توضيح الجانب اللبناني

إن زيارة الرئيس اللبناني الى يريفان، واستقبال رئيس أرمينيا، والمؤتمر الصحفي المشترك، وتوقيع 7 اتفاقيات جديدة مشتركة، وأيضاً زيارة (دزيدزيرناكابيرت) والكلمة التي سجلها الرئيس هناك، تأتي كلها لتندرج ضمن الخطوات العامة في تعزيز العلاقات المشتركة بين أرمينيا ولبنان. وقد أخذت هذه الخطوات مؤخراً دفعاً مع زيارة رئيس مجلس النواب اللبناني الى يريفان وما تبعه من مساعدة من الحكومة الأرمينية في مجال التعليم خلال زيارة وزير التعليم العالي الأرمني الى بيروت.

ويمكن وضع كل هذا ضمن إطار عام لإجراءات سياسية مقابل نشاط اعتمده خصمنا. وهنا يبنغي ألا نتجاهل التصريحات التي أتت خلال المؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين.

إن الاعتبارات الحادة للرئيس سركيسيان التي أشارت الى استغلال أذربيجان لمنظمة المؤتمر الاسلامي لإجراء حملات دعائية معادية للأرمن، أتاحت الفرصة لرئيس لبنان أن يبدي توضيحاً مهماً حولها.

وبذلك، أكد الرئيس سليمان أن موقف لبنان الرسمي من النزاع في كاراباخ لا علاقة له بالنهج المتبع في إعطاء النزاع طابعاً دينياً، والأكثر من ذلك أن الرجل الأول في لبنان أبدى موافقته على قبول التنسيق مع مجموعة مينسك في تسوية النزاع، وأضاف أن تسوية النزاع يتطلب احترام التشريعات الدولية على أساس حق تقرير المصير .

إن هذا التوضيح من الرئيس سليمان موجه أولاً الى باكو. هكذا، فإن لبنان تتصادم رسمياً مع أطماع أذربيجان وتبدي عدم موافقتها على تغير شروط الحوار وكذلك على إعطاء الطابع الديني للنزاع.

يمكن تقييم هذا التصريح الذي يأتي من أرفع منصب في القيادة اللبنانية في إطار توضيح الموقف الرسمي. ينبغي ألا يحيد عن هذا النهج أي وفد رسمي يمثل بيروت أو أي مسؤول رفيع المستوى.

وكذلك إنه توجيه لوزير الخارجية اللبناني المشارك في اجتماعات المؤتمر الاسلامي أو الوفود التي تمثل وزارة الخارجية اللبنانية. وسيأخذ الجانب الأرمني من تصريح الرئيس سليمان مرجعاً دائماً في مناسبات عديدة.

والجدير ذكره أن لبنان هي الدولة العربية الوحيدة التي اعترف مجلس نوابها بالإبادة الأرمنية.

وبتصريح الرئيس حول مسألة كاراباخ يتوضح أيضاً موقف بيروت من النزاع في أرتساخ. فأنقرة وباكو لن يجدا مكاناً لمصالحهما السياسية في هاتين القضيتين.

جريدة أزتاك الأرمنية

Share This