الوالي العثماني يعود ببدلة الأفندي : تركيا تخطط وتقود شرق أوسط جديد

أعلن وزير الخارجية التركي داود أوغلو أن تركيا تملك وتقود وتخدم “الشرق الأوسط الجديد”، في رد على اتهامات من المعارضة في البرلمان التركي حول سياسة الحكومة تجاه الازمة السورية.

وقال وزير الخارجية التركي ان شرق أوسط جديد يولد، وان تركيا هي الرائدة في هذا المجال وستقوده. وان الأمر ليس خيارا بل واجب على تركيا القيام به والتزام اخلاقي.

وقال اوغلو ان عصر “انتظر وراقب” وأتبع القوى الكبرى انتهى في الشرق الاوسط، وان تركيا لن تنخرط في اي سياسة لا تصنع في انقرة.

واتهم اوغلو المعارضة التركية انها فشلت في فهم سياسة حكومته، وان تركيا لم تعد تلك دولة التي لا تملك الثقة في امكانياتها وتنتظر الاشارة من الخارج لوضع سياساتها، وان احلام المعارضة التركية لم تصل بعد لما حققته حكومة اردوغان.

من جهته قال نائب حزب الشعب المعارض عثمان كوروتورك ان تركيا ليست من “العائلة العربية”، وان حكومة اردوغان تبنى ما يسمى “العثمانية الجديدة” التي تزعج الدول العربية.
وسحر النموذج التركي لب العرب لسنوات عدة لكن لم تجرب اي دولة عربية نظامها الذي يمزج بين الديمقراطية العلمانية والقيادة الاسلامية والنجاح الاقتصادي.

وقال نبيل عبد الفتاح من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة ان كل تحركات تركيا ضد اسرائيل لا تستهدف غير الترويج لنفسها كقوة سياسية في العالم العربي ونشر نفوذها على الجيل الجديد من الشبان العرب الذين يتوقون للتغيير والقوة.

وقال عادل سليمان وهو محلل سياسي مصري آخر ان تركيا بالرغم من كل حدتها الشفهية الموجهة إلى اسرائيل لن تخسر حليفتها السابقة وهي كعضو في حلف شمال الاطلسي ما زالت حليفا مهما للغرب.

لكن تركيا تشعر أنها منبوذة من الاتحاد الاوروبي واقل اهمية لدفاعات حلف شمال الاطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة مما دفع اردوغان إلى البحث عن اصدقاء جدد وأسواق جديدة في الشرق الاوسط.

وقال جنيد ارجايوريك في صحيفة جمهوريت “مساكين هم العرب فكيف يعرفون ان الشخص الذي ينصحهم عن الديمقراطية لا يراها إلا عربة او وسيلة لتحقيق اهدافه الخاصة والنزول من العربة بمجرد تحقيق ذلك”.

ووصف الكاتب اردوغان بأنه “الصدر الاعظم للجمهورية العثمانية”. وارتفعت شعبية اردوغان الشخصية في العالم العربي. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للابحاث في آذار ونيسان أن 78 في المئة من المصريين لديهم ثقة فيه وكذلك 72 في المئة من الاردنيين و64 من اللبنانيين. واتخذ نحو 95 في المئة من الاسرائيليين الرأي المعاكس تماما.

وقال خالد الدخيل المحلل السياسي السعودي ان بعض الناس يتحدثون عن طموحات تركيا في استعادة دورها العثماني لكن الأغلبية في السعودية لا تفكر بهذه الطريقة. وقال ان الدول العربية ضعيفة في هذا الوقت لذا فهي لا تستطيع تفادي اتساع الدور القيادي لتركيا في المنطقة واضاف ان الدول العربية تريد من تركيا ان تحقق التوازن مع ايران الشيعية.
وانهارت سياسة “اللامشاكل” التي اتبعها اردوغان مع جيران تركيا بخلافه مع اسرائيل والانتفاضات الشعبية في الدول العربية التي اجبرت انقرة على ادخال بعض التعديلات الحرجة على سياستها في المنطقة. ويرى بعض منتقدي اردوغان من العلمانيين ان سياسة رئيس الوزراء التركي الخارجية فوضى تجمع بين الالتباس وعدم الاستقرار.

Share This