كتاب جديد بعنوان “نرسيس شنورهالي”

صدر حديثاً كتاب بعنوان “نرسيس شنورهالي” فيه دراسة وبعض من أعمال هذا القدِّيس الأرمنيّ والمعلّم الكبير († 1173) من ترانيم وتراتيل وأشعار، حقّقه المطران ديراير بانوسيان ونقلها إلى العربيَّة الأستاذ نزار خليلي، ونشر الكتاب في دار الحِوار – سورية.

وقد اخترنا منها القطعة التالية (وعظ الجبل):


نظِّفْ شوك الرغبة من عين فكري
من الداخل ومن الخارج
بحيث أنظر إلى السماء بوضوح، وأرى وجه الربّ.
بدلاً من الاستماع إلى أقوال قبيحة ثقيلة على السمع
وَضِّحْ أقوالكَ، الأقوال الربّانيَّة المقدَّسة في الإنجيل.
ضعْ حارساً على شفتي ولساني،
كي لا أتلفَّظ بما يضرّ بنَفْسي.
بل أتلفَّظ بما يرضي رغبتكَ، لإمتاع الآخَرين.
اتركْ لي يديّ، لكي أعمل الخير بعد الآن،
أصلح حواسّي لكي لا أفعل ما يسيء إلى نَفْسي.
فإذا ما فعلتْ يميني شرّاً،
نقطعها ونرميها حسب أمركَ
بدلاً من أن نحرق أنفاسنا تماماً في النار.
ثبِّتْ أقدام روحي نحو السماء،
اجعلها ثابتةً في الصرح الراسخ،
كي لا تحترق كلّ نَفْسي بالتدحرج بها.
فتحتُ فمي غير المبوَّب واسعاً،
لا أنطق بأقوال طيّبة،
بل سيّئة، وأتبع أقوال الشرّ،
لا شكّ أنّنا بدل الكلام الفارغ سندفع الثمن،
ليتني أبقى بعيداً عن الأقوال السيّئة المميتة…

أعطني كي أقرأ اسمه المقدَّس العادل من كلّ قلبي.
ملكوت السماء ليأتي ويدير نَفْسي،
لتكن مشيئته المقدَّسة على شخصي، كما في السماء. خبزُ يومي غذاءُ جسمي، مائدةٌ حسنةٌ لروحي،
المعرفةُ والشعور، تُعطـى لحاجة نَفْسي الماسّة.
امنحني العفو عن ذنوبي،
كما أعفو أنا عن الآخَرين.
أو فليغفَر لكلَينا كما أستحقّ الغفران.
ولا يُعطـى مجال لمجرِّب الشرّ أن يُجَرِّب كسلي، كما يُسمّونه،
بل ليحفظه من السيف، ويقاتل عنه الشرّ.
لم أفرض على نَفْسي الصيام،
مثل المخادع على الأقلّ،
ولا أن تبارك روحك روحي،
بزيت نُورِ وصيّتكَ.
لم أغسل ضميري، مثل الآخَرين،
بل ملأتُ أحشائي وتركت قانون الصيام.
مع نُور النهار وشعلة جسدي عيني على الظلام،
أمّا عين روحي المعنويَّة،
فتتطلّع إلى العتمة الثقيلة.
إذا كان النُور، هو صورتك،
فلأُبدّل الليل بالخطيئة،
فكم هي كثيفة ظُلمة السـهام الواقعة في داخلي.
لذا، أتوسّل، إلى نُور السماء،
أن يطلع بهيّاً بمجد أبيك،
بالنُور المقدَّس أَعِدْ إشعال حدّة ذهني،

Share This