الحديث الذي أدلى به رئيس غاراباغ باغو ساهاكيان بمناسبة مرور 20 عاماً على إستقلال جمهورية غاراباغ لمراسل وكالة “بانوراما إي إم” الروسية

سؤال: السيد الرئيس مر 20 عاماً على إستقلال جمهورية غاراباغ. خلال العقدين السابقين ماهي المنجزات التي تم تحقيقها والنواقص التي بقيت، ماهي النجاحات التي حققتها البلاد وماهو الفشل؟


جواب: إن أرتساخ على سبيل إقامة أسس دولتها المستقلة قطعت سبيلاً طويلاً وصعباً حيث أنه ليس جميع الدول تمكنت من إجتياز السبيل المماثل. بعد بدء الحركة التحررية الوطنية في عام 1988 ظهرنا تحت ضغوط باكو والحصار المفروض من قبلها علينا، ووجد الملجأ في أرتساخ آلاف الأرمن الذين هربوا من عمليات القتل والملاحقة في جمهورية أذربيجان السوفيتية. بعد إعلان إستقلال جمهورية غاراباغ أثارت أذربيجان عدواناً واسع النطاق ضد غاراباغ بهدف القضاء بصورة تامة على أسس دولتنا والقضاء على شعبنا.

وبفضل الجهود الموحدة لجميع الأرمن تمكنا ليس فقط التصدي بل وتحقيق النصر ضد العدوان. ولكن ونتيجة الحرب كان قد إنهار اقتصادنا بصورة تامة وكان قد تحول عشرات آلاف الناس إلى لاجئين. بالنسبة إلينا ظهرت جبهة جديدة وهي الاقتصادية. كان يجب إلى جانب إعادة بناء الاقتصاد ضمان الأمن والتطور الإجتماعي الاقتصادي. ومرة أخرى مع جميع الأرمن تمكنا بنجاح من حل هذه المسألة الصعبة أيضاً. وبصورة مقتضبة باستطاعتي القول إننا نجحنا في حل المسائل الهامة ذات الطابع العسكري السياسي والإجتماعي الاقتصادي. بالطبع من المسائل العسكرية السياسية المماثلة هي أننا تمكنا من حماية إستقلالنا وحريتنا ووضع أسس إدارة الدولة مع جميع أجنحتها وبنياتها.

يتسم بأهمية خاصة وجود جيش الدفاع ورفع قدرته القتالية بإستمرار. إن جيش الدفاع بالذات يُعتبر الضمانة الأساسية لاستقلالنا وأمننا وأحد العوامل للمحافظة على الإستقرار والسلام في منطقتنا. من المنجزات السياسية الهامة تعزيز أسس الديمقراطية في بلادنا. أعتبر شيئاً محورياً نشوء الوحدة الثلاثية بين أرمينيا وأرتساخ والمهجر الأرمني وتعزيز ذلك باستمرار والذي يُعتبر أحد أسس دولتنا المستقلة. أما فيما يتعلق بالقطاع الاجتماعي الاقتصادي وكما أشرت نجحنا في إعادة بناء الاقتصاد المدمر والوقوف بثبات على سبيل التطور. من منجزاتنا الهامة الإنتقال بهدوء إلى اقتصاد السوق مع المحافظة على النظام الإجتماعي القوي. نحن نحل اليوم مختلف المسائل الإجتماعية ونطور الاقتصاد.

وفي نفس الوقت يجب الإشارة إلى أنه مازال يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به. في المجال السياسي هي مسألة الاعتراف بجمهوريتنا على المستوى الدولي وتطبيع العلاقات مع أذربيجان بطرق سلمية. إن المسائل في المجال الاقتصادي الإجتماعي هي متعددة الأشكال. ومنها حل تحسين الوضع الإجتماعي للفئات الفقيرة ومسائل المد بالمياه وغيرها من المسائل العديدة.


سؤال: خلافاً للدول التي نشأت بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي لم يتم الاعتراف بجمهورية غاراباغ على المستوى الدولي رغم وجود جميع تلك المسائل والمصاعب التي كانت قائمة أمام جميع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. هل ترك هذا النقص القانوني التأثير الكبير على تأسيس جمهورية غاراباغ وتنفيذ الإمكانيات؟

جواب: بالطبع إن عدم الاعتراف يترك الأثر الجدي على بلادنا، مثلاً وخلافاً للدول التي تم الاعتراف بها لاتوجد لدينا الإمكانية للحصول على المساعدة المالية والإنسانية وغيرها من المجتمع الدولي. أحياناً يظهر غريباً بالنسبة إلينا كون أرتساخ دولة ديمقراطية ولكن محرومة من التعاون مع مختلف البنيات الدولية، أما دولة غير ديمقراطية مثل أذربيجان لاتجد أية عقبة في هذا المجال. ورغم كل ذلك نحن واثقون في أن مسألة الاعتراف بأرتساخ هي مسألة الزمن لأنه توجد لدينا جميع الأسس لذلك من تاريخية وسياسية وقانونية ومعنوية. إن كل خسارة هي مرة وخاصة بالنسبة لشعب مثلنا الذي مر في الكثير من الإختبارات والمصاعب. ولكن يجب أن أشير إلى أنه إن لم نكن ندافع عن إستقلالنا فكنا سنصبح شهود عيان لمأساة قومية جديدة. إن الشرط الوحيد لضمان ذاتيتنا وكياننا الآمن وتطورنا هو الدولة المستقلة. ونحن فخورون لظهور الإمكانية لدينا لتأسيس تلك الدولة وحمايتها وتطويرها.


سؤال: في العالم إن إسم غاراباغ اليوم يتم فهمه في العالم ليس بالبلد والشعب غير النشيط وغير المضياف بل بالنزاع غير المحلول وإمكان خطر إتساعه. ماهي المرحلة التي تمر بها الآن عملية التسوية؟ ماهي الآفاق الموجودة وهل ذلك الجيل من الغاراباغيين الذي قام للنضال في سبيل الاستقلال سيتمكن من العيش في ظروف السلام والأمن في نهاية الأمر؟


جواب: أنا لاأشاطر ذلك الرأي الزاعم أن غاراباغ اليوم ليست بلداً نشيطاً ومضيافاً. وحتى أعداؤنا ولو ضمنياً يقبلون إصرارية أرتساخ وإرادة شعبنا في الوصول إلى أهدافه. وعدا ذلك يوجد الكثير من الأصدقاء لدى غاراباغ. إن عدد الذين يزورون بلادنا يزداد من عام لآخر وتظهر الإمكانية لدى الكثيرين لمعرفة الحقيقة. أما فيما يتعلق بعملية تسوية النزاع ففي المرحلة الحالية تجري بمعادلة مشوهة بدون مشاركة أرتساخ المباشرة. إن المذنبة في نشوء الوضع المماثل هي أذربيجان. ولكن إن إستعادة المعادلة الشاملة للمباحثات لامحالة لأنه بدون مشاركة ستيباناكيرت الرسمية في جميع مراحل عملية المباحثات من المستحيل حل النزاع الأذربيجاني الغاراباغي بصورة شاملة. وبالحديث عن الوضع السائد في غاراباغ يجب الإشارة إلى أنه الآن أيضاً هو هادئ وآمن. ولكن بالطبع إن السلام والإستقرار النهائي سيتحقق بعد حل النزاع بصورة شاملة. إن شعبنا هو عازم على بناء دولة حرة ومستقلة وديمقراطية.

سؤال: إن الخبراء يربطون عدم تسوية النزاع حتى الآن ولو بصورة مؤقتة مع غياب المقدمات الضرورية وسباق التسلح ونشر دعاية الحقد والحرب الإعلامية حيث أنه في هذه الظروف إن إمكانية الحل السلمي تتقلص. ماهو الشئ الضروري اليوم لكي تتوصل ستيباناكيرت وباكو إلى الاتفاق؟


جواب: يجب أن اشير إلى أن السياسة غير البناءة التي تنهجها أذربيجان وموقفها ذات الطابع العسكري والعقيدة العنصرية تُعتبر إحدى أكبر العقبات على سبيل تسوية النزاع. من الطبيعي أنه في الظروف المماثلة من المستحيل توقع أي تطور إيجابي. ولذا وبهدف خلق مقدمات مواتية لحل النزاع يجب على أذربيجان أن تعيد النظر بصورة جذرية في سياستها ونواياها غير الواقعية ومواقفها غير البناءة.


سؤال: إن موضوع الوضع القائم في حزام نزاع غاراباغ يصبح في كثير من الأحيان موضوع الإعلام والمناقشات السياسية. يتم الإشارة باستمرار إلى أنه لايجوز المحافظة على الوضع المماثل. إن باكو تتحدث دائماً عن الفكرة القائلة إن المحافظة على الوضع القائم هو مناسب للأرمن فقط وأنهم يقومون بكل ماهو ممكن للمحافظة عليه. هل هو كذلك فعلاً؟ فإذا نعم ماهي المنجزات والفوائد المحتملة بالنسبة إليكم في هذه الحالة؟

جواب: أثناء الحديث عن الوضع القائم في حزام النزاع الأذربيجاني الغاراباغي يتم في كثير من الأحيان تجاهل ذلك الواقع حيث أنه هو نتيجة الحقائق القائمة وليس سبباً لذلك. إن السبب هو تصور أذربيجان حول آفاق تسوية النزاع. فإذا لاتقبل الدولة ليس فقط أخطاءها في السابق بل وتحاول بإصرار السير بنفس الشكل الآن أيضاً وفرض إرادتها على الدول المجاورة والمجتمع الدولي فمن الطبيعي أن العملية لن تتحرك من مكانها. والشهادة الساطعة على ذلك المحافظة على الوضع القائم والذي في الظروف المماثلة يُعتبر أفضل شئ. لقد أشرنا مرات عديدة إلى أننا مستعدون لمناقشة جميع المسائل مع أذربيجان. ولكن وفي نفس الوقت من الواضح أنه لايمكن العودة إلى الماضي أكان ذلك مرتبطاً بالوضع أو الحدود.

الإذاعة الأرمينية

Share This