العلاقات العربية – التركية ..

بقلم: زياد هواش

علمانية أتاتورك واسكندرون وأثرهما في العلاقات العربية التركية (1919 _ 1948)

  1. تركيا من الهزيمة حتى قيام الجمهورية :

في 30 تشرين أول  1918 وقعت تركيا مع انكلترا (هدنة مودروس)، وفي 13 تشرين الثاني  1918، احكم الحلفاء سيطرتهم على مضيقي البوسفور والدردنيل وبحرة مرمرة، ودخل الانكليز استانبول

في عام 1919 نُصب “مصطفى كمال” مفتشا عاما على الجيش الثالث في “صمصون” وأوكلت إليه مهام نزع سلاح القوات العثمانية، بسبب انتشار الفوضى وخوف السلطان من حدوث مجازر بين الأقليات والطوائف.

ولكن مصطفى كمال وبعد دخول القوات اليونانية إلى أزمير في 5 أيار 1919، وبدلا من تسريح الجيش، بدأ بتنظيم القوات المبعثرة والرافضة لعودة اليونانيين والأرمن.

وأطلق الرصاصة الأولى على الغزاة اليونانيين في 29 أيار  1919 ، وفي 14 آب  1919 أصدر مصطفى كمال (بيان أرض روم النضالي) ضد الغزاة، وفي 14 أيلول 1919 استطاع تحويل بيان أرض روم إلى ورقة عمل أساسية لمؤتمر “سيواس” الذي توافد عليه المندوبون من جميع أرجاء تركيا، وفي 27 كانون الأول 1919، غادر مصطفى كمال “سيواس”، واستقر في “أنقرة” التي اتخذها منذ ذلك اليوم قاعدة إستراتيجية لتحركاته وسياسته .

في المدن الرئيسية في الأقاليم تشكلت اتجاهات تضم أساسا (البرجوازية التجارية) التي راحت تعترض على الاحتلال الأجنبي بصورة غير واضحة . واستخدمت هذه “الاتحادات” شعار (الدفاع عن الحقوق) وهو ما كان يعبّر عن مخاوفهم من عودة التجار اليونانيين والأرمن.

وفي مؤتمر “سيواس” الذي دعى له احد هذه الاتحادات وحضره مصطفى كمال , وافق الأعضاء على قرار يعرب عن اعتزامهم مناشدة الحكومة الأمريكية لوضع تركيا تحت الانتداب الأمريكي.

في 23 آذار / 1920 عقد المجلس الوطني الكبير (البرلمان) للمرة الأولى في أنقرة، وانتخب مصطفى كمال رئيسا له، وعصمت إينونو رئيسا للأركان .

    وقّع ممثلو السلطان العثماني في استانبول في 10 آب  1920 معاهدة “سيفر” التي وصفها مصطفى كمال بأنها حكم بالإعدام على تركيا.

قضت المعاهدة ببقاء السلطان شرط وضع المضائق تحت مراقبة لجنة دولية، وأن يمنح الأكراد استقلالا ذاتيا، وتصبح أرمينيا دولة مستقلة، وتأخذ اليونان مناطق محددة .
كما فُصل في هذه المعاهدة عن تركيا الأقاليم العربية، وحددت قوات السلطان بخمسين ألف رجل، منهم خمسة وثلاثون ألف دركي، وقضت أخيرا بإعادة العمل بامتيازات الدول العظمى وتعزيزها. رفض مصطفى كمال معاهدة “سيفر” وسحق حركات التمرد في الأناضول، ثم دخل استانبول بدون مقاومة انكليزية حقيقية.

في 12 آذار 1921 وقعت حكومة أنقرة مع الروس (الاتحاد السوفييتي) الذين أمدوهم بالسلاح، معاهدة اعتبرت انتصارا للأتراك الوطنيين.

في 23 آذار 1921 بدأ اليونانيون هجومهم الكبير فصمد الجيش التركي بقيادة الكولونيل عصمت في منطقة “إينونو” صمودا مشرفا.

يقول الباحث التركي ساجلار كيدار: ما كان النضال من أجل الاستقلال في سنوات 1919 _ 1923، الذي قاده الجنرال مصطفى كمال لينجح بهذه السرعة لولا (الموافقة الضمنية) من جانب انكلترا وفرنسا .

ثم استطاع مصطفى كمال في معركة “سقاريا” التاريخية من الانتصار على اليونانيين وإجبارهم على التراجع باتجاه اليونان في تموز 1921 ، وعندما عاد مصطفى كمال إلى أنقرة بعد ذلك النصر , أطلق عليه لقب “الغازي”.

خاض “الكماليون” حرب استنزاف في استانبول ضد القوات الحليفة، فانسحبت القوات الايطالية في تموز 1921، وفي 26 آب 1921 سحق الأتراك اليونانيين في إزمير بشكل نهائي.

عندما دخلت القوات التركية مدينة إزمير في 9 أيلول 1922 أشعلوا النيران في جميع الأحياء اليونانية في المدينة وذبحوا جميع من صادفوهم من الجيش اليوناني .

لم يقنع مصطفى كمال بطرد أو ذبح اليونانيين المتواجدين في إزمير، بل طرد كل يوناني كان يقطن في الأناضول خشية أن ينقلب على الكماليين في يوم من الأيام .
عقدت هدنة بين “الكماليين” والقوات الانكليزية استردت من خلالها تركيا سيادتها على استانبول والمضائق وتراقيا الشرقية.

وفي تشرين الثاني عام 1922 تم إلغاء السلطنة العثمانية وطرد السلطان محمد السادس، بأثر رجعي يرجع إلى 16 آذار / 1920 لإبطال المعاهدات السابقة وأهمها معاهدة “سيفر”. وفي 19 تشرين الثاني انتخب عبد المجيد “خليفة” على المسلمين لا سلطانا، ثم أخرج إخراجا غير كريم مع جميع أفراد أسرته من الأراضي التركية في 4 آذار 1924. وفي 24 تموز 1923 تم التوقيع على معاهدة “لوزان” التي تم فيها استقلال تركيا بحدودها الحالية استقلالا تاما .

  1. العلاقات العربية _ التركية في حرب الاستقلال (1919 _ 1923)

    بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانسحاب القوات العثمانية إلى داخل الأراضي التركية، بدأت محاولات التوفيق بين القوميين (العرب والأتراك) بعد وعد بلفور 20 آب 1919 .
    العرب يقولون إن إبراهيم هنانو كان قد عقد مع مصطفى كمال اتفاقية في 17 أيلول 1920 , لتزويده بالسلاح دون مقابل، ولما تم التفاهم بين مصطفى كمال والحكومة الفرنسية , نكث مصطفى كمال بعهوده ورفض التقيد بها، وابعد المجاهدين السوريين عن الحدود التركية , وتجلت نوايا الأتراك في أن تكون سوريا مستعمرة لفرنسا لا أن تصبح مستقلة ذات سيادة.

    إن مصطفى كمال لما رأى ثورة عنيفة قد التهبت في جبال اللاذقية ضد الفرنسيين،  قرر مساعدة الثورة ومدّها بالعون المادي والمعنوي، وهناك نص رسالة من مصطفى كمال يمجّد فيها ثورة الشيخ صالح العلي بعد جلاء الفرنسيين، ثم نكث مصطفى كمال بوعوده.

    في 10 تشرين الأول 1921، عقد مصطفى كمال معاهدة سرية مع الفرنسيين، كرّست في اتفاق الهدنة بين الفرنسيين والكماليين في “بوزانطي” في تشرين الثاني 1921، تعهد فيها مصطفى كمال بوقف إمداد الثوار السوريين بالسلاح.

    لقد خدع مصطفى كمال العرب خلال حرب التحرير التي خاضها، إذ أكد أنه يدافع عن (خليفة المسلمين)، لذلك فقد سانده الزعيم الليبي المعروف الشيخ السنوسي، ودعا العرب جميعا للوقوف مع كفاح الأتراك ضد المحتلين، لإنقاذ خليفة المسلمين،ثم دعا إلى تشكيل الفدرالية الإسلامية بعد التقائه بالزعيم اليمني الشيخ الإدريسي.

  1. علمانية أتاتورك وأثرها في العلاقات العربية _ التركية:


    في 17 تشرين الثاني 1922 اتخذ مصطفى كمال قرارا بإلغاء السلطنة العثمانية وفصلها عن الخلافة،(وتحت تهديده بقتل النواب المعارضين لاقتراحه.).

    في مساء 29 تشرين الثاني 1923 انتخب مصطفى كمال أول رئيس للجمهورية التركية يتمتع بالصلاحيات التنفيذية ورئيسا للبرلمان وقائدا أعلى للجيش، وأصبح الجنرال عصمت إنونو أول رئيس حكومة

    في 3 آذار / 1924 أقر البرلمان اقتراح مصطفى كمال بخلع الخليفة وإلغاء الخلافة، ونفي جميع أفراد الأسرة العثمانية الحاكمة من الأراضي التركية.

    في شهر آب عام 1925 ظهر أتاتورك بقبعة “بانما” وفي شهر تشرين الثاني ،1925 ، غدا لبس الطربوش جريمة يعاقب عليها القانون .. كما ألغى أتاتورك الطرق الصوفية، وحل المجالس الدينية للدراويش حلقاتهم، ومنع زيارة المقابر والأماكن الدينية .
    ومع بداية عام 1926 بدأت تركيا العمل بالتقويم الميلادي، والغي رسميا العمل بالتقويم الهجري.

    وفي العام 1928 ألغى أتاتورك مادة (الإسلام دين الدولة التركية)، واستخدم الحروف اللاتينية الجديدة بدلا من الحروف العربية في الكتابة.

    وفي العام 1935 جرى تبديل العطلة الأسبوعية من يوم الجمعة إلى يوم الأحد .
    ثم أمر بترجمة القرآن إلى اللغة التركية، ورفع الآذان والصلاة بها .

    يقول محمد أركون :إن تجربة أتاتورك قد ذهبت بعيدا في جرأتها . لكنها لم تكن في لواقع إلا كاريكاتيرا للعلمنة رافقته بعض التصرفات كما حدث ذلك في فرنسا سابقا.
    يقول أحمد صدقي الدجاني :

    إن التخريب الحضاري كان كبيرا حين تولى السلطة مستغربون أرادوا فرض أفكارهم بالقوة، ونكتفي بالإشارة إلى تجربة أتاتورك وبهلوي المجاورتين للوطن العربي.

    في حين تؤكد بعض المصادر التركية، أن إلغاء الخلافة الإسلامية كان ضمن صفقة مع الغرب، لعب فيها دورا رئيسيا “حاييم نعوم” اليهودي ورئيس حاخامي استانبول , والذي كان بمثابة مستشار لـ “عصمت إنونو”.

    أما مؤرخي الفترة الكمالية، المتشبعين بالأفكار القومية المتطرفة، كانوا إذا ذكروا العرب فـ (كأعداء وخونة وطاعني الأتراك في الظهر).

    في نيسان 1931 ، تأسست (جمعية أبحاث التاريخ التركي) لمحاولة تفسير وقائع التاريخ العربي وفق (نظرية الشمس) المتطرفة التي ادعت أن التراث أو الحضارة التركية أساس الحضارات القديمة في العالم ..

    وفي الفترة الكمالية، بدأت كتب التاريخ التركية الرسمية التي تدرس في المدارس الإسلامية (بإخضاع الإسلام، الذي هو جزء لا يتجزأ من التاريخ العربي للأسس العلمانية التركية)، بفصل الدين عن الدولة، فرفعت ألفاظ التقديس التركية عن شعارات الإسلام وشخصياته، حيث حذفت كلمة (حضرة) التي كانت تسبق اسم الرسول، وأسماء الصحابة والخلفاء الراشدين.

    وضمن هذا السياق الفكري تم تغليف عرض بعض الوقائع الدينية بشيء من الشك والريبة مثل : ( التقليد العربي ينسب إلى النبي إبراهيم بناء الكعبة  أو  ثمة اختلاف كبير في الروايات المتعلقة بطفولة الرسول محمد وشبابه  أو في التقليد العربي ثمة قبول بأن الوحي أنزل عن طريق ملاك اسمه جبريل .

    في شهر تشرين الثاني 1938 توفي مصطفى كمال في إحدى غرف قصر (الدولما بغجا ساراي) قصر السلطان عبد الحميد باستانبول، ودفن في أنقرة .

  1. سلخ لواء اسكندرون وأثره في العلاقات العربية _ التركية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية .

    تولى عصمت إنونو رئاسة الجمهورية التركية في 11 تشرين الثاني 1938 خلفا لمصطفى كمال , بالرغم من أنه مشى على منوال سياسة معلمه والتي تتلخص في جملة واحدة ( سلام في الداخل وسلام في الخارج)، إلا أن سلخ لواء اسكندرون بشكل نهائي عن سوريا تم في عهده .

    تقدر مساحة لواء اسكندرون بـ / 4806/ كم2 واهم مدنه إنطاكية واسكندرون وكان يتبع تاريخيا لولاية حلب .

    وكانت هذه الولاية تضم بالإضافة إلى اللواء المدن التي تقع حاليا داخل حدود الدولة التركية وهي : أضنة، مرسين، مرعش، أورفه، كلز، عنتاب .

    وقد تخلى الشريف حسين أمير مكة عبر مراسلاته مع الانكليز قبيل ثورته على الأتراك عام 1916 عن مدينة أضنه ومرسين، رغم أنه كان يطالب بهما ..

    وأثناء الاحتلال لفرنس لسوريا، جرى تثبيت الحدود السورية _ التركية على طول 700 كم عام 1930 .

    وفي 23/6/1939 جرى تعديا آخر للحدود نتيجة سلخ لواء اسكندرون ..
    في اتفاقية أنقرة (فرانكلين _ بويون) عام 1921 استطاعت تركيا أن تحصل من فرنسا على تطوير الثقافة التركية الخاصة، واعتبار اللغة التركية لغة رسمية في اللواء، من خلال وضع إداري ومالي خاص باللواء، بالرغم من اعتراف هذه المعاهدة بوجوب إدارة لواء اسكندرون باعتباره جزءا من سورية .

    في 23 حزيران لعام 1939 اعترفت فرنسا لتركيا بضم لواء اسكندرون (هاتاي) إليها واعتباره جزءا من الجمهورية التركية، وفي 30 حزيران من العام نفسه ألحقت تركيا اللواء نهائيا بها .

    في حزيران من العام 1980 ، اعتبر تقرير أعدته رئاسة الأركان التركية :

    أن سورية هي العدو الأكبر لتركيا , وأن مسألة اللواء ستكون بؤرة التفجر في العلاقات مع سورية.

    أهم ما يجب التعقيب عليه في هذا الفصل من الكتاب ..

    هو أن مصطفى كمال، كان من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي، وأنه قام عمليا بتطبيق برنامجها الحقيقي أو الاستعماري (الغربي والأمريكي تحديدا). وهنا علينا أن ننتبه إلى أن استبدال مصطلح (العثمانيين) بـ ( الاتحاديين) تحول الآن إلى ( الكماليين).

    ولكن (روحية الغزو)، هي ثقافة (القبائل العثمانية التاريخية) الذين صاروا يسمون الآن “أتراك” , والذين تحولوا إلى قومية جغرافية نقية العرق وعدائية , أو إلى نزعة شوفينية. كما لو أن صناعة ( الكيان اليهودي ) كانت تحتاج إلى “الصهيونية” ، وصناعة (الكيان التركي) كانت تحتاج إلى “الطورانية” التي صارت تسمى “الكمالية”.

    بل إن صناعة هذين الكيانين، هو محض عملية ( عكس تاريخية)، استعمارية، لخلق قاعدتين عسكريتين استعماريتين، تسيطران على أهم المضائق المائية الإستراتيجية في العالم , ولا يزالان .

    إن ما فعلته “الكمالية”، ويتغنى به الأتراك إلى يومنا هذا , بسكان الجغرافيا الأصليين، من الأرمن واليونان والعرب، على يد “الكماليين”، لا يشبهه في التاريخ الحديث إلا ما قامت به العصابات الصهيونية في فلسطين بحق سكان البلاد الأصليين العرب الفلسطينيين، وقد اقتضى التنويه .

    بل إن سياسة الخداع التركية القومية، بدأها (مصطفى كمال) عندما وصف (أمام المحكمة أثناء محاكمة زعماء الاتحاد والترقي) ما قامت به تركيا بحق الأرمن بأنها “مجازر”، ليضمن بذلك تبنيه غربيا استعماريا، وهو ما تم له لاحقا، وأزاح الغرب منافسيه من رجالات الصف الأول في جمعية الاتحاد والترقي الذين انتهوا بطريقة أقل ما يقال فيها أنها تراجيدية للغاية .

    ثم قام هو نفسه، بتصفية الوجود اليوناني والارمني والعربي، التاريخي في تلك الجغرافيا، بطريقة أكثر بشاعة، وعبر مجازر عنصرية وعرقية ودينية، دموية للغاية .

    علما أن اليونانيين أثناء تكوّن وظهور الدولة العثمانية كانوا اقرب إلى الغزاة العثمانيين من بقية شعوب تلك الجغرافية بمن فيهم المسلمين .

    ثم أن الطريقة التي أخرج فيها مصطفى كمال، الأسرة العثمانية من الأرضي التركية ونفاها بطريقة غير كريمة , يشير إلى انقلاب تاريخي في الهوية والانتماء , ورفض لكل ما سبق , باعتباره شكلا من أشكال الهوية الدينية الإسلامية، ولم يكن الرجل أكثر من (قومي ملحد) حتى لا نقول يهودي ، لأنه ليس كذلك .

    بل يمكننا القول بان مصطفى كمال، ليس فقط معادي حقيقي للهوية الإسلامية والتراث الإسلامي، أو للعرب وفقط ، بل للإسلام نفسه .

    في حين يمكننا بسهولة اعتبار قضية لواء اسكندرون، مع ما تعنيه (مدينة أنطاكيا) للبيت المسيحي الشرقي ومنازله الكثيرة، من رمزية وقداسة .

    كانت ليست مجرد تنازل فرنسي لتركيا مقابل وقف دعم الثورات السورية، بل كانت تفاهم استعماري غربي، لخلق حالة شبيهة ومتزامنة وتبريرية، مع ما كان يحصل في أرض فلسطين العربية، وخلق كيان يهودي فيها .

    إن العودة إلى مراسلات الشريف حسين – مكماهون، لتبرير وتشريع تنازله عن مدن سورية تاريخية للأتراك , وهو أمير على الحجاز، هو مجرد تلاعب تاريخي مبتذل ورخيص فعلا.

    وبمقدار ما هي عملية الاستيلاء على فلسطين حالة استعمارية لا أخلاقية وغير مسبوقة بالتاريخ الإنساني، وحالة من حالات التطهير العرقي والقومي والديني والتاريخي , كذلك هو الحال بالنسبة لقضية لواء اسكندرون.

    ولذلك يمكننا في الحقيقة ، النظر إلى تركيا وإسرائيل على أنهما مملكتي يهوذا وإسرائيل التاريخيتين وباستنساخ مبالغ فيه للغاية وبائس .

    قد يكون الأمريكي، وقبيل بدء الألفية الجديدة، قد رأى في التيارات الإسلامية، فائدة له أكثر من التيارات العلمانية والعسكريتاريه في تركيا.

    ولذلك بدأ الإسلاميون الأتراك ينتقدون مصطفى كمال وتاريخه الإلحادي بطبيعة الحال .
    ولكن الجميع في تركيا، القائمة بقوة الاستعمار، والمستمرة بقوة تفوق مكون جديد وغريب، على سكان البلاد الأصليين، سيبقى يعمل من داخل القاعدة العسكرية الأمريكية ولمصلحة الأمريكان، إلى أن تسقط وتنهار هذه الإمبراطورية الاستعمارية الحاضنة لهم ولإسرائيل.


    12/9/2011

    صافيتا / زياد هواش

Share This