السودان الأفريقي قدوة لأذربيجان “الأوروبية”

في أواخر الأسبوع الماضي وبتاريخ 9 تموز/ يوليو أعلن جنوب السودان استقلاله عن السودان، و تحول الجنوب إلى وجهة تهنئة روساء و ملوك العديد من الدول.

ولكن قبل ان تتوالى الاعترافات الدولية بجنوب السودان كدولة مستقلة جاء اعتراف السودان بفصل جنوبه عن شماله باستفتاء شعبي في كانون الثاني / يناير الماضي ليلعب دورا اساسيا في ولادة دولة جنوب السودان و ليضع حد لحرب أهلية دامت سنوات طويلة.

وكانت جمهورية أرمينيا من بين الدول التي قامت بالاعتراف بدولة جنوب السودان في اليوم الأول لاعلان الدولة. وذكرت وزارة الخارجية الأرمينية في تصريح لها: “تعترف جمهورية أرمينيا بجنوب السودان كدولة مستقلة. و استقلال جنوب السودان إنما هو تجسيد لحق الشعوب بتقرير مصيرها و تقدم نموذج حضاري لكيفية حل النزاعات و الأزمات”. ويذكر هنا أن أرمينيا من بين الدول الـ20 الأولى التي اعترفت بدولة جنوب السودان.

من جهته قال كولن باول ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في احتفالات اعلان دولة جنوب السودان أن استقلال جنوب السودان إنما جاء تجسيدا لطموحات ورغبة الشعب بالديمقراطية و الحرية ليس للشعب في جنوب السودان و حسب، بل مثال يحتذى به لدى جميع الدول الأفريقية المجاورة.

على أي حال فإن استقلال جنوب السودان الذي جاء بعد حربين أهليتين و اتفاقية بوقف إطلاق النار في عام 2005 و استفتاء شعبي بدت انفصال الجنوب عن شمال السودان، رغم هذا إلا ان إعلان استقلال جنوب السودان كان بحاجة إلى دعم من المجتمع الدولي لكي يبصر النور.

ففي حال رغبت أوروبا بإجاد حل سريع لأزمة كوسوفو ذلك لإنهاء الصراع في قلب القارة و المساعدة على استقرار الدولة الوليدة و تنشيط الاتجارة و الاقتصاد فيها، فإن الاعتراف باستقلال جنوب السودان لم يأتي بدوافع إنسانية و لحل الصراعات هناك رغم تصريحات كولن باول بذلك ، فالنزاعات و الحروب في تلك المنطقة مازالت مستمرة منذ سنوات.

فغنى موارد الجنوب جعل العديد من الدول تتسارع للاعتراف بولادة الدولة الجديدة متغاضية عن العرف الدول بالمحافظة على استقلال الدول و وحدة أراضيها حيث يستخدم في بعض الحالات فقط.

وفي حال صعوبة إيجاد لغة حوارية مع القادة الجنوبيين فالأفضل قيام دولة جديدة على الخارطة الدولية يمكن مراقبة قادتها و سلطتها.

و على صعيد آخر تحدث مسؤول العلاقات العامة في حكومة جمهورية ناغورني كاراباخ السيد دافيد بابايان لموقع Panorama.am حول موضوع الاعتراف بدولة جنوب السودان و ربطها بمسألة الاعتراف باستقلال إقليم كاراباخ، و قال : ” يعتبر اعتراف السودان باستقلال الجنوب خطوة هامة و متطورة نحو حل الصراع. نستطيع القول انها سابقة فتحت صفحة جديدة في التاريخ”.

و أضاف أيضا أن اعلان استقلال جنوب السودان اعطى أملا و دفعا جديدا لمشاريع الاستقلال في مناطق أخرى. و برأي بابايان فإن الاعتراف السريع الذي حصل عليه الجنوب من السودان يعتبر أمرا بغاية الأهمية بالنسبة لدولة جنوب السودان. و أضاف:” بهذا يكون السودان قد وضع حدا لصراع دام طويلا مع الجنوب. و لا بد لأذربيجان أن تتعلم من الدرس السوداني و تحذو حذوه في الاعتراف باستقلال ناغورني كاراباخ”.

آغافني هاروتيونيان

صحيفة “أزك” اليومية

Share This