فرقة سيبداك الأرمنية تحتفل بيوم الوفاء للأردن

لوحات متنوعة امتازت بالرشاقة والقوة والجمال أدتها فرقة النادي الوطني «سيبداك» وبتنظيم منه في مسرح مدرسة تراسنطة في يوم الوفاء.

الحفل الذي حضره نحو 500 شخص أقيم على مدار يومين، قدم نحو خمسين راقصاً من ثلاثة مستويات عمرية 14 فقرة متنوعة حول التراث الأرمني العريق.

الفرقة التي تأسست العام 1960 أبرزت التنوع الثقافي الذي ينطوي عليه التراث الأرمني لجهة ثراء الحركات وجمال الأزياء وعذوبة الموسيقى. وأكد أحد الحضور إن الأرمني لا يستطيع العيش بلا موسيقى. الحفل الذي أقيم احتفالاً بيوم الوفاء للأردن، تواصل على مدار ساعتين واستهل بكلمة النادي ألقاها زهير سلمونيان، أكد فيها على أن الحفل يقام وفاء للأردن، وفاء للأردنيين، ووفاء للهاشميين، وولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

وأشار إلى أن النادي الوطني يحتفل بيوم الوفاء على طريقته، لافتا أن أفراد فرقة سيبداك عملت بجهد متواصل لتقديم عرضهم الجديد مستلهمين فقراته من تاريخ وحضارة الشعب الأرمني، متفاعلين مع الإرث الحضاري والثقافي للأردن، مؤكداً أن المشاركة تمثل عنوان الحب للأردن، النموذج في التنوع الثقافي والحضاري والتسامح الديني. ابتدأت الفرقة كما اختتمت بعرض وطني حمل الأول عنوان «بلادي أرمينيا» للموسيقار آرا كيفوركيان، وختمت للموسيقار نفسه «وطني أرمينيا».

في الرقصة الأولى شارك نحو 20 راقصاً نصفهم من الصبايا بأزياء تراثية، وفي الأخيرة جملة من الرقصات المختارة من مناطق أرمينيا بمشاركة 23 راقصاً، وغلب على الأزياء اللونان الأحمر والأسود.

تنوعت الرقصات بين الأيقاعات السريعة، والحركات الإيقاعية المنتظمة التي تشبه الدبكة، واستعراضات الصبايا بحركات اليدين والانتقالات والتشكيلات الدائرية والخطوط والتقاطعات.
في الفقرات بدا التنوع ليس لمناطق أرمينيا بل للفئات الاجتماعية وأنماط العمل، وكذلك للتعبير عن لهو يقوم به الرجال بعد يوم عمل، ففي لوحة «كوتشاري» استعراض لقوة الشباب على أنغام الموسيقى الشعبية التي تتصدرها الإيقاعات وفي رقصة هزلية، يقدم الشباب نوعا من التسلية بعد يوم من العمل، للهو بريء، من خلال لعبة المناولة للكرة، باستعراض راقص يمتاز بالرشاقة واستعراض الفنون الفردية للمشاركين.

وتقدم عضو الفرقة مارال فارتنيان رقصة منفردة «صولو» بعنوان أليكا من موسيقى أرنو باباجنيان. وتتشارك ثلاث من الفرقة في رقصة حملت عنوان طائر البلبل اختير لها اللون البنفسجي للأزياء، وهي رقصة هادئة على موسيقى وضعها سيات نوفا تقوم على التشكيلات والحركات الرقيقة للفتيات.

أما «نقوش أرمنية» ، فتقوم على اختيار تنويعات من الموسيقى الشعبية التي أداها 16 من الأطفال بإيقاع سريع، واقتربت الرقصة التي قدمتها عشر فتيات وحملت عنوان قوقازية من المزج بين أداء القفقاس وتشكيلتها وحركات رقصة «السماح»، الذي أكد النبع الواحد الذي تنهل منه الشعوب فنونها، وكذلك الثراء البيئي الذي يعني وسيلة التعبير بالجمال، ومقدار ما تستطيع الذاكرة أن تحتفظ به بعد زمن طويل يتوارثه الأجيال، وهو ما تبدى في أداء الأطفال.

على أنغام «هذا الأردن أردنا» وصوت حسين السلمان، ضج الحضور بالتصفيق والهتاف، وكوّنوا كورالاً مدرباً جميلاً بموازاة أداء سبعة شباب وتسع فتيات قدمن “الدبكة” بروح أرمنية، وأزياء مطرزة، بينما تزيا الشباب بالزي الأردني والجناد والشماغ.

أعضاء الفرقة التي يتولى إدارتها والإشراف عليها طاقم فني للأزياء والجرافيك والمكياج والاكسسوارات، يعتنون كثيرا بالتفاصيل الدقيقة، قدم رقصة بعنوان «فاغارشاباد»، موسيقى ختشادور افيتسيان، وأداء نتالي سنجيان، بيتي دزيرونيان، وليليت ملكونيان، وهي رقصة تعبيرية اختارت اللونين الأخضر والذهبي للأزياء، تلاها فقرة شعبية أرمنية للأطفال، لتقدم الصبايا «رقصة الفتيات»، موسيقى ختشادور افيتسيان، بأداء وتشكيلات استعراضية وحركات اليدين وأزياء تشبه الرقص الأندلسي.

وقبل “كيله كيله” التي قدمها الأطفال على موسيقى مانيه هاكوبيان، قدمت الصبايا في الحفل الذي أدارته وألقت الضوء على فعالياته سارة أريستاكسيان، رقصة “الفتيات الورديات” من مسرحية فاريانيه، التي تزيت فيها 12 مشاركة بالأبيض والأصفر الزاهي، وضعن على رؤوسهن التيجان، امتاز فيها الأداء بالجمال والرشاقة وتناغم الأداء التعبيري.

يشار إلى أن النادي الرياضي الوطني كان وزع دليلاً للحفل اشتمل على كلمة، منها: لقد دأبت إدارات النادي المتعاقبة على تنشئة شبابها على الولاء والانتماء للقيادة الهاشمية والأردن الغالي»، وتؤمن بأن الثقافة والفن هما جسر المحبة والاحترام الذي يربط بين الأردنيين، ولتأكيد الدور للجالية الأرمنية كانت فرقة سبيداك للفلكلور الأرمني تقدم عروضها في المناسبات الوطنية، مستذكرة تاريخ وحضارة الشعب الأرمني، ومتفاعلة مع الإرث الحضاري للأردن.

يشار إلى أن إدارة الفرقة يقوم عليها: أنطون لبجيان، هاكوب محسرجيان، سيليفيا هايربيدجيان، مارال محسرجيان، مهير محسيرجيان، وآراز محسرجيان، والأزاء مارال دمرجيان، اكسسوار داليدا محسرجيان، مكياج سيزا فرتانيان، ومدرب الفرقة كارو دادا غليان، أعاد تأسيس الفرقة المكونة من نحو 50 عضواً وأنشئت مطلع الستينيات عام 1988.

 

صحافة أردنية

Share This