مذابح الأرمن أدخلت أردوغان وتركيا في عنق الزجاجة مرة أخرى..؟

في الوقت الذي كان ينتظر فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يكافئه الغرب على اشتراكه في المؤامرة ضد سورية، وتواطئه وحمايته لعصابات (الجيش الحر) ودعمه لعمليات القتل المنظّم الذي تنفذه تلك العصابات المجرمة بحق أبناء الشعب السوري، تلقى أردوغان بالأمس أول صفعة من حليفته فرنسا التي صادق مجلس شيوخها على قرار كان أقرّه البرلمان في 22 من الشهر الماضي ويجرّم إنكار الإبادة التي تعرّض لها الأرمن في تركيا عام 1915 في عهد الدولة العثمانية. وكانت سبقتها صفعة تعليق مجلس التعاون الخليجي اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا.

ومع إيمان “جهينة نيوز” بأن هذا القرار والصفعات التي ستتلوه كان المكافأة الغربية المنتظرة والمتوقعة لأردوغان وحزبه الذي تحالف مع تكفيريي (الإخوان الشياطين)، فإنه يبشّر بأن أطراف المؤامرة على سورية، وبعد أن فشلت كل رهاناتهم، قد دخلوا في دائرة الاتهام والتنابذ والفرقة، والفضل كلّه يعود إلى الصمود السوري قيادة وجيشاً وشعباً، والذي أسقط تلك الرهانات ولم يرهبه الاستقواء بالناتو وأساطيله والإعلام المأجور ومرتزقته.

وبعيداً عمّا حصل في أروقة جامعة (المهزلة العربية) بالأمس، ودون تذكير قرّاء ومتصفحي “جهينة نيوز” بالخلافات المتصاعدة بين واشنطن والرياض والدوحة، وتقاذف المسؤوليات والاتهامات بالعجز عن إسقاط سورية أو التأثير على قراراتها، هاهو أردوغان يهاجم القرار الفرنسي (العنصري)، ويشنّ هجوماً لاذعاً على الرئيس نيكولا ساركوزى مذكّراً إياه بأصوله اليهودية، وأن تركيا كانت فتحت ذراعيها لأجداده اليهود عندما طردوا من إسبانيا!!.. وكأن أردوغان، الذي يدين يهودية ساركوزي، لم يصمت ويسكت عن عشرات الضحايا الأتراك الذي قتلتهم إسرائيل على متن أسطول الحرية، ولم يستجدِ اعتذاراً طواه منذ أيام وعاد إلى حزبه ذليلاً صاغراً يجتر الخيبات التي أوقعه فيها قادة حليفته الأخرى إسرائيل؟!..

يدرك أردوغان الذي طعن سورية وشعبها وقيادتها في الظهر، أنه وبعد أن أوصدت دمشق كل الأبواب بوجهه، أن لا بوابه ستفتح له وهو الذي خان كل العهود ونكث بكل الاتفاقات التي أعطت تركيا وزنها وحجمها على المستوى الإقليمي العربي والإسلامي، وأنه بسياسته الرعناء قد أدخل تركيا عنق الزجاجة مرة أخرى، وبات مطالباً اليوم وأكثر من أي وقت مضى على صعيد الداخل التركي بالردّ على المواقف الفرنسية والإسرائيلية معاً، وإثبات -كما يتشدّق دائماً- أن تركيا دولة كبيرة وقوية وقادرة على الدفاع عن مصالحها.

إن السيد أردوغان الذي تلطّخت يداه بدماء مئات الأبرياء السوريين، وخاصة في إدلب وحماة، ويحاول اليوم التنصل من كل تلك الاتهامات، سيأتيه اليوم الذي يجد نفسه أمام المحاكم الدولية ليس انتصاراً لدماء الأرمن فقط، وإنما انتصاراً لكل ضحية سقطت في سورية.. وقد لا ينفعه الندم أو تحميل المسؤولية للأطراف الأخرى حينئذ، لأن التاريخ لا يسامح ولا ينسى.

وللتذكير فقط فإن تركيا اقترفت في عام 1915 أبشع مذبحة في التاريخ، حصدت مليوناً ونصف المليون أرمني وأكثر من نصف مليون من الآشوريين في عمليات تطهير عرقي بحق الأقليات المسيحية، حيث مارست في مناطقهم سياسة الأرض المحروقة، قتلت من قتلت وشرّدت من بقي منهم إلى خارج حدود تركيا. أما الأقليات المسلمة، كالأكراد والعرب، فكانت الخطة تقتضي بتتريكهم وإذابتهم في القومية التركية. كما سعى أجداد أردوغان دوماً إلى التعتيم التام على الجرائم التي اقترفوها لمحوها من ذاكرة التاريخ!!.

“خاص جهينة نيوز”

Share This