سفارة أرمينيا بالقاهرة: نرفض اتهام الأرمن بانتهاك التراث الديني الأذربيجاني

أصدرت سفارة أرمينيا بالقاهرة بيانا صحفياً تؤكد فيه على معاملة الأرمن لكافة الآثار سواء المسيحية أو الإسلامية برعاية خاصة من منطلق علاقاتها القوية مع كافة الدول العربية والإسلامية.
وجاء البيان ردا على بيان صادر عن سفارة أذربيجان بالقاهرة يضم ما أسمته السفارة الأرمينية بالقاهرة اتهامات ملفقة ضد أرمينيا حول انتهاكات بالتراث الثقافى والدينى الأذربيجانى.
وجاء البيان الذى ينشره اليوم السابع كحق للرد المكفول “أصدرت سفارة أذربيجان مؤخرًا بيانا صحفيًا يضم اتهامات ملفقة ضد أرمينيا لانتهاكاتها بالتراث الثقافى والدينى الأذربيجانى والغرض الوحيد لمثل هذه الادعاءات التى لا أساس لها هو التهاب الكراهية والتعصب الدينى ضد الأرمن، وكذلك المحاولات الضالة لإرفاق طابع دينى لصراع ناجورنو كاراباخ. ويجب على المجتمع الدولى أن يدين مثل هذه المحاولات التى لها عواقب خطيرة جدًا”.

وأضاف البيان “أن الأرمن أمة لها تاريخ لآلاف السنين، خلقت تراثاً ثقافياً وروحياً غنيًا وفريدًا، وتراكمت لديها خبرة التعايش السلمى والمثالى مع مختلف الحضارات والأديان. والدليل الساطع على ذلك هو العلاقات الحارة والتقليدية لجمهورية أرمينيا مع معظم الدول العربية والإسلامية.
إن الأرمن يعرفون جيدا قيمة الثقافة. ويعرفون أيضا ما هو التخريب والهمجية، لأنهم قد تعرضوا لعدة قرون لمثل هذه الجرائم و العنف ولذلك يتعامل الأرمن مع كل الآثار سواء المسيحية أو الإسلامية برعاية خاصة”.

وأشار البيان إلى بعض مساهمات الأرمن فى ترميم المنشات الإسلامية قائلا “بذلت سلطات وشعب ناجورنو كاراباخ جهودًا خاصة ومستمرة لصيانة وإصلاح الآثار و المقدسات الإسلامية الموجودة فى ناجورنو كاراباخ والمناطق المحيطة بها”، مضيفا “على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والمالية القاسية التى سببها الحصار من قبل أذربيجان منذ أكثر من العقدين، لم تمانع حكومة ناجورنو كاراباخ لتوفير الموارد اللازمة لحماية تلك الآثار”.

كما أشار البيان إلى انه فى عام 2005 تم تجديد أحد المساجد فى مدينة شوشى، أما باقى المساجد فى مدن شوشى وأغدام وفيزولى فهم قائمين أيضًا.

وأوضح البيان “أنه حتى لو كان هناك بعض المعالم الأثرية التى ليست فى حالة جيدة، فأسبابها ترجع إلى العهد السوفيتى، حيث كانت باكو هى المسئولة عن رعايتها. و اليوم، يتم توفير معظم خدمات الرعاية لها، ويتم كل شىء للحفاظ عليها كما هى حتى ظهور إمكانيات لإصلاحها”، لافتا إلى أن “عددًا من الشخصيات السياسية والثقافية الأذريون شهدوا أنفسهم بأن الآثار الإسلامية فى شوشى بحالة جيدة، وذلك عقب زيارتهم ناجورنو كاراباخ عام 2009”.

وتابع البيان “بالنسبة لما يسمى “مأساة خوجالى” التى تحدث عنها فى البيان المذكور، فإنه فى عام 1992 كانت عاصمة ناجورنو كاراباخ ستيباناكيرت، معرضة لقصف يومى من مواقع الضرب الأذربيجانية، وكانت قرية خوجالى إحدى تلك المواقع، والتى تقع بالقرب من المطار الوحيد فى تلك المنطقة، والذى يربط كاراباخ بالعالم الخارجى. كان الاستيلاء على خوجالى هو الطريقة الوحيدة لكسر الحصار والهرب من نيران المدفعية، ومن البرد والجوع اللذين فرضتهما سلطات باكو بهدف وحيد هو القضاء على شعب ناجورنو كاراباخ”.

وأوضح البيان “تم إعلام السلطات الأذرية، وكذلك سكان القرية مقدما بالهجوم الوشيك، كما تم إعلامهم أيضا بالممر الإنسانى الذى أقيم لتأمين خروج السكان بدون معوقات فى اتجاه مدينة أغدام، والتى كانت تحت سلطة القوات المسلحة الأذرية، وبسبب الفعل المضاد الذى اتخذته السلطات الأذربيجانية، لم يستطع بعض المقيمين استخدام المخرج قبل العملية، لكن هؤلاء الذين غادروا بعد بداية عملية خوجالى استطاعوا الوصول من خلال المخرج الإنسانى إلى المنطقة التى تسيطر عليها أذربيجان. وهناك، بعيدا عن خوجالى، وعلى أطراف أغدام تعرض المدنيون لإطلاق النار والقتل”.

وقال البيان “الأدلة من النوع الذى قدمه ممثلو أذربيجان وبلدان أخرى كافية لاستنتاج أن سكان خوجالى كانوا ضحايا مؤامرات باكو وهم يُستخدمون حاليا لأغراض الدعاية.

وتابع “وبشأن صراع ناجورنو كاراباخ إن أرمينيا ملتزمة بعملية السلام وحل هذه القضية بالوسائل السلمية فقط عبر المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك المبنية على أساس مبادئ القانون الدولى مثل عدم استخدام القوة أو التهديد بها، و مساواة حق الشعوب، وحق تقرير المصير ووحدة الأراضى. وأن التسوية السلمية ليس لديها أى بديل. وللأسف، أذربيجان لا تزال ترفض بكل شدة قبول حق شعب ناغورنو كارباغ فى تقرير مصيره وتستمر بممارسة الاستفزازات من تهديدات لحرب جديدة، وانتهاك لوقف إطلاق النار بدلاً من خلق جو من الثقة المتبادلة إنها تزرع بذور البغض والكراهية عند شعبها تجاه الأرمن وأرمينيا”.

وقد كانت سفارة أذربيجان بالقاهرة أصدرت بيانا صحفيا ينتقد انتهاكات الأرمن ضد المقدسات الإسلامية على أراضى أذربيجان “المحتلة” وما وصفه البيان بأنه تشويها للتراث التاريخى والثقافى بتدمير المساجد وتحويل بعضها إلى زرايب للخنازير.

وجاء فى أحد فقرات البيان “مما يؤسف له الإشارة إلى أن الهمجية الأرمينية ضد أذربيجان لم تقتصر على التطهير العرقى فحسب بل امتدت لتشمل التراث الثقافى الغنى الأذربيجانى الذى يحتضن المساجد والآثار ذات الطابع الإسلامى، حيث أصبحت تلك المعالم الثقافية المتوافرة فى الأراضى المحتلة عُرضة للتدمير المنهجى والإهانات. لقد دمرت أرمينيا مساجد آشاغى ويوخارى جوفهاراغا (Ashaghi and Yukhari Govharagha) وكوتشارلى (Kocharli) وماردينلى (Mardinli) والجمعة التى تعود للقرون الوسطى والمخطوطات النادرة من القرآن الكريم وكأن هذا لا يكفى فلم يقف مسجد شوشا (Shusha) بمعزل عن التدمير حيث تم تحويله إلى زريبة للخنازير مما يعد إهانة متعمدة ومنهجية ضد الشعب الأذربيجانى وقيمه الدينية والثقافية.

وقال البيان “إن أذربيجان، أحيت فى 26 فبراير عام 2012 مرور الذكرى العشرين للجرائم الوحشية ارتكبت بحق المدنيين الأذربيجانيين من مدينة خوجالى، حيث تم خلال ليلة فقط قتل مئات المدنيين بذريعة أنهم أذربيجانيون ولم تنج حتى النساء من القوات الغازية. ولقد أشار مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة فى قراراتها الصادرة فى 1993 إلى انتهاكات القانون الإنسانى الدولى والهجمات على المدنيين على وجه التحديد”.

وأضاف “ففى فبراير عام 1992 تعرضت مدينة خوجالى الواقعة فى جمهورية أذربيجان هى وسكانها إلى مجزرة لم يسبق لها مثيل، مجزرة تجاوزت كل ما هو معروف من قبل. إن هذه المأساة الدموية والتى عُرفت بمذبحة خوجالى قد شملت إبادة واصطياد آلاف الآذريين، وسُويت المدينة بالأرض. ففى خلال ليلة 25 إلى 26 فبراير لعام 1992 قامت القوات العسكرية الأرمينية بمساعدة قوات المشاة من الفوج رقم 366 للاتحاد السوفيتى السابق، والذى يتألف معظمه من الأرمن، قامت بالاستيلاء على مدينة خوجالى، وحاول سكان خوجالى الذين ظلوا فى المدينة قبل تلك الليلة المأساوية، أن يغادروا منازلهم بعد بداية العدوان، آملين فى الخروج إلى طرق تؤدى بهم لأقرب الأماكن المأهولة بالأذريين، لكن خططتهم فشلت، وذلك بعد أن دمر الغزاة خوجالى، وقاموا بتنفيذ المذبحة بوحشية فريدة من نوعها على السكان المسالمين. ونتيجة لذلك العدوان، فقد قُتل 613 مواطنا، من بينهم 106 إمرأة، و63 من الأطفال و70 من العجائز. كما جُرح 1000 شخص وتم أخذ 1275 رهينة من السكان. وحتى يومنا هذا، فمازال هناك 150 مفقوداً من خوجالى.

وذكر البيان أنه “طبقاً للأخبار وروايات الشهود التى أظهرت بشاعة العدوان، تم الكشف عن مستوى وحشية المجزرة التى جرت، لقد شملت الأعمال الوحشية من قبل القوات الأرمينية سلخ فروة الرأس وقطع رؤوس النساء الحوامل وبقر بطونهن، والتمثيل بجثثهن. ولم ينج من ذلك المصير حتى الأطفال.

وأشار إلى أنه “على الرغم من محاولات أرمينيا التى لا تجدى لإخفاء حقائق مذبحة خوجالى، وبشاعة ما جرى على الأرض، إلا أن شهادات شهود العيان تقدم لنا سرداً كاملاً يوضح أن خوجالى قد تعرضت لعملية عسكرية متعمدة للقوات الأرمينية، وذلك بهدف إبادة السكان المدنيين. وقد تم اختيار مدينة خوجالى كمرحلة من مراحل المزيد من الاحتلال والتطهير العرقى لأرض أذربيجان، وزرع بذور الإرهاب داخل قلوب الناس وخلق حالة من الرعب والفزع قبل القيام بالمجزرة المروعة.”

وقال البيان “إن شهادة سيرج سركسيان رئيس أرمينيا، والتى جرت عملية خوجالى تحت إدارته، توضح الأمور وتكشفها من تلقاء نفسها: “لقد كان الأذريون قبل خوجالى يظنون أن بوسعهم المزاح معنا، وكانوا يعتقدون أن الأرمن شعب لا يمكنه رفع أيديهم ضد السكان المدنيين. ولكننا كنا قادرين على تحطيم هذه الصورة  النمطية”.

وخاطب البيان أرمينيا قائلا “وينبغى على الحكومة الأرمينية الإدراك أنه لا يقبل بالجدال أن مثل هذه الأعمال إلى جانب أعمال العنف ضد النساء والفتيات ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتمييز العنصرى.

وأشار إلى إن “أرمينيا قد أعلنت من خلال منظمة اليونسكو (UNESCO) أن عاصمتها يريفان هى عاصمة عالمية للكتاب لعام 2012. والدولة التى تطلب أن تكون عاصمة عالمية للكتاب قد دمرت 31 مكتبة وأكثر من 100.000 مجموعة كتب و8 متاحف و8 دور ثقافية متواجدة فى الأراضى الأذربيجانية المحتلة.

وأضاف ” أن منظمة التعاون الإسلامى قد أقرت عام 1999 قرارا خاصا حول تدمير الآثار والنوادر والطرائف الثقافية وتخريبها فى الأراضى الأذربيجانية المحتلة كجزء من عدوان جمهورية أرمينيا ضد جمهورية أذربيجان”.

واختتم البيان موضحا “وعلى خلفية ما جاء ذكره أعلاه ينبغى على أرمينيا أن تتحدث وهى الأخيرة عن المفاهيم مثل السلام وحقوق الإنسان والموقف الحالى لأرمينيا يعد تحديا سافرا لمسيرة تسوية النزاع وتهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. وبمجرد أن أدرك رسميو هذا البلد عدم وجود مستقبل أجندتهم غير البناءة والخطيرة سوف يستطيع شعبانا أن يستفيدا من السلام والإستقرار والتعاون”.

 

صحافة مصرية

 

Share This