ذكرى عمليات القتل الجماعية ضد الأرمن في باكو

رداً على نضال الأرمن الشرعي الذي بدأ عام 1988 والموجه ضد سياسة السلطات الأذرية في اضطهاد الأرمن، بدأت حملة التطهير العرقي ضد الأرمن من خلال عمليات المجازر المنظمة من قبل الدولة في شباط 1988. وثم بدأت المجازر الجماعية وعمليات تهجير قسرية بشكل متزامن في كافة المناطق التي يسكنها الأرمن.

وفي الاسبوع الثاني من شهر كانون الثاني عام 1990 وصلت موجة الفظائع الى العاصمة باكو، عاصمة أذربيجان. حيث تم تنفيذ عمليات قتل جماعية بحق المدنيين الأرمن القاطنين في أذربيجان.

وراح ضحية المجازر وعمليات القهر التي دامت أسبوعاً واحداً فقط أعداداً كبيرة من الأرمن، وقد اضطر أكثر من 200 ألف أرمني كانوا يسكنون في المدينة أن يتركوا بيوتهم وممتلكاتهم، وقد وجدوا خلاصهم الى حد ما في أرمينيا وروسيا. وحسب الاحصاءات، فإنه تم إجلاء أكثر من 400 ألف أرمني من أذربيجان بين الأعوام 1988-1990.

ففي عام 1990 تم ترحيل السكان الأرمن قسرياً من هادروت وبيرتاتسور وشاهوميان ومن عشرات القرى في مناطق أخرى بهدف توطينها بالسكان الأذريين.

وتم توثيق تلك العمليات في الصحافة العالمية. فقد كتبت “نيويورك تايمز – خدمة الأخبار” من موسكو تحت عنوان “الحشود الأذرية تهاجم الأرمن”، أن التقارير الرسمية وعدد من السكان الذين تم الاتصال بهم هاتفياً، أفادوا عن اندلاع العنف المدني في جمهورية أذربيجان السوفياتية، والذي أسفر عن ما لا يقل عن قتل 26 شخصاً في العاصمة باكو وعدة بلدات. حيث يضيف “ما قاله شهود عيان أن الحشود الأذرية هاجت في شوارع باكو ليلة السبت، باستخدام قوائم لعناوين مستنسخة، للعثور على منازل الأرمن وإخراجهم منها. استمرت العصابات في التجوال في الحي الأرمني يوم الأحد، وارتكبوا، حسب ما وصفته وكالة الأنباء “تاس”، الفظائع والمذابح، على الرغم من وجود فصيلة من قوات وزارة الداخلية منتشرة للسيطرة على العنف”.

وفي 19 كانون الثاني 1990، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً جاء فيه: “أذربيجان ليست ليتوانيا. والقوميون في أذربيجان يتحدثون أيضاً في الاستقلال، ولكن احتجاجهم تشمل مذابح دموية ضد جيرانهم الأرمن”.

وفي 29 كانون الثاني 1990، وبتوقيع من جون كوهان وليزا بيير من موسكو، نقرأ مقالة في “التايم” بعنوان “قصص دموية من باكو”، عن عائلة أرمنية بسيطة تعيش في باكو، “كانت على قائمة البلطجية والغوغائيين الأذريين المسلحين، وتعرض أفرادها للاضطهاد والهجوم في منزلهم حيث غادروه قسراً دون عودة”. ويصف بأنها فصل واحد من قصص وقائع مروعة حدثت في باكو، على أيدي مثيري الشغب الأذريين.

18 كانون الثاني 2012

ملحق “أزتاك” العربي

Share This