دعا المعارضة الوطنية إلى تقديم “مبادرات حراك سلمية”

ليون زكي: طاولة الحوار الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية

 

دعا ليــون زكـــي رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني المعارضة الوطنية إلى توحيد صفوفها للاتفاق على قواسم مشتركة تتخذ من الحوار أرضية صلبة لتقديم رؤيتها للحل السلمي المرتقب لإنهاء الأزمة التي فاقمها الاحتكام إلى السلاح خلال أكثر من سنة من عمرها.

وطالب زكي بالسعي إلى انجاح مهمة المبعوث المشترك للجامعة العربية وللأمم المتحدة كوفي أنان إلى سورية على اعتبارها فرصة تاريخية سانحة لإنهاء أعمال العنف والخروج بالبلاد إلى بر الأمان “على الرغم من ان تباشير مهمة طلائع المراقبين الأممين لا توحي بالخير بسبب الرسائل التي تصب في خانة تصعيد أعمال الإرهاب والقتل بحق المدنيين والعسكريين بغية إفشال جهود الوساطة ونصب الشراك لما بعد هذه المرحلة بأجندة خارجية لا تصب في مصلحة أبناء الوطن الواحد”.

وحذر زكي في تصريح لرئيس تحرير موقع  ‘مدينتنا’ المحلي من استمرار رهان المعارضة على دور الخارج في فرض حلول التسوية بما فيها طلب اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية للحسم انطلاقاً من جبهة الحدود وفق النموذج الليبي “الذي لا يمكن القياس عليه في الداخل السوري لأسباب كثيرة تفشل خطوطه العريضة وتدفع بالصراع إلى خارج الحدود أيضاً”.

ورأى أن تشابك مصالح إقليمية ودولية وتضاربها في آن “أدى إلى إطالة أمد الازمة المرشحة إلى مزيد من التصعيد ما لم تدرك المعارضة الوطنية والأحزاب الجديدة الوليدة المرخصة أن طاولة الحوار المخرج الوحيد لمنع نشوب حرب أهلية لا تصب في مصلحة أحد، كما أنه ليس من مصلحة الجماعات المسلحة عرقنة سورية وتعميق الجراح النازفة بسبب اللجوء إلى الخيار العسكري وسيلة وحيدة للحسم على الأرض وتحقيق المكاسب”.

وأضاف: “ننتظر من الأحزاب الجديدة ومن المعارضة الوطنية إدراك خطورة مستقبل الصراع على سورية والمنطقة عبر تقديم رؤى سياسية واقتصادية وتنموية شاملة للحل لا تستثني الشباب اللذين يجب إرشادهم وتحفيزهم للانخراط في الحراك السلمي الهادف إلى بلورة تصورات صادقة وطيّعة لدورهم المرتقب في الحل وتقديمهم إنموذجاً وطنياً يتسم بالمسؤولية الخالصة”.

وفيما يخص الانتخابات التشريعية في 7 الشهر الجاري، أوضح ليــون زكــي عضو مكتب اتحاد غرف التجارة السورية بأن قوائم المرشحين غفلت عن تقديم برامج انتخابية هادفة يمكن تشجيعها وتبني مبادراتها  “فكل ما يطرحونه مجرد شعارات رنانة وكلام استهلاكي”، لافتاً إلى أن توقيت الانتخابات “لم يراع حساسية المرحلة التي تمر بها سورية، وكنت أتمنى الاستجابة لطلب الالتماس الذي تقدم به اعضاء في مجلس الشعب لتأجيل الانتخابات بغية إنضاج الظروف المواتية لخوض غمار منافساتها بشكل ديمقراطي ونزيه وفي المحافظات السورية كافة على الرغم من مبررات المضي بالإصلاحات السياسية وفق البرنامج المحدد لها”.

وتوقع زكي تشكيل حكومة موسعة تضم أطياف المعارضة الوطنية على اختلاف تياراتها بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب “دون الأخذ بعين الاعتبار استحواذ حزب البعث العربي الاشتراكي على حصة الأغلبية الوزارية، إذ المهم تنفيذ البرامج والقوانين الإصلاحية التي صدرت في الفترة الماضية”.

وجدد ليــون زكـــي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب، انتقاداته للسياسات الحكومية التي لم تركز على تلبية احتياجات المواطنين وتأمين مستوى عيش كريم لهم في ظل الأزمة “التي زادت من حدة الفقر ودفعت بالكثير من أبناء بعض المحافظات إلى مغادرة منازلهم دون الالتفات إلى مساعدتهم على تجاوز محنتهم وتقديم المساعدات الإنسانية الكافية لهم”.

وعلى حين أبدى قلقه من مستقبل العملية السلمية التي يراهن عليها المخلصون من أبناء البلد لإخراجه من مأزقه، أبدى تفاؤلاً مشوباً بالحذر من تحقيق المبادرات الإصلاحية والاعتصامات السلمية الأخيرة لأهدافها “في تصويب جهة الحراك لينحو جهة الحل السلمي الذي نصبو إليه ونبدي استعدادنا الصادق على الدوام للتعاون الجاد مع أي جهود اقتصادية واجتماعية تستهدف هذا السبيل القادر على خلق سورية متجددة دون تمييز أي من مكوناتها الاجتماعية”.

Share This