إزاحة الستار عن النصب التذكاري للإبادة الجماعية بحق الأرمن والآشوريين واليونان في جنوب استراليا

تم في يوم الاحد المصادف 20 أيار 2012 في مدينة أدلايد في ولاية جنوب استراليا، إزاحة الستار عن تمثال شهداء المذابح التي إقترفها الاتراك العثمانيون في الفترة 1914 – 1923 بحق الشعوب الثلاث: الارمن والاشوريين واليونانيين البونتيك. وتم هذا العمل تتويجا للجهود التي بذلتها كل من مؤسسة أخوية البونتيك اليونانية من جنوب أستراليا، والرابطة الثقافية الأرمنية في جنوب استراليا والاتحاد الآشوري العالمي فرع استراليا.

تضمن حفل الافتتاح قداسا أقيم في الكنيسة اليونانية الارثودكسية في منطقة سالسبوري، احياه الاسقف نيكاندروس والاباء كريستوس تسوراكليدس، وسيلوان فوتينس، وأقيم القداس خصيصا على ارواح شهداء الشعوب الثلاث وحضره اكثر من 15 من الشخصيات الحكومية.

بعد القداس التقى الضيوف في قاعة ماوسوليون للعائلة المقدسة العائدة للكنيسة اليونانية الأرثودكسية، وإبتدأ الحفل بكلمات ألقاها ممثلون عن الحكومات المحلية والاقليمية والفدرالية. وكان من ضمن الحاضرين كل من: السيد جوزيف ماسيكا: عضو لجنة الشؤون الاثنية والتعددية الثقافية نيابة عن السيد ليوتنات هاي فان لي: حاكم ولاية جنوب استراليا؛ السيد جاك سنيلنج: نائب أمين الصندوق لجنوب استراليا؛ السيدة جينيفر رانكين: وزيرة شؤون التعددية الثقافية لحكومة جنوب استراليا؛ السيد توم كوتسانتونبي: وزير الابتكار والتصنيع والتجارة؛ السيدة إيزوبيل ريدموند: عضوة البرلمان وزعيمة المعارضة في حكومة ولاية جنوب استراليا؛ السيد مايكل ادكنسون: عضو البرلمان لمنطقة كرويدن؛ السيدة ليزا فلاهوز عضوة البرلمان لمنطقة تايلور؛ والسيدة فيكي جابان عضوة البرلمان لمنطقة براك؛ والسناتور جنك لي سكرتير البرلمان لوزير الظل في الشؤون التعددية؛ والسيد توني زابيا: عضو البرلمان لماكين؛ والسيد نيك جامبيون، عضو البرلمان الفدرالي لمنطقة ويكفيلد؛ والسيدة جوليان الدريج:  رئيسة بلدية مدينة سالسبوري. وحضر ايضا ممثلون عن المؤسسات اليونانية والأرمنية والآشورية وهم: السيد نيك كريسوستوميدس: رئيس إتحاد جمعيات البونتيك اليونانية؛ السيدة أنا فوليس: رئيسة مؤسسة أخوية البونتيك اليونانية من جنوب أستراليا، السيدة ايلينا هاريسون: رئيسة الرابطة الثقافية الأرمنية من جنوب استراليا، والسيد هرمز شاهين: نائب السكرتير العام للإتحاد الاشوري العالمي، والسيد ديفيد ديفيد، رئيس إتحاد الجمعيات الاشورية الاسترالية (الفدريشن) ومسؤول الإتحاد الاشوري العالمي لإستراليا ونيوزيلندا، والسيد بنيامين جبرو: عضو اللجنة الإدارية للإتحاد الاشوري العالمي – فرع استراليا والسيد بول أزو: مستشار الإتحاد الآشوري العالمي في الشؤون الاسترالية، والسيد هوفيك ميلكونيان: ممثلا عن اللجنة القومية الارمنية في استراليا.

بعد الإنتهاء من القاء الكلمات توجه الشخصيات الحكومية وممثلو القوميات الثلاث، الى موقع نصب الشهيد وتليت الصلوات وتم تبريكه من قبل الاباء اليونانيون وبعدها رفع الغطاء عن النصب بكل فخر واعتزاز من قبل ممثلي الشعوب الثلاث المشاركة في إقامة هذا الصرح التذكاري.

لقد ترك هذا الحدث أثرا عميقا في نفوس جميع الحاضرين، الذين باركوا هذا التقارب بين الشعوب الثلاثة بهدف توحيد خطابهم وسعيهم للحصول على الاعتراف الدولي بالمذابح الجماعية التي قام بها الاتراك العثمانيون إبان الحرب العالمية الاولى وأودت بحياة الملايين من ابناء الشعوب الثلاثة.

في الكلمة التي القاها السيد هرمز شاهين  بهذه المناسبة شكر فيها كل من: السيدة أنا فوليس: رئيسة مؤسسة اخوية البونتيك اليونانية  ، والسيدة ايلينا هاريسون: رئيسة الرابطة الثقافية الأرمنية على جهودهم في إقامة هذا النصب التذكاري التاريخي وتعاونهم الكبير مع الاتحاد الاشوري العالمي للتحضير لهذا اليوم التاريخي. ان  إزاحة الستار عن هذا النصب الاستثنائي الذي يكرم ضحايا الإبادة الجماعية لليونانيين البونتيك، والآشوريين والأرمن، يعد حدثا هاما في حياة الشعوب الثلاث ومجتمعاتنا في أستراليا والخارج؛ هذه المجتمعات التي عانت الاعتداءات الكثيرة والمستمرة.

هذا النصب التذكاري يذكر الآشوريين بواحدة من أسوأ سياسات إلابادة المبرمجة بحق البشرية والتي دبرت ضد الأمة الآشورية، في حملة لا تعرف الرحمة. والتي كادت ان تمحي وجودها في جنوب شرق تركيا بحلول عام1918، وراح ضحيتها ما يقارب من ثلاثة أرباع المليون آشوري من مختلف الطوائف.

وفي ختام كلمته وجه السيد شاهين نداءاً الى الحكومة الفدرالية الاسترالية والدول الاخرى: لإدانة هذه الأعمال الشنيعة التي ارتكبت ضد المواطنين المسيحيين في الأناضول. وطلب من جميع المؤسسات الانسانية الدولية بالضغط على تركيا للاعتراف والاعتذار عن جرائمها الوحشية التي ارتكبها قادتهم العثمانيين بحق الشعوب الآشورية والأرمنية واليونانية من مواطني تركيا خلال الحرب العالمية الأولى. “دعونا نعترف وندين هذه الأعمال على حقيقتها: كونها  إبادة جماعية”. وقدمت السيدة أنا فوليس في كلمة مطولة شكرها الى جميع الجهات الحكومية في الولاية والشخصيات والمؤسسات العديدة التي ساهمت في انجاح هذا المشروع، كما باركت هذا التقارب الكبير وهذا الانجاز الرائع والذي تمثل بنتيجة التقارب والعمل المتواصل بين المؤسسات الارمنية والاشورية واليونانيين البونتيك. وطلبت من مؤسساتنا في الخارج لأن تحذو حذو مؤسساتنا في هذا البلد وضم اصواتها والمطالبة بالاعتراف بالمذابح التي واجهت الشعوب المسيحية في الأناضول.

اما السيدة ايلينا هاريسون: رئيسة الرابطة الثقافية الأرمنية فقد ذكرت في كلمتها المآسي التي عاناها الشعب الارمني خلال السنوات المنصرمة والاصرار في الاحتفاض بقدسية واهمية ذكرى هذه المذابح الجماعية. وقالت بأنها مندهشة من الانجازات الرائعة التي قامت بها اللجان المحلية الثلاث من اليونانيين البونتيان والارمن والاشوريون رغم بعدهم عن اوطانهم الاصلية  ومعاناتهم. “أملي هو أن هذا النصب في سالزبوري بجنوب أستراليا، سوف يصبح مزارا للشعوب الثلاثة لنتذكر دوما أجدادنا الذين سقطوا ضحية لهذه المجازر. ان ذكرى شهدائنا سوف لن تزول، طالما ان ايماننا حي، وإن الأجيال الجديدة تفتخر باستراليتها، وتتذكر تاريخ أسلافهم”.

 

ادلايد – 22 ايار 2012

موقع تلفزيون  عشتار

Share This