أندي سركيس ممثل إنكليزي من أصل أرمني عراقي

يوسف يلدا من سيدني: الممثل والمخرج والكاتب أندي سركيس، الذي أدى بصوته وحركاته، وببراعة فائقة، دور “غولوم” في فيلم “سيّد الخواتم”، و”الكنغ كونغ”، و”الكابتن هادوك”، هذه المرّة ذهب بعيداً في إستثمار إمكاناته التعبيرية في التمثيل، مع الإستعانة بالتقنيات التكنولوجية الحديثة في تجسيد دور القرد “قيصر” في الشريط الفيلمي الأخير “صحوة كوكب القرود”، الذي يتصدر  الإيرادات في صالات السينما الأمريكية والكندية، محققاً في مطلع الإسبوع الماضي 54 مليون دولار.

لقد إستطاع الممثل، البالغ 47 عاماً، أن يتحول الى نجم سينمائي عالمي، من دون الحاجة الى إظهار شخصيته الحقيقية، أو الكشف عن وجهه على الشاشة، وذلك بفضل قدرته على توظيف مشاعره، وإستثمارها عبر نظام معلوماتي متقدم، للتعبير عن ما لا يمكن أبداً القيام به في الحالات الواقعية.

والتقنية التي يطلق عليها “إلتقاط الأداء”، تعد من الوسائل الحديثة، التي لا يمكن تصديقها، كما يرى سركيس القريب جداً من عملية تطويرها، وتطبيقها في صناعة وسائل الترفيه، على الرغم مما يقال عنها، في قطاع صناعة الأفلام السينمائية. إذ لا يرى البعض سوى الممثل فقط، وليس روح الشخصية التي يجسّدها.
لقد كانت مشاركة سركيس في فيلم “صحوة كوكب القرود” فرصة جديدة لوضع التقنية التي إكتسبها، حيّز التنفيذ، والتي كان قد بدأ بها في ثلاثية “سيّد الخواتم”، عندما جسّد فيها دور “غولوم” الشهير، ومن ثم، فتحت له الأبواب واسعة في فيلم “آفاتار” عام 2009.

ويحاول فيلم “صحوة كوكب القرود”، الذي إضطلع بمهمة إخراجه روبرت وايت، تسليط الضوء على أصل الأحداث الي تقف خلف النسخة التي تم إنجازها في عام 1968، وكانت تحت عنوان “كوكب القرود”، حيث يظهر شارلتون هيستون في دور رائد فضاء يهبط على الأرض، في المستقبل، بينما تكون القرود قد أحكمت سيطرتها على الكوكب.

وتدور قصة الشريط الفيلمي الأخير حول البحوث العلمية القائمة من أجل معالجة مرض الزهايمر، وتطبيقها على القرود. ومن هنا يولد القرد “قيصر”، في مختبر لإجراء التجارب، بقيادة ويل رودمان “جيمس فرانكو”.

وعن القرد “قيصر” يقول أندي سركيس :”أننا لم نشأ أن يكون بمواصفات بشرية كاملة ولا أن يكون قرداً بكامل الأوصاف. لقد تمت رعايته من قبل البشر، الأمر الذي دفعه للإعتقاد بأنه لا يختلف عنهم. ولكن في لحظة ما من حياته، يبدأ بإظهار غضبه. ويحين الوقت الذي يتطلب منه الإختيار بين البشر، الذين قاموا برعايته، أو قيادة القرود من جنسه نحو الحرية”.

وسركيس الذي درس سلوك هكذا حيوانات، قبل سنوات عدة، للعب دور الكنغ كونغ في فيلم بيتر جاكسون عام 2005، إستلهم الكثير من حياة “أوليفر” القرد الذي نال شهرة واسعة في الستينات لسلوكه البشري، وذلك للتقرب أكثر من طبيعة “قيصر”. ومع ذلك، فأن رحلة “قيصر” لا يمكن تأملها من خلال العمل على تقليده، بل عبر تأمل شخصيته، كما يرى سركيس.

ولد وترعرع أندي سركيس في 20 آبريل من عام 1964، بمدينة روسلب مانور في بريطانيا، من أب من أصل أرمني ، مهاجر من العراق. ولقب عائلته هو “سركيسيان”، الإسم الشائع جداً بين الأرمن. درس في كلية سان بينيديكتو في حي إيلينغ، ومن ثم في جامعة لانكستر، حيث درس الفنون المرئية. وطبقاً لمجلة “بريميير ماغازين”، يأتي سركيس في الترتيب رقم 10، ضمن أفضل 100 شخصية في تأريخ السينما.

ايلاف

Share This