لخوض أية حرب تستعد موسكو؟

ماذا وراء مناورات “القوقاز – 2012” الكبرى التي بدأت القوات المسلحة الروسية استعدادات لها؟ إلى أي مدى يمكن الربط بين المناورات المفترضة والتسخين السياسي والعسكري من طرف أمريكا وإسرائيل ضد إيران؟ ما غيرها من التحديات قرب حدود روسيا الجنوبية والتي يُصوّب نحوها استعراض العضلات العسكرية الروسية؟

بدأت وزارة الدفاع الروسية التحضير لمناورات عسكرية استراتيجية بعنوان “القوقاز-2012”. من المزمع اجراؤها في بداية خريف العام الحالي. فالموقف على مقربة من الحدود الجنوبية لروسيا، لاسيما احتمال تسديد الأميركيين وحلفائهم ضربات حربية الى ايران، يثير قلقا شديدا لدى القيادة العسكرية الروسية. وتفيد المعلومات الرسمية ان المناورات المرتقبة، خلافا للمناورات المماثلة التي جرت العام الماضي، ستكون اوسع  واكثر قربا من الوقائع العسكرية والسياسية الراهنة.

ومن المقرر في سياق هذه المناورات استخدام جميع انواع وسائل الإستطلاع والإتصال – الإلكترونية والفضائية  وكذلك الطائرات غير المأهولة والأسلحة الفائقة الدقة. ومن المهم بخاصة ان المناورات ستجري ليس في جنوب روسيا فقط، بل وفي اراضي جيرانها الجنوبيين، في أبخازيا  واوسيتيا الجنوبية  وارمينيا. ويضم التحضير للمناورات الإتقان الفعلي للمهمات القتالية التدريبية المرتبطة باحتمال حرب اميركية اسرائيلية ضد ايران، وكذلك بإحتمال نشوب نزاعات اخرى في منطقة قزوين وجنوب القوقاز قد تسببها الضربة الى ايران.

وتشعر روسيا بالقلق من احتمال انجرار دول جنوب القوقاز الى الحرب ضد ايران، بمعنى ان النزاع الحربي المحتمل يمكن ان يقترب من الحدود الروسية مباشرة. ولذا تهتم موسكو بتأمين الجاهزية القتالية العالية لتشكيلات القوات الروسية المرابطة في الخارج، في ارمينيا بالدرجة الأولى. وبهذا الخصوص يعيد المحللون الى الأذهان ان الإستعدادات العسكرية التي أجرتها روسيا قرب حدودها الجنوبية في عام الفين وثمانية قد دللت على ضرورتها. فبفضل تلك الإستعدادات تمكنت روسيا آنذاك من التصدي لهجوم جورجيا على اوسيتيا الجنوبية وتصفية بؤرة الحرب على الحدود الروسية من جهة الجنوب.

Share This