العرب في الذاكرة الأرمنية

آرا خاجادور

بعض من شذرات الإعتراف بالمذابح الأرمنية والتقدير للشعب الأرمني من شخصيات مختلفة:

* ولي الدين يكن، شاعر وكاتب مصري من أصل تركي – 1908. قال:”كفى. كفى! ولنختم هذه الصفحة السوداء وليكفنا ما ستشهد به الأيام علينا. فإذا قرأها العثماني الصادق فليتخذها ذكرى وعبرة، وإذا قرأها غير العثماني فليثق أن هناك ناقمين كثيرون مثل كاتبها. وإذا إلتقى حر بيتيم من أيتام هذه المذابح، وقال: أنا ابن من ذبح بالمنشار، أو رأى فتاة في أسرة لابسة سواداً كنجم الثريا يبدو في الظلام، وقالت أنا بنت من طعن في فؤاده، أو قرب مجلسه من سيدة أم وكان محباً لزوجها، وقال لها أين صديقي فلان، فاغرورقت عيناها، وقالت له قتله إبن عمك فلان، فليطأطئ الرأس، وليقل لألبسن معكم ثياب الحداد ولأحمين عرضكم ولأكونن لكم أخاً ومعيناً ما دمت حياً. وإذا وقف على قبر في بلقع يغلي هجيره، وتسفى الرياح عليه فليقل عليك السلام أيها الأخ الشهيد، الأرمني المظلوم، جار عليك المتعصبون فلينصفن من بعدك الأحرار.

* فائز الغصين، مؤرخ ومحامي سوري. قال:” … كيف يحق لرجال الحكومة التركية في هذا الزمان قتل أمة برمتها رجالاً ونساءً ، شيوخاً وشباناً وأطفالاً وقد دفعوا جميع ما رسمته الحكومة العثمانية عليهم من رسم الميرى وأعشار وتمتع وبدل نقدي وعسكري وغيرها ولم يعصوا في أمر. فلو فرضنا محالاً أن رجال الأرمن جديرون بأن يقتلوا، فما ذنب النساء والأطفال، وما هو جزاء من قتلهم بغير ذنب وما جزاء من أحرق النفوس البريئة؟.

* نمرود مصطفى كمال باشا، قاضى في المحكمة العسكرية التركية. 20 كانون الثاني 1920 – إسطنبول. قال:”لقد إرتكب رجال هذا البلد جرائم لم يسمع بها من قبل، وفيها جميع وسائل الطغيان الممكن تخيلها من ترحيلات ومجازر، إحراق للأطفال بعد صب الوقود عليهم، إغتصاب للنساء والفتيات أمام أعين أهلهم المقيدة أياديهم وأرجلهم، إستيلاء على الفتيات أمام أعين أهلهم وآبائهم، أخذ للممتلكات الشخصية والعقارات، نقل للناس إلى بلاد ما بين النهرين ومعاملتهم بدون إنسانية في الطريق … لقد وضعوا آلاف الأبرياء في سفن ورموا بهم في البحر…”.

* سعيد عقل، شاعر ومفكر لبناني – 1986. قال:”لربما كانت القضية الأرمنية إحدى أهم ما ينبغي أن يشغل الضمير. أمة لا أي أمة، لأنها أعطت الحضارة في كل حقول الإبداع، تصاب بإثنين: تزال من الخريطة كلياً إلا في ثلثها، وتباد بالملايين منها وخاصة بإجماع من هم إنتلجنسياها يومئذ، إنها لجريمة إبادة فوق كل تصور. اين هذه القضية اليوم؟. أتصورها، كما هي عندي شخصياً، في ضمير كل شريف تحت أي سماء وجد. لا يجوز إنتظار قرار الدول الكبرى ليؤخذ حق الأمة الأرمنية. إستراتيجية فعالة ومتجددة استمراراً، من قبل القوى الأرمنية الفكرية والسياسية، هي التي ستفرض أخذ القرار بعودة أرمينيا التاريخية. الوطن الأرمني المغتصب لا بأس بمساحته. ولكنه بالنسبة إلى مساحة تركيا المغتصبة لا يشكل سوى العشر. وأن تعدل تركية الكمالية، وتعوض عن هول ما فعلت السلطنة العثمانية ومخلفاتها بالأرض، وترد إليهم ولو نصف هذا العشر، أمر ينبغي أن يدخل في روع كل المحافل المؤثرة في العالم. الأمة الأرمنية في دولة تامة السيادة على أرضها التاريخية مكسب للحضارة.

* الدكتور نعيم اليافي، كاتب وناقد سوري – 1992.

إن أي كائن بشري متمدن يقرأ عن مجازر الأرمن التي نفذها الأتراك عمداً ووفق مخططات مرسومة، سيشعر بجرح مخجل ينحفر في داخله، ويدفعه دفعاً قوياً ليعيد النظر بمجموع القيم التي تسود عالمنا. بل إنه سيجد نفسه وسط دوامة من تساؤلات لا تنتهي، ربما كان أكثرها إيلاماً التساؤل المتعلق بالدرس الذي تعلمته البشرية من جريمة الأتراك الفادحة، وبمدى مساهمة التاريخ في الوفاء لمآسي الشعب الأرمني ذي الحضارة العريقة. فالتاريخ نفسه يزيد في عمق الأسى إذا تذكرنا أن الدول القوية في العالم تجاري الأتراك في تزوير حقائق ما قام به الطورانيون لإفناء الأرمن كلياً. حتى أن أصحاب النيات الطيبة يكتفون بإبداء روح التعاطف مع الأرمن وهم يحيون ذكرى شهدائهم كل عام، وكأن القضية – التي حولتها عصبة الأمم إلى الأرشيف – غدت منتمية إلى ماض ينبغي نسيانه طوعاً أو كرهاً.

Share This