على نار هادئة، حركة المعارضة المتنامية التي أدت إلى انتخاب ليفون تير بتروسيان، رئيس حزب الحركة الوطنية الأرمينية، رئيساً للبلاد.
وأعلنت أرمينيا استقلالها في 23 سبتمبر عام 1991، وتصاعد نزاع كارباخ بشكل سريع ليتحول إلى حرب شاملة حتى تم سريان هدنة، بوساطة من موسكو في مايو 1994.

المواقع الثقافية

تضم يريفان العاصمة عدداً من المواقع الثقافية المثيرة للإعجاب، من بينها المعرض الوطني الذي تم تأسيسه في عام 1919، ومكتبة يريفان للمخطوطات القديمة، حيث تضم أكثر من 13 ألف مخطوطة، كما ينصح بزيارة متحف التاريخ الأرميني الموجود في العاصمة، حيث يضم أفضل التحف الفنية التاريخية للبلاد.

وينصح بالسفر إلى وادي دبد كانيون ذي التضاريس الوعرة، حيث يقوم السياح بزيارة أديرة هغبات وسناهين المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث، حيث يقال إن الشاعر الأرميني الكبير سايات نوفا ولد في سناهين، وأصبح راهباً في حجابات.

واستمتع بالاسترخاء في مدينة ديليجان، وسط غابات الصنوبر الجميلة، مع مسارات المشي التي تقودك عالياً إلى بحيرات جبال الألب. تضم المدينة عدداً من المنتجعات التي تم تجديدها في الحقبة السوفييتية وجماعة من الفنانين المتقاعدين.
وقم بزيارة بلدة كوريس التي تغيرت ملامحها منذ إنشائها من قبل معماري المأني في القرن التاسع عشر، كما أن المنطقة المحيطة بها تستحق الاستكشاف؛ لما لها من كهوف سكنية مثيرة للإعجاب، وبالقرب منها يوجد دير تاتيف المذهل.
أما بحيرة سيفان فتستهوي الناس كثيراً لمياهها النقية، ومنظرها المذهل ولوفرة سمك السلمون المرقط اللذيذ، وتوجد البحيرة على بعد 70 كيلومتراً في الاتجاه الشرقي للعاصمة يريفان، حيث تعتبر أكبر بحيرة في القوقاز.
ينصح بزيارة أحد المعالم الأكثر إثارة في أرمينيا، دير جيهارد التي تحتل موقعاً متميزاً منذ القرن الرابع للميلاد، كما أن الكنائس الموجودة، كلها منحوتة بشكل رائع، حيث تعود إلى القرن الثالث عشر. قم أيضاً بجولة إلى معبد غارني، الذي دمر الزلازل معظم هيكله الأصلي، إلا أن موقع المعبد الدوار، على هضبة 300 متر فوق نهر عزات، يؤمن على جماله.

أفضل أوقات الزيارة

تتميز أرمينيا بالطبيعة الجبلية، فأكثر من 90%من أراضيها فوق 900 متر على مستوى سطح البحر، لذا فمن المتوقع أن يجد السياح مناخاً جافاً في المرتفعات. في فصل الربيع يتميز الطقس بالاعتدال ولكنه يرحل سريعاً، حيث تتراوح درجات الحرارة من 7 درجات مئوية إلى 19 درجة مئوية في شهر أبريل/‏نيسان في يرفان العاصمة.
ويتميز فصل الصيف بالحرارة، حيث تصل درجات الحرارة في أغسطس في العاصمة إلى 33 درجة مئوية، ولكن في الشمال يكون الطقس بارداً، ويكون بارداً جداً في الليل. أما في الشتاء فإن الطقس يكون بارداً و قاسياً للغاية، مع تساقط الثلوج الكثيرة، حيث تصل درجات الحرارة إلى الصفر.

أما من مايو/‏أيار، إلى يونيو/‏حزيران، ومن سبتمبر/‏أيلول إلى أكتوبر/‏تشرين الأول، فهو أنسب وقت لزيارة أرمينيا، حيث يكون الطقس دافئاً ومعتدلاً، فلو كان السائح ينوى زيارة بحيرة سيفان، فإن الفترة ما بين شهري يونيو/‏حزيران إلى سبتمبر/‏أيلول هي الوقت الأنسب.

هل تعلم ؟

* أطلقت سوق الموسيقى البريطانية في صبيحة زلزال 1988، ألبوم روك أيد أرمينيا، من أجل جمع التبرعات لأرمينيا من خلال أغنية الزلزال وثلاثة أشرطة أخرى، بعنوان ماذا يجرى هناك، ودخان فوق سطح الماء، وليد زيبلين روك أند رول.

* يضم معرض الفنون الوطني في العاصمة يريفان، أكثر من 16000 عمل فني، يعود بعضها إلى العصور الوسطى.
* المشمش هو الفاكهة الوطنية لأرمينيا.

Share This