حوار مع المترجم السوري نزار خليلي

OCT09_Nizar_Khaliliبمناسبة عيد المترجمين التقت “ملحق أزتاك العربي” بالمترجم السوري نزار خليلي الذي انفرد بقصته مع الترجمة لأنه شخص عربي مسلم أتقن اللغة الأرمنية القديمة والحديثة وترجم أكثر من ثلاثين عملاً الى اللغـة العربية. ولعب بذلك دوراً هاماً في نقل نماذج من الأدب الأرمني الى اللغة العربية.

نزار خليلي من مواليد حلب عام 1925. عمل مدرساً لمادة اللغة العربية في مدرسة “زافاريان” بحلب. ثم عمل موظفاً في مؤسسة الخطوط الحديدية بحلب بين الأعوام 1947-1983. حاصل على شهادة دكتوراه شرف من جامعة موسكو عام 1986، وشهادة بروفسور شرف من جامعة آسيا وأفريقيا في جمهورية جيورجيا عام 1998. يتقن اللغات الأرمنية والانكليزية والفرنسية والتركية .

قام في عام 1955 بترجمة قصص عربية تراثية واشعار ودراسات عن كبار المفكرين والشعراء العرب الى اللغة الارمنية .

كما قام بترجمة بعض الأعمال الأدبية في الأدب الجيورجي من الفرنسية الى اللغة العربية منها:

– (الفارس في إيهاب النمر) للكاتب الجورجي شوتا روستافيلي، 1984.
– (قدر جيورجيا) للشاعر الجيورجي نيقولوز باراتاشفيلي، 1987.
– (الناسك) للشاعر ايليا جافجافادزه، 1987.
– (خمس قصص من الأدب الجيورجي)، 1988.
– (المؤدب)، للشاعر أكاكي تسيريتيلي، 1988.

أما ترجماته عن الأرمنية الى العربية فهي:

– (سيامانتو وخجه زاره)، للشاعر هوفانيس شيراز، 1972.
– مسرحية (المتسولون الشرفاء) للكاتب هاكوب بارونيان عام 1960.
– (حكايا للأطفال) للكاتب هوفانيس تومانيان ، 1968.
– (مخياتار هيراتسي) لأرزدرون كدزويان، 1972,
– ثلاثة كتب من تأليف الدكتور روبير جيبيجان، 1974.
– (آلام مكبوتة) لكريكور زوهراب، 1975.
– (أوديك ايساهاكيان) لطوروس طورانيان، 1975.
– (رنات صامتة) لزافين دولابجيان، 1977.
– (حب وحب) للوسي سولاحيان، 1985.
– (المعلم الأخير) لفارتكيس بيدروسيان، 1985.
– (قلوب حائرة) للوسي سولاحيان، 1987.
– (الدراجة الحمراء) للوسي سولاحيان، 1988.
– (جيورجيا والشعب الجيورجي) لطوروس طورانيان، 1989.
– (يوميات ضايط في الجيش السوفيتي) لسيرو خانزاتيان، 1991.
– (الصقر الأخضر)، لكيورك ايبجيان، 1993.
– (صوت من جبال كسب) قصص قصيرة لزوهراب عنتبليان عام 1993.
– كتاب (المراثي) الملحمة الشعرية لكريكور ناريكاتسي، 1994.
– (وثائق تاريخية عن المجازر الأرمنية عام 1915)، 1995.
– (تاريخ الأرمن من البداية وحتى القرن الخامس الميلادي)، 1999.
– (الذبيجة) رواية لآرام سيبيتجيان، 2004.

كما قام عام 1995 بترجمة كتاب (رسوم ومعارف) لمؤلفه طارق ممتاز بازغان الب عن اللغة التركية. وهكذا مجموع الأعمال الأدبية التي قام بترجمتها نزار خليلي تجاوزت خمسة وثلاثين عملاً مطبوعاً.

أما أعماله قيد الطبع فهي: (معالجة الحميات) لمخيتار هيراتسي و(نماذج من أعمال نرسيس شنورهالي)، وكذلك رواية طويلة (لاشاريللا – الملك المدلل) من الأدب الجيورجي.

والجدير ذكره أن نزار خليلي حاصل على العديد من الأوسمة والجوائز، نذكر منها:

– درع الشهباء من الجمعيات الثقافية في حلب عام 2000.
– وسام “موفسيس خوريناتسي” من رئيس جمهورية أرمينيا روبيرت كوتشاريان قدم في قنصلية جمهورية أرمينيا بحلب، بحضور السفير ليفون سركيسيان الذي قلده الوسام.
– وسام ذهبي من مطران الأرمن الكاثوليك بحلب بطرس مراياتي، بمناسبة مرور 80 عام من عمره و60 عام من عمله في الترجمة الى العربية.
– ومؤخراً، حصل على درع من جريدة (زاغيك) في بيروت بمناسبة إقامة احتفالية لتكريمه. إضافة الى العديد من الميداليات الذهبية والفضية وشهادات التقدير.

من خلال حوارنا مع المترجم نزار خليلي نضيء على مواضيع تتعلق بالترجمة وسر معرفته باللغة الأرمنية.

*
*    *

– لماذا يحتفل الأرمن بعيد المترجمين؟

– احتفل الأرمن بالمترجمين والترجمة منذ اكتشاف الحروف الأرمنية لأن اكتشاف الأبجدية الأرمنية كان له الدور الكبير في تطور الثقافة الأرمنية. وأول من بدأ بالترجمة هو مسروب ماشدوتس ثم تبعوه الكثير من المترجمين الذين ترجموا عن اليونانية والسريانية وغيرها. تلك الترجمات أوصلتهم لدرجة عالية من الثقافة. فمنذ القدم منذ عهد ميسروب بدأوا بالاحتفال بعيد المترجمين لأنه العيد الذي يبين مدى تطور الثقافة الارمنية.

 

– هل تعتقد أن ترجماتك لعبت الدور المطلوب في نقل الثقافة الأرمنية الى القارئ العربي؟

– الى حد ما لعبت هذا الدور المطلوب. فالثقافة فيها بحر لا ينضب ولذلك أنا أخذت نماذج وقدمتها للقارئ العربي. ولا شك أن القارئ العربي استفاد من هذه الترجمات وعلم مقدار التطور الثقافي الأرمني منذ القدم وحتى اليوم، لأنني ترجمت عن القديم والحديث. لذلك أظن أن ترجماتي التي قمت بها مرضية الى حد ما ولكنها قليلة. وأرى أنه هناك آخرين أيضاً يترجمون وهذا جيد جداً، مع ذلك لا يكفي لأن الأعمال كثيرة وكلما قرأ القارئ العربي من التراث الأرمني يجد أشياء جديدة لم يسمع بها من قبل.

 

– ما هو سر معرفتك باللغة الأرمنية؟

– بدأت معرفتي باللغة الأرمنية عام 1943 بتعليم اللغة العربية للطلاب الأرمن في مدرسة زافاريان في حلب. في ذلك الوقت الذي كان فيه الأرمن منعزلون تمام العزلة بعد هجرة ومجزرة مريعة، معتكفين على أنفسهم خوفاً من كل شيء يحيط بهم من علمهم الأكيد برحابة صدر العرب وعطفهم. وهذا الخوف جعلهم يشكون في كل واحد. وكانت الفترة التي بدأت أعلم فيها تقع في فترة حكم الفرنسيين في سوريا واللغة العربية مفروضة على المدارس غير العربية ولكنها ليست بحكم الفرض الفعلي بل كانت عبارة عن صورة واجهة لتغطية هذا الأمر في المدرسة. دخلت مدرسة زافاريان لأدرس أطفالاً أو شباناً لا يعرفون شيئاً من اللغة العربية إنما يتقنون اللغة التركية على الأكثر لأن أهلهم قد نزحوا من تركيا، الى جانب اللغة الأرمنية لغتهم. بدأت بالتدريس وأنا أجهل كل شيء عن الأرمن وعن اللغة الأرمنية. ولم يكن يلزمني مدير المدرسة بالتدريس الجدي بل كنت أدرس بدافع من ضمير. ولما وجدت الطلاب لا يفهمون علي، بدأت أتعامل معهم بلغة الخرسان والطرشان، أي بالإيماء والحركات التي تعبر عن المعنى المطلوب. وشاءت الظروف أن أتلقى من الطلاب معرفة اللغة الأرمنية وصرنا نفسر الكلمات العربية على السبورة بوضع الكلمة العربية تقابلها معناها بالأرمنية، وهكذا صاروا هم يتعلمون اللغة العربية قدر استطاعتهم وأتعلم أنا اللغة الأرمنية قدر استطاعتي أيضاً.

وفي عام 1946 تركت المدرسة وكنت على علم لابأس به بهذه اللغة قراءة وكتابة وكلاماً. ثم تابعت دراستي الخاصة وبطريقتي الخاصة باللغة الأرمنية. وبدأت أترجم من الأرمنية الى العربية والعكس، يساعدني على تنقيحها بعض الأدباء الأرمن . ترجمت لتومانيان وكريكور زوهراب وبارونيان وغيرهم .

وهنا لا بد أن أشير الى أن المطران زاريه باياسليان الذي أصبح كاثوليكوساً فيما بعد شجعني على الترجمة وطلب من أن أترجم الأدب الأرمني لأنه مهم للعرب والأرمن على حد سواء. وكذلك يحضرني طلب الكاتب الأرمني أنترانيك زاروكيان الذي كتب في جريدته (نايري): يا نزار، ترجم لكريكور زوهراب..

 

– ما الخلاصة التي خرجت بها كمترجم لأعمال كثيرة من الأدب والتاريخ الأرمني؟

– الخلاصة أن الترجمات من الثقافة الأرمنية الى العربية شيء لا ينتهي. لأن الأدب الأرمني ثقافة وأدباً، من الكتابات النثرية والشعرية والفلسفية الأرمنية منذ القدم كانت موجودة حتى قبل المسيح. وأنا استطعت التعرف على ذلك من خلال قراءة الكتب القديمة جداً التي تحكي عن ذلك. هناك أشعار قبل اكتشاف الحرف الأرمني كانت تكتب بالحرف المسماري أو باللاتينية ولكن النص أرمني. انتقل كل هذا فيما بعد الى الأجيال التي تلت. والأجيال لم تتوقف عند حد. والثقافة الأرمنية من كل نواحيها كانت متطورة مع الزمن وبلغت الى حد أستطيع أن أقول إنها بحر من العلم والثقافة.

 

– الترجمة من الأرمنية الى العربية متهمة بأنها قليلة.. لماذا برأيك؟

– لقلة عدد المترجمين مع وجود عدد كبير منهم إلا أن ترجماتهم قليلة لا تتعدى الواحدة أو الاثنتان في العام. والسبب في صعوبة بيع الكتاب والترويج. ولأن الطباعة تكلف كثيراً والتسويق خفيف جداً لذلك يحجمون عن الترجمة.

 

– ما الأجناس التي ينبغي أن تترجم اليوم؟

– كل ما هو موجود صالح للترجمة. لكن ترجمة الآثار القديمة جداً تبين حقيقة الشعب الأرمني.

 

– هذا حوار خاص بملحق أزتاك العربي. فلو توجهت للقارئ العربي، ماذا تقول له؟

– تفكّر في قضية الأرمن كما تتفكر في قضية فلسطين. فهما قضيتان متلازمتان ومتماثلتان، ولا يجوز أن ننسى القضية الأرمنية. كلاهما بحاجة لمعالجتنا ودعمنا.

 1 تشرين الأول 2009

Share This