الوجيز الموسوعي في تاريخ أهل الموصل

سامر الياس سعيد

لا يبخل الباحثون في التنقيب عن المعلومة وعرضها والبحث عنها وقراءة الكثير من المصادر ليكلل معلوماتهم إزائها بالكثير من الدقة والموضوعية فما بالك وأنت أمام عمل يقرا تاريخ مدينة من خلال ريادة نخبها واكتسابهم صفة الأول في مجالات مختلفة من اعمالهم ويومياتهم بحيث يشكل العمل فرصة مهمة لقراءة تاريخ مدينة الموصل من خلال نظرة مختلفة تجعلها تمتلك ريادة مهمة في تاريخ المدن التي واكبت التطور وعرفت التجدد في مختلف مفاصلها وعاشت يومياتها بالكثير من الاحداث المهمة حتي وصف كاتب العمل مدينة الموصل بانها مدينة متجددة علي توالي ايامها ..يفتتح الباحث معن عبد القادر ال زكريا موسوعته الموضوعية التي اسماها بـ (الوجيز الموسوعي في تاريخ اهل الموصل) والصادر مؤخرا بجزئين عن دار بعل في العاصمة السورية دمشق بتوطئة مهمة يشير فيها الي ان ما ضمه هذا الوجيز من معلومات وتواريخ وأسماء شواهد واحداث وازمنة يظن بها الباحث درجة كبيرة من الصحة قد تصل نسبتها كما يشير في حوار معه الي 90% من الدقة والمصداقية ومع ذلك فالباحث يوجه دعوته الي كل من يجد في نفسه القدرة علي إثبات دقة معلومات مغايرة لما عرضه الكتاب فالباحث يعلن استعداده للاشارة الي تلك المعلومات واحداث التغييرات اللازمة ويتحدث الباحث عن الخطوة الأولي التي كانت بمثابة الانطلاقة في البحث عن معلومات الكتاب فيشير الي ان المعلومات الأولي كانت عبارة عن بحث في الصحافة الموصلية وخصوصا جريدة (موصل ) لرئيس تحريرها يونان عبو اليونان حيث قام بالبحث عن ما شهدته الحياة الموصلية وأبرزته النسخ القديمة من أعداد الجريدة المحفوظة في المكتبة المركزية العامة والخاصة باعوام 1921 وما تلاها من عامي 1924و1928 ويضاف الي تلك المحاولات تشجيع المختصين بالتاريخ والتراث ويضيف الباحث ال زكريا بان فكرة الكتاب انطلقت من رغبة الاعلامي واثق الغضنفري والمهتم برصد ومتابعة الحياة اليومية للمجتمع الموصلي وإبرازها في برامج تعرضها قنوات فضائية مثل قناة الفضائية الموصلية وسما الموصل.

ويتابع الباحث زكريا بن الغضنفري جاهر برغبته في معرفة الريادة للنخب الموصلية في مواكبة التطورات التي شهدتها الموصل عبر ازمنة سابقة عبر جلسة ضمتني واياه في مجلس بيت ال الجليلي من تلك الجلسات التي كانت تعقد نهارات نهاية أيام الأسبوع. ويستطرد ال زكريا فيؤكد ان القاري يصطدم بمشكلة تعمد في ان يلصقها بالكتاب وهي نابعة من غياب صفحة الفهرست في نهايته لذلك يعمد القاري ان يتابع الكتاب ويطالعه لكي يصل الي ضالته في البحث عن المعلومة كما ان العناوين الفرعية الكثيرة لاتلبي مطلب تحقيق فهرست للكتاب أما عن التفصيل في رصد العوائل الموصلية فيقول الباحث معن ال زكريا بأنه يعكف علي إعداد جزئين أيضا من كتاب سيصدر بعنوان (صفحات مضيئة من تاريخ اهل الموصل) لتشكل تلك الكتب سلسلة موسوعية توجز تاريخ الموصل وتسلط الضوء علي أهالي المدينة ممن تركوا بصماتهم راسخة في واقعها وتوالي أعوامها وفي مختلف المجالات الحياتية ويتابع الباحث عن الكتاب المذكور بان الجزء الأول سيصدر قريبا بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة وسيضم بين دفتيه وجيزا لاحوال 40 أسرة موصلية معروفة اسهمت بشكل جاد في تشكيل واقع المدينة وإدراك موقعها الحيوي والهام ما بقين مدن العراق فضلا عن الجزء الثاني من الكتاب ذاته ستضم مقالات متنوعة سيكون هدفها الأساسي تسليط الضوء علي الواقع الحياتي لمدينة الموصل مشيرا بأنها ستتناول المقاهي والأحزاب السياسية التي عملت في المدينة وأحوال الطباعة والصحف التي صدرت في المدينة فضلا عن مقالات تتناول اللهجة الموصلية المحكية والمميزة ..وعن أهم المصادر التي اعتمد عليها الباحث في إعداد جزئي كتاب الوجيز الموسوعي في تاريخ اهل الموصل فيشير الباحث ال زكريا فيقول انه اعتمد الصورة الفوتغرافية كأهم الأدلة علي أسبقية رائد في مهنة عن اقرانه ممن جايله فيها حيث يعتبر الصورة والوثيقة ركنان اساسيان من أركان تسجيل التاريخ مشيرا في ذات السياق انه جمع العديد من الصور التي تؤكد تاريخ المدينة وريادة بعض النخب ممن اسهموا في تحقيق الاسبقية في مجالات الحياة مشيرا في ذات الوقت انه حصل علي تلك الصور بمساعدة بعض العوائل ممن امتلكت ارشيفا هاما وثق يوميات الحياة الموصلي بالإضافة الي ان الانكليز حينما دخلوا العراق ما بين أعوام 1918قاموا ايضا بتوثيق بعض مظاهر الحياة في الأسواق التي كانت موجودة في المدينة بالإضافة الي ان الأرمن ايضا اسهموا في هذا الجانب من خلال اسبقية بعض ابناء الطائفة الارمنية في مجال التصوير الفوتغرافي فضلا عن ريادتهم التي تحسب لهم في هذا المجال.

المكتبات والفن التشكيلي

كما لاينكر ما كانت تقدمه الارساليات التبشيرية ومنها جماعة الاباء الدومنيكان في هذا الخصوص ..وعن ابرز المهن التي كانت لها خصوصية في المدينة فقال الباحث ال زكريا بان بعض المهن مثل تموين المواد الغذائية استطاعت ان تتركز في هذه المدينة وبناءا عليه فان الموصل استطاعت ان تحقق السبق مثلا في حيازتها لمكائن او الالات بدائية تسهم في عملية تموين الغذاء.

فضلا عن مقالة أخري بعنوان الطب في الموصل في العهد الجمهوري ويتطرق الباحث في فصل اخر للمكتبات مبتدا بالمكتبة العمومية في لواء الموصل او ما تعرف بمكتبة الأمير غازي او المكتبة العامة كما يلي هذا الفصل موضع يهتم فيه الباحث بمنطقة حمام العليل مبتدا بالوصف والموقع كما يهتم الباحث بالمعارف والمدارس الاولي في المدينة. كما يضم ايضا ملحقا خاصا ببدايات تشكيل المحاكم المدنية في مراكز الالوية والاقضية العراقية وملحق اخر بشان اهم احداث الموصل المهمة في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وملحق اخر يضم ارشيف اقدم دعوات في المناسبات الرسمية وهو بحسب الباحث اقدم ما تم العثور عليه من قبله وملحق اخر يضم تبرعات اهل الموصل للمدرسة الاسلامية واعمار جامع باب البيض (جامع الزيواني) وملحق اخر عن كناس الكعبة الشريفة اسماعيل بيك ال الجليلي وملحق دليل التلفونات في مدينة الموصل وملحق عن المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في لواء الموصل واقدم التقارير الموثقة.

ويفرد الباحث ملحقا آخر يختص بالفن التشكيلي والفن الموسيقي في الموصل حيث يستعرض الباحث حياة الفنان العازف والملحن وجامع التراث الفني لاهل الموصل الرائد زكي ابراهيم كما يفرد مقالا اخر عن الرسام الموصلي الأشهر نجيب يونس فضلا عن مقالة أخري خصصها لسيرة حياة الفنان راكان دبدوب من خلال نبذة مختصرة عن نشاطاته الفنية واهم معارضه الشخصية ومقالة أخري خصصها للرسام وعازف العود والمطرب جلال الحسيني والفنان الدكتور حامد ابراهيم الراشدي والفنان سعد نجم والفنان بشير طه رسام الموصل القديمة الغافية علي نهر دجلة والقاص والمصور ابراهيم سليمان نادر.

الزمن

Share This