رسوم صاروخان مصدراً للتاريخ المصري 1929-1933

يعتبر فن الكاريكاتير من الفنون التي عبرت عن المجتمع المصري، وما يدور به من أحداث، وكان الكسندر صاروخان أهم فناني هذا العصر الذي عبرعن الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويعد أكبر وأهم شخصية أرمينية عملت في ميدان الصحافة المصرية، فلم يترك باباً إلا وطرقه، ولذلك تعتبر رسوم الكسندر صاروخاً نموذجاً لهذه الفترة.

بعد أن أنهى صاروخان (1898-1979) دراسته الأكاديمية بمعهد الفنون الجرافيكية بفيينا قدم إلى مصر عام 1924، وقام بإصدار جريدة فكاهيه – ساخرة، كما أصدر عددين من الجريدة المصورة في سبتمبر 1924، وبعد استقراره في مصر، تعرف على بعض محرري الصحف والمجلات والتجار والحرفيين الأرمن، وقد اتفق مع أحد الصحفيين على إصدار مجلة فكاهيه ساخرة في 24 يناير 1925 ثم توقفت في 13 مارس 1926.

ومنذ وصوله إلى مصر وجد تلك البلد العريق تعاني من وطأة الاضطرابات السياسية والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، هذا إلى جانب تغلغل الاستعمار البريطاني في البلاد، مما دفعه هذا إلى التعاطف والتعايش مع الشعب المصري، وأخذ تدريجياً يتمصر دون التخلي عن جذوره الأرمنية، وبذا أصبح ذا انتماء مزدوجاً إنسانياً وفنياً.

اتسم الاسلوب الصاروخاني بالحيوية، والحركة العنيفة، والمبالغات التي تعكس مقدرته على اكتشافات بذرة الفكاهة في جوهر أي موضوع حتى لو كان مأساوياً، فالصورة الكاريكاتيريه الصاروخانيه فكاهيه – هجائية، واستقر لفترة كبيرة في روز اليوسف من (1928-1934).

وهو أول من ابتكر شخصية “المصرية أفندي” المعبرة عن العقل المصري الجمعي في سنة 1932، وعمل في أخر ساعة وكان دور مهم في إنجاحها في سنة 1934، ثم عمل بعد ذلك في أخبار اليوم في سنة 1944 وبجانب عمله في هذه الدوريات، قدم العديد من رسوماته على صفحات كثيرة من الدوريات الأخرى كالصريح والمستقبل والجديد وأبو الهول و الكشكول …الخ. ولما كانت مصر تعاني في تلك الفترة من أزمة اقتصادية حادة فقد عبر عنها بالعديد من الرسومات.

د. سحر حسن أحمد

جمهورية مصر العربية

Share This