المصور الأرمني زهراب ماركريان مصور الملك حسين

زهراب: العائلة الهاشمية لا مثيل لها في العالم والتواضع سمة الملك عبد الله الثاني بن الحسين

الدستور- هيام ابو النعاج

تزامنا مع ذكرى ميلاده، يروي زهراب ماركريان مصور جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، اجمل اللحظات واكثرها دهشة، التي جمعته مع جلالته خلال الفترة التي عمل بها مصورا بمعيته، حيث باح زهراب لـ«الدستور» بمجموعة من المواقف الجميلة من الملك الراحل والأسرة الهاشمية.

الأسرة الهاشمية

أكد زهراب .. ان العائلة الهاشمية أسرة ملكية غير عادية ولا يوجد لها مثيل في العالم سواء كان من الجانب الإنساني أو التعامل بشكل عام مع جميع الناس وخاصة أبناء الوطن .. لقد عشت في كنفهم سنوات طويلة وفي ذكرى وفاة القائد الأب رحمه الله الملك حسين بن طلال وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشها مع الوطن العربي وما يجري على الساحات العربية أشعر كم نحن بحاجة لنفسه وحنكته السياسية التي كانت تقرب البعيد وتجمع الأمة الواحدة.

جاهة الحسين

كان رحمه الله لماحاً لا تفوته صغيرة ولا كبيرة في ذكرى عيد ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية بنت الحسين لاحظت انني متضايق فوقفت فسألتني فاشتكيت لها همي و»زعلي» مع زوجتي السابقة .. وصادف مرور الملك الحسين فقال ماذا تتحدثون فقالت له الأميرة عالية ان زوجتي زعلانة وتريد الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فرد قائلاً : أيه هاي بدها جاهة. وكانت من أروع الجاهات .. حيث فاجأني حميد الفايز بعد ساعة من ذهابي الى المنزل بإتصال يخبرني بأن جلالة الملك حسين رحمه الله متوجه الى منزلي ليصلح بيني وبين زوجتي وتمنيت في هذه اللحظة أن اغير اسمي من زهراب ماركريان الى زهراب هاشميان فنحن الأرمن في الأردن مدينون للأردن وللأسرة الهاشمية بكل ما قدموه لنا.

تواضع ملكي

وأضاف زهراب: «من خلف ما مات». حين نرى ما يجري نحمد الله دائماً وأبداً. فرغم الظروف الصعبة وإمكانياتنا البسيطة إلا إن جلالة الملك عبد الله الثاني يسعى بكل جهوده لإنعاش إقتصادنا وتحسين معيشة المواطنين وإذا نظرنا الى الدول المحيطة فنحن نعيش بأحس حال.. وهنا احب ان استذكر موقفاً لا انساه من جلالة الملك عبد الله الثاني حين كان يخدم في القطرانة وذهبت لتصويره فدعاني لتناول وجبة الغداء معه وفوجئت بأحد القادة العسكريين يجلس على رأس طاولة الطعام فهمست في أذن جلالته أنت ابن الملك حسين وتجلس هنا فأجابني: الجيش لا يوجد فيه كبير وصغير. القائد هو القائد ولا فرق بيننا». وذلك اقول دائما اين نجد هذا التواضع والتقدير للروح الإنسانية عند القادة تجاه شعبهم.
وزاد ماركريان: ومن هنا أعتقد أن سبب محبة العالم للاردن وشعبه تعود لطيبة وأصالة هذا البلد بقيادته الحكيمة وأهله وعدم أنانيتنا واستقبالنا للضيف، هكذا علمنا الحسين جميعاً دون فرق بين ابنائه وابناء الأردنيين أن نكون أوفياء محبين للناس كما علمنا التواضع.. ونحن لسنا مثاليين لكن نبقى أفضل من دول كثيرة تمتلك كل الإمكانيات وما زال لديهم عدد كبير من مواطنيهم يعانون الفقر والعوز.

فك الإرتباط

ونوه زهراب: من مواقفه الجميلة رحمه الله: أذكر بعد فك الإرتباط مع الضفة الغربية حين حضر عدد كبير من رؤساء بلديات الضفة الغربية يرجون الملك حسين إعادة النظر في فك الإرتباط فأجابهم أنا لا اتراجع عن وعدي لأني قطعت وعداً للأخ أبو عمار.

مواقف لا تتكرر

وأشار زهراب: كنت ضمن فريق الكرة في الديوان الملكي وكان جلالة الملك عبد الله الثاني في حينها مع الحرس الملكي ولم أكن احترف اللعب بعد، لكن كنت أقوم بمشاغبات جميلة وحين كانت تصل الكرة اليه لم أكن أضربها برجلي بل أحملها وأركض وهم ورائي .. وفي أحدى المباريات فاز فريق الحرس الملكي مع جلالة الملك عبد الله الثاني وكان من المقرر أن يقوم بتسليم الكأس للفريق الممثل بالملك سمو الأمير رعد بن زيد فقمت بتناول الكأس وقدمته له بنفسي. هكذا هي العائلة المالكة بتواضعها وطيبتها ومثل هذا الموقف لا يتكرر في مكان آخر من الكرة الأرضية .

الدستور

Share This