الى رئاسة تحرير جريدة “الرأي” الأغر،


      طالعتنا جريدة “الرأي” الأردنية الأغر يوم الجمعة 24 شباط 2012 مقالة بعنون (إبادة عرق) للكاتب مروان سوداح. مع احترامنا الشديد لجريدكم وما عرفت عنه من مصداقية وموضوعية في اختيار المواد، إلا أن ملحق “أزتاك” العربي يأسف لنشر مقالة على صفحات جريدتكم تحرف حقيقة تاريخية بشأن جمهورية كاراباخ الجبلية وتتناول معلومات مغالطة.

      سنترك جانباً النص غير المنصف الذي أقرته منظمة التعاون الإسلامي والذي استند إليه الكاتب في بعض الأحيان على “أن ما جرى في ناغورنو كاراباخ ليس سوى إبادة جنس غير معهودة في تلك المنطقة، وتصفية عرق أذري في وطنه التاريخي”.

      إلا أن التوصيف الذي جرى في القوقاز على أنه “احتلال أرميني لناغورنو كاراباخ” وأن «سياسة عدوانية تمارسها جمهورية أرمينيا»، وأنه هناك “تطاولات مهددة للشعب الأذري”، جاء محرفاًً للتاريخ الذي شهدته تلك المنطقة. والحقيقة أنه توجب تصويب بعض المعلومات التي ينبغي ترسيخها كأساس لتاريخ قضية النزاع بين كاراباخ الجبلية وأذربيجان.

      ففي بداية عام 1992 استغلت أذربيجان منطقة “خوجالو” (وهي قرية في جمهورية كاراباخ الجبلية) لقصف استباناكيرد، عاصمة جمهورية كاراباخ الجبلية، حيث دمرت المنازل والمدارس والمشافي والمباني الحكومية. وقد حولت أذربيجان منطقة “خوجالو” الى منبر للضرب العشوائي. وبذلك منعت الوصول الى مطار كاراباخ، وهو المنفذ الوحيد الى الخارج، حيث يمكن استلام الأدوية والمؤن وغيرها.

      والأهم أن خوجالو كانت تستخدم كنقطة مرتفعة من أجل سهولة ضرب المناطق المنخفضة في استيباناكيرد والقرى الأرمنية المأهولة. وبالتالي أضحت خوجالو هدفاً عسكرياً شرعياً بالنسبة لقوات الدفاع الأرمنية في كاراباخ من أجل إنقاذ المناطق المدنية الأرمنية. وعندما بدأت العمليات العسكرية في خوجالو، شرع المدنيون باستخدام الممر الانساني من أجل العبور الى منطقة “أغدام” الموجودة تحت السيطرة الأذرية. وهناك رواية وأحداث دامية جديدة كانت بانتظار الأرمن الذين تحولوا الى جثث هامدة ضمن روايات سرية. ومن تلك الأحداث التي دارت في شباط عام 1992، يمكن استخلاص ما يلي:

  • استخدمت القيادة الأذرية خوجالو لقصف أهداف مدنية بالمدفعية وبشكل عشوائي.
  • تعمدت القيادة الأذرية منع المدنيين من مغادرة القرية.
  • فشلت القيادة الأذرية إعادة المدنيين القاطنين الى القرية، بعدما أعلنت عن اندلاع عملية عسكرية وشيكة
  • تبادلت القوات الأذرية اطلاق النار مع قوات الدفاع الذاتي في كاراباخ الجبلية، ما أسفر عن وقوع جرحى في كلا الطرفين
  • أذربيجان هي المسؤول الوحيد عن قتل مئات المدنيين وتشويه الجثث الذي حدث في أغدام (قرب خوجالو) وهي منطقة تحت سيطرة القوات الأذرية.

      ومنذ ذلك الحين، أخذت باكو على عاتقها تزوير كل الحقائق والوثائق المتعلقة بالكارثة الانسانية، ونشرت الرعب والكراهية ضد الأرمن أمام أعين المجتمع الدولي.

      ومن الوسائل التي استخدمتها أذربيجان تزوير الصور، ما يثير التساؤل عن رغبتها في تسوية النزاع، وبذل الجهود للتواصل بين الشعبين الأذري والأرمني من أجل إحلال السلام بين أذربيجان وكاراباخ الجبلية. فقد استخدمت أذربيجان صوراً من كوسوفو وضحايا الزلزال في تركيا عام 1983، وصور أصلية لأطفال جياع في أفغانستان، وكذلك صورة أصلية من مقاتلي حماس في فلسطين، ونشرتها على أنها صور لضحايا أذريين قتلوا على أيدي الأرمن. ولا يتسع هنا المجال لبيان كل الوثائق والبيانات الصادرة عن هيئات رسمية وكذلك الصحافة العالمية التي أوردت المعلومات عن حقيقة الأحداث.

      لذلك نرجو من الجريدة الموقرة أن تبقي على موضوعيتها في مسائل تاريخية، لكي لا تقع في فخ التضليل الإعلامي عن الجرائم التي ارتكبتها أذربيجان في “أغدام” و”خوجالو”، وإبطال عملية الاعتراف الدولية بالإبادة ضد الأرمن.

      ونعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتق الإعلام العربي هي نشر الوعي، وعدم الانجرار وراء الإعلام المضلل المعتمد من قبل أذربيجان لطمس الحقائق.

      وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام،

      28 شباط 2012

      ملحق “أزتاك” العربي

      بيروت – لبنان

Share This