التغريدة (72) اسمي أحمر


يقول كاتبنا
على لسان إحدى شخصياته في مطلع روايته “حياة جديدة”: “ذات يوم قرأت كتاباً، ومذاك تغيّرت حياتي كلها”. هذا الدافع تحديداً أو بالأحرى هذه النتيجة هي ما يحضنا اليوم على دعوتكم إلى قراءته، أو إلى اعادة اكتشافه.

كاتبنا صاحب رواية “اسمي أحمر “الفائزة بجائزة إيمباك، فهي جدارية تاريخية – فلسفية- فنية – دينية – بوليسية تتضافر فيها قصص الاغتيالات والمؤامرات والدسائس بين رسامي المنمنمات الإسلامية في البلاط العثماني في القرن السادس عشر، مع قصص الغيرة والحنين والأحقاد والحب الممنوع.

انها حكاية فنان تركي قُتل إذ كان يرسم لوحة بأسلوب غربي، ولذلك فإن اللون الاحمر فيها هو لون الدم والجريمة بقدر ما هو لون الجنة التي تنتظر روح الفنان بعد الموت، انه الاحمر المتوهج “على اجنحة الملائكة وعلى شفاه النساء”، بقدر ما هو ذلك النازف “من جروح القتلى والرؤوس المقطوعة”.

إنه أورهان باموق، روائي تركي فاز بجائزة نوبل للأداب، لعام 2006. من مواليد إسطنبول في 7 يونيو عام 1952 وهو ينتمي لأسرة تركية مثقفة. درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه الي الأدب والكتابة كما يعد أحد أهم الكتاب المعاصرين في تركيا وترجمت اعماله الي 34 لغة حتي الآن، ويقرأه الناس في أكثر من 100 دولة. في فبراير 2003 صرح باموق لمجلة سويسرية بأن “مليون أرمني و30 ألف كردي قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيري يجرؤ على قول ذلك”.

تمت ملاحقته قضائيا أمام القضاء التركي بسبب “إهانة الهوية التركية”،ولشخصية شبه مقدسة عند الأتراك وهي شخصية (مصطفى كمال أتاتورك) وهما جريمتين يعاقب عليهما القانون بحسب الفقرة 301, وقد عفى من الملاحقة القضائية أخيرا في نهاية 2006. بجانب تصريحاته حول “مذابح” الأرمن والأكراد، كان باموق أول كاتب في العالم الإسلامي يدين الفتوى الإيرانية التي تبيح دم الكاتب سلمان رشدي بسبب كتاباته المسيئة للإسلام. حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2006م.

في فبراير 2007 وبعد مقتل أحد الصحفيين الاتراك من أصل أرمينى لكتاباته التي تندد بمذابح الأرمن، تلقى أورخان باموق تهديدات بالقتل وأخبرته السلطات الأمنية ان هذة التهديدات جدية، فقام بسحب ما يقارب المليون دولار وسافر هاربا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. اختير كعضو في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي لعام 2007.
ومن أقواله المشهورة ” الأدب هو موهبة أن نحكي حكايتنا الخاصة كما لو كانت تخص آخرين، وأن نحكي حكايات الآخرين كما لو كانت حكايتنا الخاصة.”

و يقول باموق ضاحكا: الجزء الجميل في هذه الجائزة هو أنني مسرور من الآن فصاعدا” لأن لا أحد سيسألني: “هل ستحصل على جائزة نوبل”.

وباموق صدرت له تسع روايات هي (جودت بيه وأبناؤه) 1982 و(المنزل الهادئ) 1991 و(القلعة البيضاء) 1995 و(الكتاب الأسود) 1997 و(ورد في دمشق) 2000 و(الحياة الجديدة)2001 و(اسمي أحمر) 2003 و(ثلج) 2004 و(إسطنبول) 2004 وهي عبارة عن سيرة ذاتية للكاتب.

د. صديق الحكيم

صوت الوطن

Share This