أضواء على كتاب “قتل أمة” عن المذابح الأرمنية في تركيا

كتاب “قتل أمة” مذكرات هنري مور غنطار السفير الأميركي في تركيا ما بين 1913-1916 عن المذابح الأرمنية في تركيا ترجمة الدكتور الكسندر كشيشيان .وهو من أهم ما كتب عن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن من قبل الأتراك‏.

ولنتصفح هذا الكتاب لنتعرف على هذه المجازر وهو يتألف من /135/ صفحة من القطع المتوسط توزعت عليها سبعة فصول.

وتأتي أهمية الكتاب من عدة نواح أولها أن كاتبه ليس تركيا ليتحامل على خصومه الأرمن ولا أرمينيا ليتعاطف مع أشقائه الأرمن وإنما هو أمريكي محايد ينطلق إلى حد كبير في معظم كتاباته من منطلق إنساني بحت.‏ وهو ليس كاتباً أو مؤلفاً أو باحثاً وإنما كتب من خلال موقعه ومنصبه السياسي ويعيش في عاصمة الإمبراطورية العثمانية ويحيا في غمار الحياة السياسية ويواكب ظروف الصراع المرير بين الحكام الأتراك والمواطنين الأرمن.‏

الكتاب عبارة عن مذكرات دبلوماسي كبير شاهد بحكم منصبه السامي ما شاهد من مآس وفجائع ومن نكبات ومذابح وبحكم عمله توفرت له الكثير من الوثائق والتقارير.‏

ويوثق للكثير من أعمال التهجير الجماعي والإبادة بالجملة لجموع السكان الأرمن وما صاحب ذلك من تجويع وإذلال وانتهاك للأعراض وسلب للممتلكات تحت سمع الحكام العنصريين وبصرهم بل بإيعاز منهم وتخطيط بأيديهم.‏ ولا ريب في أن من يقلب صفحات الكتاب يلمس مدى الحقد البالغ والسادية المفرطة ضمن قلوب لم تعرف الرحمة أبداً.‏

كانت الفظائع ترتكب على أوسع نطاق دون أن يدري المجتمع الدولي والرأي العام العالمي من واقع الأمر إلا النذر اليسير والكاتب أورد نقاطاً هامة مشرفة حين استقبلت مدينة حلب جموع الأرمن المهاجرين بالترحيب وأعطوهم الكساء وقدموا لهم الطعام والشراب ولعل أهم متممات الكتاب إثبات نص الوثيقة التاريخية الرسمية الهامة التي يتجلى فيها نبل العرب وصداقتهم الراسخة للأرمن. أنه الفرمان الذي أصدره سنة 1917 زعيم الثورة العربية وشيوخ القبائل يوصيهم جميعاً برعاية أبناء الطائفة الأرمنية وفق ما أمرهم به دينهم الإسلامي ورسولهم الكريم وأن يحافظوا على الأرمن كما يحافظون على أنفسهم وأموالهم وأبنائهم.‏

أوهانس مكرديجيان

حلب

Share This