كاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في الموصل لـ “عنكاوا كوم”: “لاحتفالاتنا خصوصية تتميز بالمحافظة على التقليد المتوارثة لأجدادنا”

عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد


يحتفل أبناء الطائفة الارمنية باستقبال عيد الميلاد المجيد حسب تقويم الكنيسة الشرقية في السادس من كانون الثاني من كل عام. وتتميز تلك الاحتفالات بطابع خاص، يوضح محافظة الأرمن على التقاليد المتوارثة التي تتناقلها الأجيال لتمنح قيمة متميزة للمناسبات الروحية تجعل أبناء الطائفة ينتظرونها للمباشرة بتلك التقاليد خصوصا وان تهاني العيد تتميز بتبادل التهاني بكلمات معبرة باللغة الارمنية، حيث ينقلها الشخص للأخر وهو يقول “كريستوس زناف ييف هايدني تساف” وترجمتها (المسيح ولد بالظهور الإلهي) فيرد الأخر ويقول (مبارك ميلاد المسيح لكم ولنا بشارة كبرى).

بهذه الكلمات المعبرة استهلنا حديثنا للأب اراكيل اردواس كاسباريان كاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في الموصل الذي قال لموقع “عنكاوا كوم”:

احتفالاتنا بعد عام 2003 اقتصرت على المراسيم الدينية وأداء الصلوات في الكنائس بينما تغيب كالعادة الاحتفالات الأخرى ومظاهر الفرح وتتضمن احتفالات الكنيسة إقامة القداس في صباح يوم العيد ولكن هذه السنة وبسب التحسن الذي طرا على الوضع الأمني لمدينة الموصل فقد قررنا إقامة قداس ليلة العيد على ان يقام قداس أخر صباح العيد في كنيستنا التي تقع في منطقة شعبية بمدينة الموصل تعرف بـ (حوش البيعة).

ويقارن الاب كاسباريان بين احتفالات الطائفة قبل عام 2003 وبعده حيث يشير الى احتفالات السابق كانت مميزة من حيث إقامة قداس ليلة العيد يستمر لثلاث ساعات متواصلة وبعدها يخرج المؤمنين ليقيموا فيما بينهم جلسات محبة يشاركون فيها اقتسام الطعام حيث يحرصون على تقديم وجبة (سمك مسكوف) حيث تتصدر هذه الاكلة المائدة حيث تجتمع في العادة أربع الى خمس عوائل او عشيرة على سبيل المثال على هذه المائدة ليتم الاحتفال بصورة جماعية وهذا الأمر متوارث من خلال ماتناقلته هذه العوائل عن اقرانها في أرمينيا وهذه الوجبة لها مدلولات إيمانية وتستذكر بعض الأحداث التي لها صلة بالسمك وردت في الانجيل المقدس ويضيف كاهن الأرمن الأرثوذكس فيقول ان عدد العوائل التي كانت تقطن المدينة قبل 2003 بلغ عددها 350 عائلة اما اليوم فالعدد لايتجاوز الـ (80) عائلة وبالإضافة لهذا العدد فلدينا 20 عائلة تقطن مجمعا سكنيا قريب من كرمليس ولدينا ايضا عشر عوائل تسكن قرقوش بالإضافة الى (15) عائلة تقطن مناطق مسيحية كبرطلة وتلكيف وساقوم بإقامة قداس العيد في كنيسة الأرمن في مدينة الموصل على ان اقيم قداس في ثاني أيام العيد للعوائل التي تسكن في تلك المناطق الذي ذكرتها حيث سأقيمه في كنيسة مار كوركيس للسريان الأرثوذكس في قرقوش.

وعن الخصوصية التي ترافق احتفالات الأرمن بعيد الميلاد يشير الاب كاسبريان الى ان قداس العيد يضم ايضا الاحتفال برتبة عيد الدنح او معمودية المسيح وتشتمل على تقليد توارثه الأرمن منذ ان كانوا يعيشون في القرى وحالتهم الاقتصادية معدمة فكانوا يضعون صليبا في قنينة تبريك الماء ويستدعى شخص غني ليصبح اشبينا لهذا الصليب حيث يبقى الصليب لدى هذا الشخص للتبرك لمدة شهر بينما يتحصل المؤمنين على الماء والذي يحتوي على الميرون فيستخدمونه للتبرك وإعطائه لشخص مريض من اجل الشفاء.
وعن الأحداث المؤلمة التي عاشها الأرمن في مدينة الموصل يشير الاب كاسبريان الى حادثة استهداف كنيسة الأرمن في حي الوحدة والتي كانت قيد الانشاء فتم استهدافها في احد أيام كانون الأول من العام 2005.

موقع “عنكاوا كوم”

Share This