رئيس الوزراء الجزائري يدعو تركيا لعدم المتاجرة بدماء الجزائريين

وكالات

دعا رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى السبت 6/1/2012، تركيا الى عدم “المتاجرة بدماء الجزائريين” وذلك ردا على اتهام نظيره التركي رجب طيب اردوغان فرنسا بارتكاب “ابادة” في الجزائر في رد فعل منه على تبني فرنسا قانونا يجرم انكار “ابادة” الارمن.

وقال اويحيى في مؤتمر صحافي، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”: “نقول لأصدقائنا (الأتراك) لا تتاجروا بنا”، وأضاف أن “كل واحد حر في الدفاع عن مصالحه، لكن لا يحق لأحد أن يتاجر بدماء الجزائريين”.

وذكر رئيس الوزراء الجزائري ان “تركيا هي التي سلمت الجزائر للفرنسيين بعد ثلاثة ايام من بداية الغزو (سنة 1830) وتركيا صوتت في الامم المتحدة ضد كل القرارات التي كانت في صالح الجزائر قبل استقلالها (في 1962)”. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتهم فرنسا بارتكاب “ابادة” في الجزائر في رد فعل منه على تبني فرنسا قانونا يجرم إنكار “إبادة” الأرمن.

وقال إردوغان “تقدر ب15 بالمئة من سكان الجزائر نسبة الجزائريين الذين تم قتلهم من قبل الفرنسيين منذ 1945. هذه ابادة” في اشارة الى ضحايا معركة استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي بين 1945 و1962.

وأكد أويحيى الذي يتزعم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إن تركيا “ساهمت بشكل ما في كل الجرائم التي قامت بها فرنسا في الجزائر”.

وقال “تركيا عضو في الحلف الأطلسي، وفرنسا كانت تحارب الجزائريين بسلاح الحلف الاطلسي، لذلك فلا بد ان رصاصة ما قتلت الجزائريين مصدرها تركي”.

وكان حزب جبهة التحرير الوطني حليف حزب اويحيى في الحكومة اعتبر ان رئيس الوزراء التركي باتهامه فرنسا بارتكاب ابادة في الجزائر، لم يعبر سوى عن “مطلب تاريخي” للجزائريين.
وأكد الحزب الذي قاد حرب استقلال الجزائر بين 1954 و1962 ان “جبهة التحرير لم تتوقف يوما عن الطلب من فرنسا الاعتراف بجرائمها المرتكبة في الجزائر خلال الاحتلال”، وأضاف أن “فرنسا اعترفت بإبادة الأرمن فلماذا لا تفعل نفس الشيء مع ابادة الجزائريين؟”.

ورفض رئيس الوزراء الجزائري “البكاء على الأطلال” للحصول على “اعتذار فرنسا على جرائمها في الجزائر”، كما رفض اويحيى سن قانون “لتجريم الاستعمار (الفرنسي)”.

وذكر أن رؤساء الجزائر السابقين مثل احمد بن بلة (1962-1965) وهواري بومدين (1965-1978) ومحمد بوضياف (كانون الثاني/ حزيران 1992) لم يطلبوا قانونا لتجريم الاستعمار “ولا احد يشك في وطنية هؤلاء”.

وأضاف “سنحصل على الاعتذار بقوتنا كما فعلت الصين مع اليابان وكوريا الجنوبية”، وتابع “انظروا إلى العالم كيف أصبح يهرول نحو الصين منذ أن أصبحت أول اقتصاد في العالم وكأنهم اكتشفوا طريق الحرير من جديد”.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلآن جوبيه في 16 حزيران 2011 خلال زيارة الى الجزائر ان الفرنسيين “ليسوا بعد مستعدين” للتعبير عن الندم، ودعا الى “عدم التطرق الى ما لا نهاية” الى التاريخ الاستعماري.

وخلال زيارة قام بها الى الجزائر في كانون الأول 2007، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة النظام الاستعماري “الظالم بطبعه” لكنه رفض فكرة “التعبير عن الندم”، معتبرا أن ذلك شكل من أشكال “الحقد على الذات” و”التشهير” بالنفس.

Share This