جهود مضاعفة بمطالبة التعويض

اللقاء الذي تم بين وزيري خارجية تركيا وروسيا والتصريحات التي أعقبتها تدعو الى التأمل من وجهة نظر أرمنية.

في البداية، التوقيت، فاختيار توقيت اللقاء بعد تبني قرار مجلس الشيوخ الفرنسي مباشرة يشير الى أن أنقرة تتخذ خطوات لتنظيم عملية توازن، فنقتنع أكثر أن بالفرضية بأن وزير الخارجية التركي الذي رفض المغادرة الى بروكسل وذهب الى موسكو عوضاً عن ذلك، لمناقشة قضايا لها ثقل استراتيجي.

تطرقنا في هذه الزاوية عدة مرات الى المخاوف من أن أنقرة مقابل التصويت لقرار فرنسا تحاول كسب نقاط باتجاه قضية كاراباخ. ومن المستحيل أن نفكر بأن محادثات داوود أوغلو-لافروف لم تتضمن مسألة أرتساخ.

قام الوزير داود أوغلو بمقدمة هذه المبادرة، حين صرح بعد لقاء موسكو أنه في حال استمرت فرنسا في رئاسة مجموعة مينسك فيجدر أن تستلم تركيا أيضاً رئاسة المجموعة. هذه ليست أول مرة تجتهد تركيا بهذا الشكل. فقد تكرر المشهد من أنقرة أثناء قبول القرار في البرلمان الفرنسي. من الواضح أن ما يجري من قبل الإدارة في أنقرة هو تكتيك للحصول على التعويض لما جرى في فرنسا.

وأهم حلقة في سياسة الحصول على التعويض تلتحق بالسلسلة في موسكو. وعلى من يتداول الفكر السياسي الأرمني أن يركز على المعطيات بأن الجانب التركي والروسي ناقشوا موضوع كاراباخ واتفقوا على تكثيف الجهود بهذا الاتجاه.

واضح أن موسكو لا تستلم مهمة الوساطة العليا، وحينما تتفق تركيا مع ممثل روسيا لبذل جهود إضافية فيأخذ الأمر طابعاً مقلقاً.

والأكثر من ذلك، أنه حين تستلم أنقرة اقتراح ومبادرة شخصية دوراً من قبل روسيا،  فهي تركيا ذاتها التي تتمثل ليس كوسيط بل كدولة راعية، تغلق الحدود وتضع الشروط، وتطلب الآن مهمة قيادة مقابل قرار فرنسا.

ولكي يحصل أوغلو على هذا الاتفاق من الروس تحدث أولاً حول موضوع آخر. وصرح أن تركيا لا تسمح باستخدام أراضيها في حال الهجوم العسكري ضد إيران. وهذا الخطاب السياسي الموجه الى موسكو صار تربة خصبة للاعلان عن تكثيف الجهود حيال مسألة أرتساخ.

إن التعليق الحرفي على هذه المعلومات يفترض أن أنقرة التي كانت تبذل جهوداً ستكثف هذه الجهود. وإذا أخذنا هذه الأمور بعين الاعتبار فيجب أن نفكر أن أنقرة  ستزيد من جهودها في السياسة المشروطة.

وإن أصبح القرار قانوناً، وبقيت فرنسا في منصب رئيس المجموعة، فحينها يجدر بداوود أوغلو التوجه الى واشنطن ليقنع نظيره أن تركيا يجب أن تستلم منصب الرئاسة في مجموعة مينسك. لكن على الوزير التركي هذه المرة أن يختار مقدمة أخرى لأنه لا يستطيع التصريح بأنه لن يفتح أراضيه لضرب إيران.

31 كانون الثاني 2012

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير “أزتاك” الأرمنية

بيروت – لبنان

Share This