حول جدل تركيا مع فرنسا بشأن قرار تجريم إنكار إبادة الأرمن

“العلاقات مع فرنسا ستتأثر على مختلف الأصعدة”: يقول الرئيس التركي عبد الله غول لصحيفة “الشرق الأوسط”

في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية مع الرئيس التركي عبد الله غول تم التطرق الى القضية إبادة الأرمن.

وفي سؤال عما يريده الأتراك من العالم العربي، أجاب غول أنه “يريد للدول في المنطقة العربية أن تكون قوية منيعة، وأن تكون شعوبها مرفهة تتطلع إلى مستقبل أفضل. ولكي أوضح كيف تكون السعادة، أقول إنه يجب أن يسود السلام والاستقرار في هذه المنطقة، لكي تنعم هذه الشعوب بالاستقرار والسلام والرخاء. كلما كان الاستقرار في هذه المنطقة متوطدا، وكلما كانت أوضاع هذه الدول متينة، تكون أوضاع المنطقة كلها متينة. هناك الكثير من الموارد الطبيعية والموارد البشرية التي لم يتم التعاطي معها بالشكل الصحيح في أثناء الأزمات التي مرت بها المنطقة. ولذلك نهتم كثيرا بعاملي الاستقرار والسلام في المنطقة، وهما عاملان يجب أن يسودا لكي تنعم هذه الشعوب بمواردها”.

كما تم الحديث عن الدور كبير لتركيا الذي يطمح إليه، وأن البعض أحس بخيبة الأمل من أنكم لم تكونوا على مستوى طموحاته..

أما فيما يخص الأزمة القائمة بين تركيا مع فرنسا، قال غول ما نعرفه عن فرنسا أنها موطن الحريات الفكرية والأدبية وما إلى ذلك، لكن ما يجري الآن من تحركات مشبوهة، ستؤدي إلى معاقبة أي شخص يخرج عن الموقف الرسمي الفرنسي، حتى ولو كان عالما أو مؤرخا، وهذا أمر لا طائل منه. في بلدنا، قد تكون هناك أفكار ومبادئ تتناقض مع مفاهيم الدولة، أو مفاهيمي الشخصية. لكن نحن نتعاطى مع هذه المواقف باحترام، حتى لو كانت تتعارض مع ما نفكر فيه. لكن في فرنسا سيكون هذا الأمر محرما. يقول الأرمن إن الأتراك أبادوهم عام 1915 لكونهم من الأرمن. ونحن نقول إن هذه ليست إبادة إنما وقائع تاريخية، هناك أمور حصلت في ذلك الوقت عندما كانت الدولة التركية تحارب على 7 جبهات من فرنسا وإنجلترا وروسيا وغيرهم، قامت قوى روسية بتحريض قسم من الأرمن للقيام بأعمال تخل بالأمن العام، وتم التعامل معهم، وليس عن طريق الإبادة. بطبيعة الحال، كانت هناك آلام متبادلة عاناها المسلمون الأتراك، وكذلك الأرمن، لكن الأتراك عانوا أكثر من أي أحد آخر من خلال ظروف الحرب العالمية الأولى. الكثير من العواصم الأوروبية كانت مدنا إسلامية، وقد عانى المسلمون كثيرا في تلك الفترة، ونزح أكثر من 500 ألف نتيجة الحروب. في دول البلقان، قتل 3 ملايين شخص ونزح مثلهم، وكذلك في جبهة القوقاز أيضا، أين هؤلاء المسلمون الآن؟ نحن لا نعلم أولادنا وأجيالنا الجديدة الحقد والمشاعر السلبية حيال كل ما جرى في البلدان التي كانت الإمبراطورية العثمانية فيها. لا نعلمهم مبدأ العنف والحقد والكره. ونقول بصراحة للأرمن إنهم إذا كانوا راغبين في ذلك، أن نؤلف لجنة مشتركة ونفتح أرشيفنا بأكمله ونقبل بنتائج البحوث التاريخية التي ستجري. لقد فتحنا جميع ملفاتنا وأرشيفنا بحيث يطلع عليها أي أرميني أو عربي، أو أي شخص آخر، بما في ذلك الملفات العسكرية التي كانت موجودة”.

وحول تنفيذ عقوبات على فرنسا في حال إقرار المشروع، أجاب غول أنه” بطبيعة الحال، سيكون هناك تأثير على علاقاتنا”، حتى العلاقات على مختلف الأصعدة سوف تتأثر جراء هذه المسألة”.

ملحق “أزتاك” العربي

Share This