الشاعر الغزي قديح يقتحم بقصائده الشعرية ضواحي تركيا وينال المرتبة الأولى

يَا صَانِعَ جُرْحِي وَجُرْح غَيْرِي إِحْذَر ، فَإِنَّنَا مَهْمَا دَنَوْنَا مِن الْأَرْض صِرْنَا أَخْطَر ! أَسْأَل السِكِينةَ والرصاصة والقذيفةَ والمَدفعن لِتَفْهَم أَن اللحْمَ بِقِيَادَة الْأَرْض أَجْدَر  احْذَر، شَعـبِاً لِلْمَوْت خُطْبَتهُ عَلَى الْمِنْبَر ، إِحْذَر !….

كلماتٌ عبرت عن القصائد الكثيرة  التي عزفت على أوتار قلوب الأتراك من قبل الشاعر الفلسطيني الشاب سعيد قديح 19 عاماً من سكان بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

حيث نالت قصائده إعجاب الكثيرين على مستوى العالم بينهم حكام مسابقة ناظم حكمت للأدب والقصة القصيرة التي نظمت في مدينتي بافوس القبرصية وديار بكر التركية، وقدم الشاعر قديح خلال المسابقة مجموعته الشعرية والتي تناولت أحداثاً حول واقع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، و الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وقضية الأرمن والأتراك ”التي تعد الأكثر أهمية في أروقة التاريخ العثماني”.

 

وجسد الشاعر قديح الذي يدرس بكلية التجارة في جامعة الأزهر بغزة, في روائع كلماته بالقصائد معاني الإبداع والتألق وصدق التعبير الذي خالطه الشعور بالواقع الأليم الذي يعشيه سكان القطاع.

وقال قديح لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية”, اليوم الأربعاء, بدأت قصتي بعد أن تواصلتُ مع أحد الصحفيين الأتراك الذي قال لي أن هناك مسابقة أدبية باسم “ناظم حكمت”.

وأضاف :” حصولي على جواز السفر كان من أبرز معوقات سفري من قطاع غزة, كونه يستغرق فترة طويلة ليصدر، بالإضافة إلى ظروف التصعيد الأخير التي شهدها القطاع عقب عملية إيلات , إلى جانب الحصار الصهيوني على القطاع , وصغر سني كما يقول.

يذكر أن مسابقة ناظم حكمت التي تعقد منذ ثمانية عشر عاماً في تركيا كل عام نظمت هذا العام بمشاركة الشاعر سعيد وآخرين من تركيا “وإسرائيل”، سويسرا وبلجيكا والنرويج، وأخر من دول الخليج.

ويشير سعيد إلى أنه  قدم ستة قصائد تعني بالشأن الفلسطيني والتركي، ناقشت الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ أكثر من خمسة سنوات، بالإضافة للحرب الصهيونية الأخيرة، وأخرى تناولت القضية الأهم في أروقة التاريخ العثماني ”الأرمن”والأتراك”، حيث لاقت هذه القصائد تقديراً كبيراً من قبل لجنة التحكيم التركية والتي صوت بفوز كاتبها الفلسطيني.

وتحمل القصائد الستة التي تناولها الشاعر الفلسطيني سعيد عناوين ومنها “أيلول”، “أقراط شرق لولبيه”، “نيسان”، كلمات العابرين، تراتيل النكبة، وأخيراً “الأرمن الحمر”.

وعن عدم مشاركته بنفسه في تقديم القصائد في المسابقة التركية, أكد بأنها سافرت ووصلت الأراضي التركية , ولاقت إعجاب الحكام الأتراك, مشيراً إلى أن الرجل الفلسطيني هو رجل مبدع ومميز يستطيع أن يكافح من أجل عدالة قضيته.

وأكد الشاعر قديح  أن حاله الإبداع والفن في الأدب هي من أهم القضايا التي يجب أن يحارب شعبنا الاحتلال الصهيوني بها,  قائلا:” أدبنا الفلسطيني مغمور بالروح التي جسدها الشاعر سميح القاسم والشاعر الراحل محمود درويش ,.

ويمتلك قديح في منزله مكتبة متواضعة يتزاحم فيها حوالي200 كتاب يستعرض الأعمال الكاملة للشاعر محمود درويش وأحمد مطر وشكسبير وآخرين..

ويضيف أن كتابته للشعر تجاوزت 150 قصيدة خلال عام واحد, مؤكداً أن بدايته مع الشعر كانت منذ مرحلته الإعدادية بالمدرسة.

وأهدي الشاعر قديح فوزه بالمرتبة الأولي إلى العابرين الغرباء خلف السياج المنسي والذين رحلوا وتركوا ما تركوا من إبداعات ووصايا وتعليمات وإرشادات , وإلى روح الشاعر الكبير محمود درويش”.

وتلقى الشاعر قديح جائزة مالية تقدر قيمتها ب20 ألف يورو إلى جانب الدعم المعنوي وإمكانية حصوله على الجنسية القبرصية بعد بلوغه سن 21 عاماً وانتهائه من دراسته الجامعية.

وفي ذات السياق هنأت وزارة الثقافة الفلسطينية في حكومة غزة الشاعر الفلسطيني سعيد قديح بمناسبة فوزه بالمرتبة الأولى في مسابقة “ناظم حكمت الأدبية” التركية.

وعدت الوزارة هذا الفوز للشاعر الشاب قديح فوزًا لفلسطين وللشعب الفلسطيني وانتصارًا للحق وعنواناً للتحدي لهذا الاحتلال المتغطرس، وفضحاً له ولجرائمه، من خلال استخدامه لكافة الأدوات وعلى رأسها الكلمة الصادقة والشعر المعبر عن معاناة شعبنا.

 

فلسطين اليوم – خان يونس “مثنى النجار”

Share This