فيلم “بدون غوركي” للمخرجة “كوزيما سبندر” حفيدة الرسام الأرمني المعروف أرشيل غوركي

عرضت وكالة الأنباء بي بي سي فيلم “بدون غوركي” عن رحلة شخصية لمأساة عائلة، حيث تستكشف المخرجة “كوزيما سبندر” ومن خلال عيون ثلاثة أجيال: أغنيس “ماغوش” غوركي (زوجة الرسام)، مارو وناتاشا غوركي (بناته)، كوزيما سبندر (حفيدة الرسام، المخرجة). بالإضافة إلى مقابلات مع عائلة غوركي، وصور أرشيفية وأعمال فنية تجسد قصة الفنان وآثار انتحاره.

يحكي الفيلم عن الرسام التعبيري الرائد، أرشيل غوركي، من خلال الحوارات التي أجرتها المخرجة مع جدتها، أرملة غوركي، واكتشاف أسباب وفاته بعد سلسلة من المآسي، حيث انتحر في العام 1948، وترك زوجته الشابة وابنتيه.

ولد أرشيل غوركي (فوسدانيك أدويان) حوالي عام 1902 (هناك روايات متضاربة عن تاريخ ولادته) في قرية بالقرب من بحيرة فان، وذلك في المقاطعة الأرمينية على الحدود الشرقية لتركيا العثمانية.

عندما كان مراهقاً، شهد غوركي التطهير العرقي المنظم ضد شعبه من قبل الأتراك العثمانيين في عام 1915، الذي بلغ أسرة غوركي، وآلاف الآخرين للتهجير القسري.

هذه الأحداث المؤلمة بلغت ذروتها عند وفاة مأساوية في وقت مبكر لوالدته بسبب “الموت جوعاً” في ديسمبر كانون الاول عام 1918.

خلال فصل الشتاء القاسي، هاجر غوركي و”فارتوش” أخته، في نهاية المطاف الى الولايات المتحدة في عام 1920، حيث قام بتغيير اسمه الى أرشيل غوركي (تكريما للكاتب الروسي الشهير مكسيم غوركي)، واخترع لنفسه حياة جديدة.

استقر غوركي في مدينة نيويورك في عام 1924، والذي كان يدرس في الاكاديمية الوطنية للتصميم ومدرسة غراند سنترال للفنون (حيث أصبح هو أيضا مدرساً). فعلى الرغم من وجوب بعض التدريبات في فن الرسم، حصل على معظم تعليمه من خلال الزيارات التي يقوم بها إلى المتاحف والمعارض الفنية ومتابعته في قراءة الكتب والمجلات. وكان غوركي أساسا من العصاميين، وبذلك، أصبح غوركي معروفاً في الفن الأوروبي، وشرع في دراسة المنهجية للأساتذة مثل بول سيزان، بابلو بيكاسو، وجون ميرو.

في أواخر 1930 وبداية الـ 1940، أدى موقف غوركي البارز حول المشهد الفني في نيويورك الى تواصله مع عدد من أعضاء المجموعة السورياليين الذين أجبروا على الفرار من أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

عرض الفنان الأسلوب السريالي الذي يتقنه ببراعة. وفي بداية عام 1940 أنتج غوركي أعمالاً عديدة ومبتكرة فيها التجريد.

وقدم غوركي لغاية وفاته عام 1948، الأعمال التجريدية ودمج فيها ذكريات طفولته الأرمينية، الحدائق والبساتين وحقول القمح في المناطق الريفية من وطنه. إن سلسلة الأحداث المأساوية التي بدأت في منتصف عام 1940، تركت في نفسه الكثير من العذاب الجسدي والعاطفي. وأدى حريق في مرسمه وعملية مؤلمة لسرطان المستقيم وحادث سيارة منهك، الى إكتئاب غوركي ما تسبب في انتحاره في 21 تموز عام 1948.

وعلى الرغم من حياته المأساوية القصيرة، فقد تركت أعمال غوركي الفريدة والمثيرة للإعجاب تأثيرها العميق على الفن الأميركي، وعلى سمعته باعتباره آخر أعظم الرسامين السرياليين وأحد أول التعبيريين التجريديين.

Share This