رسالة تعزية من الكاثوليكوس آرام الأول

رسالة التعزية التي بعث بها الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا

الى المجمع المقدس للكنيسة القبطية

 

أنطلياس، لبنان – تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وقد سنحت لي الفرصة قبل بضعة أشهر لحضور احتفالات الذكرى 40 لتتويج البابا شخصياً.

لقد عرفت البطريرك شنودة للمرة الأولى في عام 1966، عندما كنت شماساً وكان الراحل مدير دائرة التربية والتعليم المسيحي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية،

ومنذ ذلك الحين واصلنا التعاون الأخوي، إن كان في مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس الكنائس العالمي، والحوارات اللاهوتية الثنائية مع الكنائس الاخرى، وبشكل عام في الحركة الكنسية.

ونتيجة للتعاون شكلنا معاً هيئات دائمة للتعاون على مستوى الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط بين الكنيسة القبطية والسريانية والأرمنية وذلك لتعميق وحدة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، ومواجهة التحديات الجديدة في الشرق الاوسط وخاصة في البلاد العربية. وفي مناسبات عديدة قمنا بزيارة القاهرة وكنا ضيوفاً عليه، وبالمقابل استقبلناه في أنطلياس ضيفاً عزيزاً.

وانطلاقاً من معرفتنا عن قرب بالبطريرك، يمكننا إعطاء الشهادات التالية عن البطريرك شنودة:

أ- كان البطريرك شنودة رجل دين بكل معنى الكلمة. إضافة الى مشاركته باستمرار في أداء واجباته كرئيس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واصل شنودة الثالث أسلوبه في الحياة الرهبانية من الصوم والصلاة والتأمل من الفترة الكهنوتية حتى البطريركية.

ب-كان شنودة الثالث هو الراعي الحقيقي لشعبه، وكان يتحاور مع شعبه من خلال دراسات الكتاب المقدس وتعاليمه، حيث اجتهد لنقل كلمة الله الى الشعب.

ج- باتت التربية والوعظ محور رسالة شنودة الثالث في الكنيسة القبطية، حيث شيد كنائس جديدة في جميع القارات، من أوروبا وأمريكا وأفريقيا وألهمهم الغذاء الروحي.

د-كان شنودة الثالث رجل علم، حيث نشر  العديد من الكتب حول الكتاب المقدس وحياة رجال وآباء الكنيسة. وكانت المطالعة ترافقه دوماً.

هـ- وكان شنودة الثالث من أشد المؤمنين في وحدة الكنيسة. وأسهم في حركة الكنيسة على مستوى الشرق الأوسط والعالم. حيث كان يذكرنا أن انقسام الكنيسة بدأ في الشرق الأوسط، وينبغي أن تبدأ وحدتها أيضاً من الشرق الأوسط.

وبذلك، وفاة البطريرك شنودة الثالث خسارة كبيرة ليس فقط بالنسبة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل أيضاً بالنسبة للمسيحيين في الشرق الأوسط وفي كل مكان.

باسم كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، والكهنة وجميع المؤمنين، نقدم تعازينا لأعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية وكل أبناء الكنيسة القبطية.

نعزيكم لفقدان هذا الزعيم الروحي العظيم، ونحمد الرب على حياته التي سخرها لخدمة كنيسة يسوع المسيح.

 

الكاثوليوس آرام الأول

كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا

أنطلياس – لبنان

Share This