يريفان – بيروت خلفيات مشجعة


تتوسع الخلفيات باتجاه تعزيز العلاقات المتبادلة بين أرمينيا ولبنان. إن توالي الزيارات بين الطرفين بدءاً من زيارة رئيس مجلس النواب اللبناني الى يريفان، ثم زيارة وفد وزير التعليم العالي الأرميني الى بيروت، ومباشرة ليتبعه وصول رئيس جمهورية لبنان الى يريفان، كل ذلك يدفع المتابع الى القناعة بالخطوات المهمة المتخذة باتجاه تعزيز العلاقات المتبادلة.

يمكن أيضاً الأخذ بعين الاعتبار القرارات التي اتخذتها حكومة أرمينيا في الفترة الواقعة بين تلك الزيارات. وهكذا، فإن حكومة أرمينيا قررت الموافقة على ما يلي:

  1. اقتراح توفيع مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال البيئة بين جمهورية أرمينيا وجمهورية لبنان.
  2. اقتراح توقيع اتفاقية التعاون العلمي والتقني في مجال مراقبة المعايير الجودة بين حكومتي أرمينيا ولبنان. ويتوقع توسيع التعاون العلمي والمهني المشترك بين البلدين.
  3. توقيع اتفاقية تعادل الشهادات بين حكومتي أرمينيا ولبنان، ويشار في الاتفاقية الى تعادل المعايير الوطنية للمنتج المستورد بشكل متبادل وفق المعايير الدولية.

ويهدف توقيع تلك الاتفاقيات الى تفعيل الاتفاقيات الموقعة سابقاً، مما سيزيد من تفعيل العلاقات بين الحكومتين وبين الشعبين على حد سواء.

إذا كان البند الأول في القرارات يتعلق بأمور بيئية فالبنود التالية مرتبطة بشكل مباشر بمجال العلوم والتقنيات.

وفي هذا الاطار، لايمكن وضع مسألة الهبة والمساعدة العينية التي منحتها حكومة أرمينيا للمدارس اللبنانية الحكومية في إطار الأمور العارضة.

إن يريفان تفعل نشاطاتها في مجال التعليم في لبنان ما يجعلنا نفكر أن التعليم هو مجال سامي للتعاون في إطار التقارب.

وهنا يغدو التعليق السياسي مقنع أكثر. فقد كتبنا كثيراً في هذا العمود حول ضرورة الاسراع في تعزيز العلاقات مع يريفان، أمام تنشيط العنصر التركي في البلاد. وفعلاً، فقد بدأت الخلفيات تظهر في العاصمتين، حيث كانت أنقرة تعتمد على التعليم والعلوم كهدف في سياسة التقارب، وفتح الأبواب لاحقاً في العالم العربي، ومنها لبنان.

إن مبادرات يريفان تستحق التقدير، وبانتظار المتابعة العملية. أما الطائفة الأرمنية، فعليها عدم الوقوف صامتة، ولديها الأسباب لتغدو الجسر الانساني بين يريفان وبيروت وبشكل منظم. فتعزيز العلاقات بين يريفان وبيروت لا يحفز فقط دور الطائفة الأرمنية، بل سيؤخذ ذلك بعين الاعتبار من قبل أنقرة التي تدخل الى البلاد والمنطقة من الأبواب العريضة.

في حال التطور الايجابي للخلفيات الظاهرة، فإنها ستتمكن من تضييق تلك الأبواب بعض الشيء أمام دخول العثمانية الجديدة.

جريدة أزتاك اللبنانية

Share This