رئيس تحرير “النشرة” في حديث إلى إذاعة “راديو فان”

رأى رئيس تحرير “النشرة” جوزف سمعان، في حديث إلى إذاعة “راديو فان” في تعليق له على عملية الاعتداء على مصور “النشرة” حسين بيضون من قبل قوى الأمن الداخلي في بشارة الخوري، أن “هناك أشخاصا يتضررون من الحرية ويظنون أنه لا يوجد من يحمي حقوق الناس”، لافتا إلى أننا “بعد سنوات حرب خرجنا من الألم والذل المهانة ولا يجوز أن تبقى ذهنيتنا مرتبطة بالحرب بل يجب أن نستفيد من هذه الأيام لنمضي بتطلعاتنا إلى الأمام”.
وتساءل “هل يرضى عناصر قوى الأمن الداخلي الذين تخطوا الحدود المسموحة الأخلاقية أن يروا أهاليهم يضربون ويسكتون؟ لو ضُرب عنصر من قوى الأمن ألم يكن ليجر المعتدي إلى السجن وعوقب؟ لماذا يكون عنصر قوى الأمن معتدي دون أن يحاسبه أحد؟”، مشددا في الوقت عينه على أنه “ليس كل عناصر قوى الأمن متشابهون ونرفض تعميم الموضوع”.

وحول اتخاذ أي اجراءات قانونية لمتابعة الموضوع، أكد سمعان أن “الاجراءات القانونية تتخذ حاليا ونحن بصدد تقديم شكوى للمجلس التأديبي للأمن الداخلي على عناصر قوى الأمن المعتدين والعناصر معروفون بالاسماء وهناك شهود على ما حصل وأترك لقوى الأمن أخذ الاجراءات التأديبية بحق أي شخص وأدعو أي مواطن من تعرض لمهانة من قوى الأمن أن يتقدم بشكوى ضدهم كي نعتاد على مأسسة قوى الأمن الداخلي وإعادة الهيبة لعناصر قوى الأمن”.

وأشار إلى أننا “لا نريد من شخص قليل الأخلاق أن يعطي هذه الصورة عن مؤسسة بكاملها”، موضحا في الوقت عينه أنه “عندما يرتكب قوى الأمن والسياسيون مخالفات عديدة، تصبح المخالفات عند المواطنين أمراً عادياً وأنا لا ألقي باللوم على الناس”، مشددا على أنه “يجب البدء بعملية “تنظيف” لكافة المؤسسات الرسمية”.

ورأى أن “هناك فساداً مستشرياً وليس الحكم التركي والعثماني هو الذي أفسدنا بل نحن لدينا قابلية للفساد”، لافتا إلى أنه “علينا كمؤسسات حكومية ووزارات ودولة العمل لنكافح”، مؤكدا أنه “ممنوع أن يتعرّض أي شخص لآخر بالضرب، لو ارتكب الأول أي مخالفة”، معتبرا أن “المرتكب بريء حتى تتم إدانته فكيف بشخص كان يصور الحقائق؟”. وتساءل سمعان “ما الذي أغاظه لعنصر قوى الأمن ليتوجه للمصورين ويقوم بضربهم؟”.

وطمأن سمعان إلى صحة بيضون، مؤكدا أنه “بحالة جيدة وقد تضرر قليلا في رأسه وكتفه ولكنه يتماثل للشفاء وقد تضررت الكاميرا الخاصة به”، مشددا على أن “الأهمية تبقى للانسان وليس الماديات”.

وعن “الغرافيتي” أو الكتابة على الحائط واقتحام المواقع الحكومية والوكالة الوطنية، أشار سمعان إلى أنه “لا يريد اتهام أحد واليوم هناك “هاكرز” كثر ولدى الناس حق حرية التعبير ولكن لهذه الحرية  حدود ولا يجوز قرصنة مواقع الكترونية”، مؤكدا أنه “ليس مع القرصنة بل مع حرية التعبير”، لافتا إلى أنه “للحكومة الحرية في أن تقوم بما تريد والخلافات السياسية مشروعة ومن حق الناس كذلك التعبير بطريقة مهذبة وواعية وليس بطريقة لا عقلانية”، مشددا على “ضرورة أن تبقى الحرية ضمن إطار المنطق والتهذيب وإطار لا يتخطى اللياقة”. ورأى أن “التعبير على الحائط غير معيب أبدا ولكن يجب أن يبقى ضمن الاطار الأخلاقي حتى لا نسمح لأي شخص أن يصطاد بالماء العكر”. وشدد على أن “لا أحد دائما على حق وليس هناك حقيقة كاملة 100% لأنه لو كانت كذلك سنقع في خطأ كبير”.

 

الجمعة 27 نيسان 2012

www.elnashra.com

Share This