حوار مع سعادة سفير جمهورية أرمينيا في الجمهورية العربية السورية الدكتور أرشاك بولاديان بمناسبة الذكرى العشرين لاستقلال أرمينيا

  1. يحتفل الأرمن اليوم بالذكرى العشرين لاستقلال أرمينيا. ما هي الدروس التي يجب أن نحصدها من هذا الاستقلال؟

    من أهم الدروس التي يمكن أن نحصدها من هذا الاستقلال أن الشعب الأرمني أثبت هويته وكيانه أمام العالم كله. كما أن الشعب الأرمني أثبت إمكانياته في تأسيس الدولة التي سلبت عنه لفترة طويلة. بالإضافة الى إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول وتطويرها في كافة المجالات.

  1. خلال فترة العشرين العام المنصرمة، كنتم تترأسون قسم  البلاد العربية في وزارة الخارجية الأرمينية، ثم تم تعيينكم سفيراً لأرمينيا في الامارات وسوريا. وأنتم تتابعون العلاقات المتطورة بين أرمينيا والدول العربية، كيف تقيّمون العلاقات بين أرمينيا والدول العربية؟

    بعد الاستقلال مباشرة، في عام 1991 قامت دول عديدة في العالم بالاعتراف بأرمينيا، وفي شباط 1992 عندما أصبحت أرمينيا عضو في الأمم المتحدة، بدأت أرمينيا بتكثيف العلاقات والحوار المباشر مع دول الجوار التي تربطها معها علاقات تاريخية، ومنها طبعاً الدول العربية.

    بدأت الدول العربية تعترف باستقلال أرمينيا وتبعتها عملية إقامة علاقات دبلوماسية. وفي تلك الفترة، عام 1992 أسست دول عربية علاقات دبلوماسية مع أرمينيا مثل سورية ولبنان ومصر وسلطنة عمان وغيرها. لكن فترة 1992-1994 شهدت تباطؤاً بالنظر الى قضية كاراباخ الجبلية. ولكن بفضل الجهود الحثيثة لدبلوماسية أرمينيا قامت عدد من الدول العربية بالاعتراف بأرمينيا مثل الكويت وقطر والبحرين والامارات وغيرها. وبعد فترة، أقيمت علاقات دبلوماسية مع العراق وليبيا.

    بالمجمل، فإن كافة الدول العربية تربطها علاقات دبلوماسية مع أرمينيا عدا السعودية، وذلك فيما يتعلق بمسألة كاراباخ الجبلية، ونتيجة لجهود أذربيجان وتركيا في تقديم المسألة بصبغة دينية. وخلال الفترة السابقة، قامت الدبلوماسية الأرمينية بجهود حثيثة لإثبات أن مسألة كاراباخ الجبلية هي مسألة سياسية وليست دينية ولا علاقة لها بالإسلام والمسيحية.

  1. ماذا يعني أن تقيم جمهورية أرمينيا علاقات مع دول عربية؟

    إن العلاقات مع سوريا ومصر وافتتاح سفارات فيها لم تكن بمحض الصدفة. لقد ركزت أرمينيا سياستها على الشرق الأوسط والدول المتواجدة على المساحة التي تربطها بعلاقات تاريخية-ثقافية مع أرمينيا. مثل سوريا التاريخية (أي سورية ولبنان والاردن وفلسطين)، والعراق ومصر. لقد أسست أرمينيا علاقات مع كافة الدول بحيث قامت بتأسيس الأرضية القانونية لتلك العلاقات، وذلك من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تؤسس للعلاقات بين حكومات تلك الدول.

  1. كيف تصفون العلاقات الأرمينية-السورية بعد الاستقلال حتى يومنا هذا؟

    بعد الاستقلال وخلال السنوات العشرين تطورت العلاقات مع الدول العربية بشكل طبيعي. ورغم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها أرمينيا تم افتتاح ممثلية لأرمينيا في عدد من الدول ومنها سورية، حيث افتتحت سفارة في دمشق.

    كانت العلاقات مع سورية وطيدة منذ البداية، حيث وجدت الأرضية الخصبة لتلك العلاقات من فترة الاتحاد السوفيتي، وهذا ينطبق أيضاً على دول أخرى مثل لبنان وغيرها.

    وتجدر الاشارة الى تواجد الأرمن في سورية الذين عملوا على إعطاء صورة الأرمني بشكل حسن. وليس من باب الصدفة أن يتم افتتاح ثلاث ممثليات في سورية، عام 1992 سفارة بدمشق وعام 1993 قتصلية عامة في حلب، و عام 2010 قنصلية فخرية في دير الزور.

    لقد وقعت أرمينيا مع سورية العديد من الاتفاقيات وجرى العديد من الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات. ومن جهة أخرى يشار الى التعاون الناجح بين البلدين في مجالات الثقافة والعلوم والدراسات الجامعية والاقتصاد والتجارة.

    وكان من المنتظر زيارات متبادلة خلال عام 2011، لكن الوضع في سوريا لم يسمح بتنفيذها في الوقت الحالي. مثل زيارة رئيس الحكومة الأرميني والعديد من الوزراء الى سورية، وكذلك زيارة رئيس مجلس الشعب السوري والعديد من الوزراء الى أرمينيا وإقامة الأيام الثقافية السورية في أرمينيا.

  1. كيف ستحتفل سفارة جمهورية أرمينيا بدمشق بالذكرى العشرين لاستقلال أرمينيا؟

    بمناسبة الذكرى العشرين لاستقلال أرمينيا سنقيم حفل استقبال في 29 ايلول. بالاضافة الى محاضرات حول جمهورية أرمينيا للأرمن وفي جامعة دمشق.

  1. في 19 ايلول بدأت أعمال مؤتمر المهجر الأرمني، ماذا يمكن أن نرى في الأفق من هذه المؤتمرات؟

    إن كافة اللقاءات والمؤتمرات التي تعزز من التعاون بين أرمينيا والمهجر مرحب بها مهما كانت المشاركة، في مجال الطب أو القضاء أو التعليم. فكل لقاء يمكن أن يكون خطوة باتجاه التقارب بين أرمينيا والمهجر. وهذا المؤتمر يتميز بكونه ضمن احفاليات ذكرى الاستقلال، فهو فرصة للمشاركين للتعرف على إنجازات أرمينيا بعد الاستقلال.

  1. هل من كلمة توجهونها للقراء بمناسبة ذكرى استقلال أرمينيا ؟

    أهنئ كل الأرمن بمناسبة ذكرى استقلال أرمينيا. علينا أن ندع مشاكلنا واختلافاتنا جانباً لنسير جنباً الى جنب من أجل الوطن، أرمينيا، ومن أجل دولة أرمينيا وتعزيز جمهورية أرمينيا وأرتساخ. وقد احتفلنا بالذكرى العشرين لاستقلال أرتساخ في 2 ايلول الجاري.

    علينا بتظافر كل الجهود والإمكانات من أجل ازدهار أرمينيا وأرتساخ. هذه هي أمنيتي لجميع الأرمن. وكلنا أمل أن تكون الذكرى العشرين القادمة مليئة بالنجاحات بفضل وحدتنا الوطنية وجهودنا المتشاركة.

    18 أيلول 2011

أجرت الحوار د. نورا أريسيان


Share This