مجـازر الأرمـن

الدكتور جمال ابراهيم

بل ان نسترسل في الحديث -الحديث هنا ذو شجون- نقول إن الارمن كالاكراد يضربون بجزورهم عميقاً في هذه الارض.

فقد اسس اسلاف الكرد (الكوتيون والهورينيون والاقوام الاريزانتية) بقيادة الملك ساردوريس الاول الدولة (الخلدية-اوراراتو) و جعلوا مدينة (ترسباس) مدينة (وان) الحالية عاصمة لهم بعد ان بنوها سنة 840 ق.م و امتدت حدود الدولة الخلدية من بحيرة كوكجة و الكسندر بول في القوقاز شمالا الى منابع راوندوز و نهر الزاب جنوبا و من بحيرة اورمية شرقا الى نهر الفرات غربا..

سميت جبال ارارات (آكري) و دولة اورارتو نسبة الى الاقوام الاريزانتية و هم جزء من الاقوام الميدية وقد قامت ميديا بعد قضائها على آشور سنة 612ق.م بالاستيلاء على اوراراتو.

و ضمت اوراراتو شعوباً أخرى مثل الارمن و الاسكيت (اسلاف شعب مقاطعة اويستيا الحالية) الذين قدموامن سواحل البحر الأسود والكيميريين اسلاف الجورجيين الذين قدموامن باب بلاد الأموات فقد اطلقت الروايات الاسطورية هذا الأسم على السواحل الشمالية للبحر الاسود حيث كانت الغيوم والظلام الدامس يخيم على الجو و لا تشرق الشمس وسيطر الشعب الارمني- الذي قدم الى المنطقة قي القرن السادس قبل الميلاد- علي امبراطورية اوراراتو بعد سقوط الامبراطورية الميدية على يد الفرس الاخمينيين سنة550 ق.م ومنذ ذلك الوقت اصبحت اوراراتو دولة ارمنية بامتياز.

في عام 1639م قسمت ارمينيا بين الامبراطوريتين العثمانية والصفوية ونتيجة لهزيمة الأخيرة امام الروس في حرب (1826-1828) م عقدت معاهدة تركمان جاي سنة 1828 م والحقت بموجبها (ارمينية الايرانية) بروسيا, في عام 1917م دخلت ارمينيا الروسية في الاتحاد الاختياري مع اتحاد الجمهوريات السوفيتية وبعد انهيار الاتحاد عام 1991م غدت ارمينيا دولة مستقلة ذات سيادة .

في عام 1889م اسس الطالب الألباني(ابراهيم تيمو ) في الكلية الطبية العسكرية في استنبول نواة جمعية الاتحاد والترقي والتي ضمت ثلاثة اشخاص أخرين من نفس الكلية وهم :

اسحاق سكوتي (كردي من ديار بكر) وعبدالله جودت (كردي من عرب كير) ومحمد رشيد الجركسي.

وكانت رغبة الطلاب الاربعة هي قلب نظام السلطان عبدالحميد الثاني واحياء دستور العام 1876 م الا ان سكوتي وجودت ساوما في نهاية الامر السلطان عبدالحميد الثاني سنة 1900 وتخلا عن افكارهما الاتحادية فعين السلطان احدهما ( سكوتي ) طبيبا عسكريا في السفارة العثمانية في روما سنة 1900 وعين الاخر(عبدالله جودت) طبيبا عسكريا في السفارة العثمانية في فيينا في نفس العام وكان سكوتي مع قضية شعبه الكردي وعلى اتصال دائم بالبدرخانيين و صديقا لـ عبد الرحمن بدرخان وقد رثا الاخير سكوتي بعد وفاته في سان ريمو (ايطاليا).

عقد المؤتمر الاول لجمعية الاتحاد والترقي في 4/شباط/ 1902 م في باريس و بحضور (47) مندوبا من الاتراك والاكراد و العرب والارمن واليونان والارناؤوط( الألبان) وتحت شعار الحرية والعدالة والمساواة وكان محرر جريدة كردستان عبدالرحمن بدر خان احد المندوبين.

وقد استولى فيما بعد العناصر الشوفينية على الجمعية المذكورة امثال:

سعيد حليم باشا ( وهو حفيد والي مصر محمد علي باشا ) مدحت شكري – طلعت باشا – انور باشا – ابراهيم شكري والدكتور ناظم والدكتور بهاء الدين شاكر ومحمود شوكت باشا وجمال باشا السفاح.

في عام 1908م وصل الاتحاديون الى سدة الحكم بانقلاب عسكري.

في 31/اذار / 1909 قام الضباط الأتراك غير الاكاديميين بحركة مسلحة نتيجة استيائهم من شروع الاتحاديين في تسريحهم وتعيين ضباط متخرجين من الكليات العسكرية بدلا منهم فاستولوا على الحكم الا ان سلطتهم لم تستمر سوى عشرة ايام فقط حيث قام الاتحاديون بقيادة محمود شوكت باشا (قائد الجيش الثالث) بالزحف عليهم وخلعوا السلطان عبد الحميد الثاني وعينوا اخاه محمد رشاد الخامس بدلا عنه.

في عام 1912م ازيح الاتحاديون عن الحكم بسبب هزيمتهم في الحرب ضد ايطاليا مما ادى الى وصول حزب الحرية والائتلاف الى سدة الحكم ولكن هزيمة الحزب الاخير في حرب البلقان ادت الى انقلاب الاتحاديين مرة اخرى بقيادة انور وطلعت وجمال باشا وذلك في كانون الثاني 1913 م

وشكلوا وزارة برئاسة محمود شوكت باشا وبعد 5 اشهر من عمر الحكومة الاتحادية الجديدة اغتيل رئيس الوزراء محمود شوكت فادى اغتياله الى ظهور ديكتاتورية مطلقة وعلى رأسها الثالوث:

انور باشا وزيرالحربية.

طلعت باشا وزير الداخلية.

جمال باشا السفاح.

ولم يبق للسلطان العجوز محمد رشاد الخامس البالغ من العمر انذاك 75 عاما أي دور يذكر

ادخل الاتحاديون الدولة العثمانية في آتون الحرب العالمية الاولى (1914-1918)

وكانوا متعالين وقليلي الذكاء (سياسياً) نسجوا اوهاماً في عالم الخيال و وضعوا الخطط الطموحة فوق الرمال كان انور باشا يضع خطة عسكرية لم تتناسب مع طاقات الامبراطورية العثمانية فكان يريد التوجه نحو القفقاز لمحاربة الروس والاتجاه نحو مصر لمحاربة الانكليز والتوجه الى ليبيا والسودان لتحريرها من الحلفاء

والوصول الى الهند عبر الممرات الجبلية في شمالي غربي افغانستان وكان طموحه اذربيجان ايران ومحاصرة بحر قزوين والوصول الى جميع انحاء اسيا الوسطى لانشاء الدولة الطورانية التركية .

وكانت هذه الخطة قد وضعها الجنرال التركي العقيد فؤاد بك.

فاعلن الاتحاديون النفير العام وتعني باللغة التركية سفربرلك وحورت الى سفربلك ولكن القوات العثمانية اندحرت على عدة جبهات ولا سيما الجبهة الروسية التي تكبد فيها الجيش التركي خسائر فادحة.

والقى القائد العام انور باشا ورفيقه طلعت باشا سبب هزيمتهم امام الروس على الارمن.

“عقد الاتحاديون جلسة سرية بعد دخول الارمن مدينة (وان)وذلك لاجل التخطيط للمجاذروقد قال فيها احد ديوك الدم وهوالدكتور ناظم :”ان خطر الارمن شبيه بخطر مخلب الاسد وهومهلك كالخراج في الجسم ومما لا شك فيه ان الخراج اذا لم يعالج بمشرط جراح ماهر يجتث جذوره ويطهر الجسم منه يكون خطره مميتا فالاجراءات يجب ان تكون حاسمة .

اننا في حالة حرب ولن تهيء لنا ظروف سانحة افضل من هذا تخولنا لاجتثاث العنصر الارمني من جذوره ولن يعترضنا شيء , لا تدخل الدول العظمى ولا ولولة وصراخ الصحف العالمية”.

لقدعكست هذه الكلمات من حديث الرعاع الفكر الفاشي والطبيعة الاجرامية لطغمة الاتحاديين واستدل منها على حجم المأساة وخطورة المؤامرة التي نسجت في غرف الشر المظلمة وبان التتريك كانت على الدوام مرادفا للابادة ونهجا اساسيا في السياسة الطورانية. .

وهكذا بدأوا مع الروم (اليونانيين) في بلاد الاناضول ومن ثم مع الشعبين الارمني والاشوري وصولا الى الشعب الكردي.

اتخذ الاتراك من رفض المجلس الوطني للارمن العثمانيين لعرض الخريف 1914 م والمتضمن الطلب التركي بانضمام الأرمن الى جانب الجيش التركي في الحرب العالمية الأولى حجة لاصدارفرمانات الابادة فاقامت حكومة تركيا الفتاة الدنيا فوق رؤوس الارمن ولم تقعدها فاغرقت الهضبة الارمنية في مياه الشر الاسود والتي اود ت بحياة اكثر من مليون وخمسمائة الف ارمني وهروب البقية الباقية الى خارج الوطن لقد سكن آلهة الشر رأس الدكتور بهاء الدين شاكر عندما اهدى للاتحاديين فكرة الافراج عن المجرمين في السجون التركية والذين بلغ عددهم حوالي 12000 (اثنتا عشر) الفا تم تنظيمهم في التشكيلات الخاصة فقسموا الى افواج ثم الى فئات بحيث بلغت عناصر الفئة الواحدة ما بين (10-50) مجرماً.

كان الجنود والدرك يجمعون الارمن بحجة ابعادهم عن المناطق الحربية وتسفيرهم الى اماكن ينتظرهم رجال التشكيلات الخاصة فيقومون بفصل الاطفال عن اثداء امهاتهم بضربة فأس او بلطة ومن ثم يساق الضحايا الى المذبح وذلك بعد استيلاءعناصر التشكيلات الخاصة على المجوهرات والنقود بوصفها غنيمة حرب كانت الحجة في استخدام المجرمين من رجالات التشكيلات الخاصة هي عدم جواز تكليف الجندي بقتل المدنيين لان ذلك لا يليق بالشرف العسكري ولان الجندي يمكن ان يعصي اوامر القتل.

كانت اعوام صعبة وكارثة حقيقية واكثر الحقب ظلاما في التاريخ الحديث بدا فيها حياد المرء مستحيلا ازاء مجازر بحجم ونوع ما حدث للارمن.

في مواجهة منجم الكذب التركي وفي اجواء الافتراء على الموتى يقتضي البحث عن جزائر الحقيقة في بحر الاكاذيب فالقضية ليست في مسألة انضمام الارمن الى جانب الروس اثناءالحرب العالمية الاولى بل ان الهدف الحقيقي من كل هذا كان شيء آخر – اعد له من قبل – وهو محو اسم ارمينيا من خارطة الدنيا وازالة العقبة التي تحول دون تمكن الاتراك العثمانيون من الاندماج مع اتراك القفقاز وآسيا الوسطى وتحقيق الحلم القديم في اقامة الدولة الطورانية لتضم ازربيجان واوزبكستان وتركمانستان وقرغيز يا وكازاخستان او ما كان يدعى سابقا تركستان الغربية ( تركستان الروسية) واجزاء من جمهورية الصين الشعبية او ما يدعى بـ تركستان الشرقية تركستان الصين.

كان حلما شريرا وعملا بربريا ووسيلة لا انسانية قامت بها جمعية الاتحاد والترقي ذات الاتجاه القومي الشوفيني.

لقد وجد الشعب الارمني الاعزل نفسه فجأة في لعبة الكبار فلعبوها على حساب ارواح ابنائه فكان احد ابرز ضحايا الصراع في الحرب العالمية الاولى.

ان الامل بتحقيق طموحات الارمن المشروعة في حق تقرير المصير جعل الشباب الارمن يستبسلون ولوحدهم ولمدة تزيد عن خمسة اشهر دفاعا عن الجبهة القفقازية بعد انسحاب الجيش الروسي من المواقع القتالية بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917.

تفاءل الشعب الارمني خيرا بتوقيع معاهدة سيفر سنة 1920 م

ولكن انتصار مصطفى كمال على اليونان سنة 1922م والذي ضخ بانتصاره الدم في شرايين الرجل المريض والقابع على فراش الموت (الامبراطورية العثمانية).

مما ادى الى زيادة القوة في موقفه التفاوضي بالاضافة الى المصالح الاقتصادية المتبادلة ورائحة النفط التي اسالت لعاب الوحوش ا الباردة.

فتم وأد معاهدة سيفر وابرم معاهدة لوزان سنة 1923م.

ان افراغ ارمينيا من السكان دفعت بتركيا لمحاولة اعادة التجربة الفاشية على الاكراد فقد صرح وزير خارجية تركيا توفيق رشدي اثناء لقائه في انقرة سنة 1926 م مع المفوض السامي البريطاني في بغداد هنري دوبز بانه قد ضاق ذرعا في عدم تغيير ما اسماه عقلية الاكراد قائلا :“ توصلت الى قناعة راسخة باستحالة استيعاب الاكراد او تذويبهم وبضرورة طردهم خارج البلاد فقد بنيت تركيا بالمجازر والدماء وما عليها الا ان تظل قاسية ومن دون رحمة لقد تخلصنا من اليونانيين والارمن وعلينا ان نتخلص من الاكراد

قدمت امريكا مذكرة بواسطة سفيرها المستر „ مورغنتو „ في الاستانة (كانت السفارة الأمريكية موجودة في العاصمة العثمانية لأن الدولة الأمريكية لم تعلن الحرب على الدولة العثمانية)وقد جاء فيها انه في حالة استمرار هذه المظالم والشنائع فانها ستعتبر كل قادة تركيا بمثابة جان وقاتل وسنقتص منهم بوصفهم مسؤولين عن هذه الاحداث وذلك اثر تسرب اخبار المجازر الى اوربا وما ان قدم مورغنتو هذه المذكرة حتى بلغ الغضب بطلعت باشا فضرب الطاولة التي امامه بقبضته ضريا شديدا وصرخ قائلا :“ باي صلاحية يمكن التدخل في شؤوننا الداخلية „.

وكان الاحتجاج الاوربي والامريكي قد تم تحت تأثير الرأي العام الغربي اذ ان الرأي العام في اوربا وبدرجة اقل في الولايات المتحدة الامريكية قد انتصر للشعب الأرمني.

على الرغم من هذه الجرائم الكبيرة التي ارتكبت بحق السكان الارمن فان الدولتين البريطانية والفرنسية لم تحركا ساكنا ولم تلاحقا الجناة بعد انهيار حكومتهم عام 1918 م ولم يكن القاء بريطانيا القبض على (102) مئة واثنان من كبار المسؤولين الاتراك الذين شاركوا في ارتكاب المجازر وسجنهم في جزيرة مالطا تمهيدا لمحاكمتهم سوى حماية فعالة لهؤلاء المجرمين كي لا تطالهم يد العدالة والذين اما اطلق سراحهم او سمح لهم بالفرار ولكن كل هذا لم يمنع اصحاب القضية من الشباب الارمن من الحاق القصاص العادل بالمجرمين. .

ففي 15/آذار / 1921 قام الطالب الارمني صوغومون تهليران بقتل السفاح طلعت باشا في برلين وقد برأته المحكمة الالمانية واكدت ان لـ صوغومون الحق في قتل طلعت باشا واطلقت سراحه فورا.

في 21/7/1922 قام احد اعضاء الطاشناق بقتل احمد جمال باشا السفاح في تفليس.

وفي 18/8/1922 قتل انور باشا في تركستان في مواجهات مع الجيش الاحمر.

لقد تعرض الارمن لمذابح اخرى ففي آب وايلول من سنة 1894 م في منطقة ساسون تعرض السكان الارمن لالة القتل العثمانية وكذلك في عام 1895 م وشملت مناطق كثيرة منها استنبول وان مذبحة مدينة سيواس جرى تنفيذها بالسواطير وقضبان الحديد والخناجر والعصي الغليظة وكان العثمانيون يبخلون بطلقات بنادقهم كل هذا حدث ايام السلطان الاحمر عبدالحميد الثاني ( لدمويته) وادت الى مقتل 300 الف انسان.

لقد وقف الشعب الكردي الى جانب الشعب الارمني اثناء الاحداث الدامية التي اجتحت ارمينيا وعلى سبيل المثال:

وثقت جريدة المشروطية ادانة الشخصية العسكرية والسياسية الكردية الجنرال محمد شريف باشاالسليماني ممثل الاكراد في مؤتمر الصلح سياسة الحكومة الاتحادية العنصرية ولا سيما المتعلقة بالمجازر الارمنية.

ولعبت جريدة كردستان وصاحبها عبدالرحمن بدرخان دورا كبيرا في فضح المحاولات التركية لجر الاكراد الى صف الدولة التركية ضد الشعب الارمني واستشهد الجريدة بالمواقف الوطنية للقائد الكردي الشيخ عبيدالله النهري قائد انتفاضة 1880 م والذي رفض و بشدة المحاولات اليائسة لتحريف انتفاضته ضد السكان الارمن والأشوريين فابى الشيخ ( بوعيه النضالي ) الوقوع في الشرك الذي وقع فيه سمكو الشكاكي.

واوردت جريدة كردستان براءة عبدالرحمن بدرخان وعلى رؤوس الاشهاد من ابنه لمواقفه غير الودية تجاه الارمن.

كما ان محمود زادة بيت الله بِك طارد مع اربعمائة فارس من ابناء عشيرته رجال الفرسان الحميدية حماية لجيرانهم الارمن وكذلك برزت المواقف النبيلة لاكراد ديرسم واكراد مكس الذين حملوا السلاح ودافعوا عن الارمن اثناء مذابح 1915-1920.

كما اوى الاكراد اليزيديون في جبل سنجار الرجال والنساء والاطفال الارمن الذين التجأوا اليهم من تركيا عبرمحافظة دير الزور السورية.

وقد ذكر الارمن في قرية (خاتسو) ان اكراد عشيرة محمد اغا سطروا ملحمة بطولية ضد الجندرمة الاتراك ولم يسمحوا مطلقا بنقل الارمن في منطقة نفوذ عشيرتهم الى المذابح. هذه المواقف المشرفة من قبل الشعب الكردي قد لعبت دورا كبيرا في التقارب بين (ابناء الجرح الواحد) وظهر ذلك جليا في التعاون بين بوغوص نوبار باشا ممثل الارمن والجنرال محمد شريف باشا ممثل الاكراد في مؤتمر الصلح في باريس عام 1919م.

إن قصص المجازر الارمنية التي ملئت طيات الكتب عصية علي التلخيص واي تعليق عليها سيكون نقشاً صغيرا و باهتاً جدا على جدار قلعة، وإن القرى الارمنية المهجرة والمدن الثكلى التي جعلت الانسانية الجريحة تتبرأ من الخنازير وتذرف دماً على الضحايا بدلاً من الدموع، ستكون بصمة عار في تاريخ تركيا الأسود.

إن إنكار الدولة التركية لهذه المجازر وتجاهل المسألة الكردية والامتناع عن اثراء تاريخها بالتنوع الثقافي والعرقي والإخفاق في تحقيق الحريات الفردية والجماعية، تؤكد ان الديمقراطية في تركيا ليست حقيقية، بل هي ممسوخة وسقيمة وعرجاء.

www.amoude.net

Share This