حتى نهاية لعبة الأتراك

قامت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في زيارتها الى تركيا بإدراج ملف النزاع في كاراباخ وأيضاً المشهد الحالي للعلاقات بين يريفان وأنقرة.

يبدو أن العلاقات بين يريفان وأنقرة شكلت أهمية كببيرة بالنسبة لممثلة واشنطن وذلك أثناء لقاءها مع نظيرها التركي والمعارضة التركية.

وحسب ما أفاده الاعلام أن الوزيرة حاولت تحريك عملية المصادقة على البروتوكولات.

وهناك بدا واضحاً التباين الداخلي في تركيا. وظهرت فقط ملامح عن لقائها مع أحمد داوود اوغلو حيث تم الحديث عن مسألة كاراباخ والعلاقات التركية الأرمينية.

وبما أن الوكالات تستند الى المصادر التركية فمن الواضح أن تكون الأصداء وفق الرواية التركية. فالسياسة واضحة: العقدين متشابكين، فمن دون حل مسألة كاراباخ لا يمكن تصور تحريك عملية العلاقات بين يريفان وأنقرة أو بالعموم تطبيع العلاقات.

المقاييس المنطقية لابأس عليها حتى الآن، خاصة سياسة تركيا المشترطة بالقضايا الأرمنية. لكن الأمور تؤول بمنحى آخر ، عندما وضعت كلينتون هذا البند أمام ممثلي الحزب المعارض التركي وقامت بلوم المعارضة التركية بتهمة عرقلة عملية المصالحة التركية الأرمينية. وعبر زعيم الحزب عن استغرابه من تعبر كلينتون. وأضاف أن حزب العدالة والتنمية يشكل أغلبية في البرلمان وعند رغبتهم يمكنهم تقديم المصادقة على البروتوكولات.

إن تتابعية اللقاءات تجلعنا نفكر بأن وزير الخارجية التركي علق اتهاماً مماثلاً على أكتاف المعارضين ليتملص من الرد على المصادقة المستعجلة أمام نظيرته الأمريكية.

في هذه الحالة، السياسة الشرطية ليست عنصراً معرقلاً للمصادقة على البروتوكولات بين أرمينيا وتركيا.

فأنقرة تطمئن باكو من خلال توقيف المصادقة وواشنطن تبدو دون شروط، وتعلق على أكتاف معارضتها المسؤولية وتجد الطرف الأرمني المذنب الوحيد أمام المجتمع الدولي.

من الواضح أن تركيا ليست مستعدة لكسر حصار ها عن أرمينيا وتدفع بعوائق أمام مطالب المجتمع الدولي.

المشكلة هي أنه حتى نهاية لعبة الأتراك، فإنه على الجانب الأرمني أن يبادر بسحب توقيعه عن البروتوكولات التي تشكل أرضية لمتلصات تركيا.

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير “أزتاك” – بيروت

Share This