عن المؤتمر الدولي حول “إدانة جرائم الإبادة الجماعية ومنع حدوثها و معاقبة مرتكبيها”

قامت منظمة الأمم المتحدة في 9 كانون الأول من العام 1948 بالتوقيع على اتفاقية إدانة جرائم الإبادة الجماعية و معاقبة مقترفيها.

في عام 1921 سأل طالب كلية الآداب رافائيل ليمكين أستاذه: لماذا لا يقوم الأرمن بطلب معاقبة الجهات المسئولة عن المجزرة التي اقترفت بحقهم؟ و أجاب الأستاذ أنه لا يوجد أي قانون يسمح بمعاقبة هؤلاء.

كانت هذه الإجابة السبب في عدول ليمكين عن دراسة الآداب و انكبابه على دراسة القانون الدولي و التي مهدت لقبول اللأمم المتحدة في العام 1948 ميثاق إدانة جرائم الإبادة الجماعية و العمل على منع حدوثها و معاقبة مرتكبيها.

و بهذه المناسبة عقدت قبل أيام في العاصمة الأرمينية يريفان المؤتمر الدولي حول “إدانة جرائم الإبادة الجماعية و منع حدوثها و معاقبة مرتكيبها” و ذلك تحت رعاية وزارة الخارجية في جمهورية أرمينيا.

وألقى السيد ادوارد نالبانديان وزير الخارجية الأرميني كلمة الافتتاح في المؤتمر حيث تطرق الوزير إلى أنه، وبعد مرور 60 عاما على تبني الأمم المتحدة اتفاقية إدانة جرائم الإبادة الجماعية و العمل على منع حدوثها و معاقبة مرتكبيها شهد العالم عدد من جرائم الإبادة الجماعية في كامبودية، و رواندا، و دارفور و مناطق إخرى في العالم.

وأشار السيد نالبانديان إلى أن الرغبة و النية الصادقة وحدهمها لا يؤديان إلى وقف تلك الجرائم، بل يجب على المجتمع الدولي العمل على نزع بذور النزاعات القائمة على خلفيات دينية و عرقية و إثنية و التي تولد بدورها الكراهية والعدائية.

وشارك في هذا المؤتمر عدد من المتخصصين الدوليين والمهتمين بمسألة جرائم الإبادة الجماعية من حوالي 20 دولة.

وكان الرئيس سركيسيان قال في كلمته الموجه إلى المؤتمر: “لم تبقى المجزرة الأرمنية في الذاكرة الإنسانية كمجرد جريمة اقترفت في الماضي، بل تبعتها المحرقة، و المجزرة في روندا، و دارفور و العديد من المأسي في مناطق أخرى. مع الأسف مازالت تلك الجرائم و المأسي تقترف دون أي إدانة أو محاسبة”.

و أضاف الرئيس سركيسيان في كلمته: “إن إخفاء الشعور بالذنب من ارتكاب الجريمة إنما يعني ارتكاب جريمة أخرى”.

و قال الرئيس سركيسيان: “أي جريمة إبادة جماعية تبدأ من عدم التسامح وكراهية الآخر المختلف. و نشهد خطاب يدعو إلى عدم التسامح و وكراهية الآخر المختلف على مستوى الخطاب السياسي الرسمي لبعص الدول و تصدر مثل تلك الوعظات من قبل رأس الدولة مما تؤدي إلى تهيئة الأرضية الخصبة لمأسي و جرائم جديدة”.

المجزرة الأرمنية هي مأساة كل أسرة أرمنية و في ذاكرة و وجدان كل أرمني. و أكد الرئيس الأرميني أنه: “من أجل الاعتراف بالمجزرة لا بديل عن التسامح و السلام و هي الطرق التي ستؤدي إلى قبول الآخر و العيش المشترك معه”.

صحيفة أزك الأرمنية

Share This