المطبوخ الأرمني أصدق إنباءً من الكتب


ليس «مطبوخ الأرمن» أكلة أرمنية. فهذا المصطلح «المضلّل» يشير إلى التقويم الأرمني الذي ارتفع الطلب عليه بشكل لافت هذا العام، وخصوصاً مع ترقّب اللبنانيين مطراً كان شحيحاً مع بدء موسم الشتاء.

فروزنامة «مطبوخ الأرمن» التي تصدر سنوياً عن الكنيسة الأرثوذوكـسية الأرمنية في أنطلياس، وتترجم إلى العربية تحت اسم «مطبوخ الأرمن للكاثوليكوسية الأرمنية»، قد أثبت عاماً بعد عام مصداقيته بنسبة 90 في المئة، ليعمّم التساؤل عما إذا كان «أصدق إنباءً من الكتب»؟

يشرح المؤرخ، وصاحب إحدى المكتبات في عنجر، جورج أبليان، أصل الروزنامة قائلاً: «يعود أصلها للراهب الأرمني أوهانس، وهو عالم فلك ورياضيات عاش في منطقة كليكيا (التركية)، التي حكمها الأرمن نحو 300 سنة، بين عامي 1085 و1375. وقد استخلص هذا الراهب، من مراقبته لحركة النجوم وفقاً لتقلبات الأحوال الجوية، أن ظاهرة التلازم هذه تكرّر كل 33 عاماً. فأنجز تقويماً لا يتنبأ فقط بالأحوال الجوية والطقس، بل يقدم أيضاً جدولاً زمنياً للأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية للسنوات العشر المقبلة، بعد اكتشافه أنها تصادف في اليوم ذاته كل 33 عاماً». ومع نهاية شهر شباط، ثبتت صحة تنبؤات مطبوخ عام 2009 أكثر فأكثر. إذ إن التقويم الأرمني لم يشر إلى أية عاصفة ثلجية تهب خلال شهر شباط، بل أشار فقط إلى هطول أمطار ممزوجة بالثلوج، واستمرار طقس بارد ومتقلب حتى 11 آذار المقبل.

وبالفعل، لم يشهد لبنان حتى اليوم عاصفة ثلجية طالت المناطق الداخلية حتى ارتفاع 700 متر رغم توقع الأرصاد الجوية لها طوال الشهر الجاري.

إلى جانب الحسابات العلمية التي ترتكز عليها مصلحة الأرصاد الجوية، والتقويمات الدينية ومن ضمنها المطبوخ الأرمني، يتداول كبار السن مقولات طريفة مسجّعة يستقبلون فيها مواسم ويودّعون أخرى. من هؤلاء، أحمد الخطيب، الثمانيني، الذي يروي: «كنّا نسمي الأيام الثلاثة الأخيرة من شباط والأربعة الأولى من آذار بسعد نبع. وبعد سبع نبع، تأتي سعد بلع التي تغذي المياه الجوفية، تليها أيام سعد السعود حين بتدّب الماوية بالعود وبيدفا كل مبرود»، ثم سعد الخبايا «اللي بتطلع الحيايا»، في إشارة إلى دفء نيسان.

Share This