مسابقة الأوروفيجن باتت قضية سياسية … الأذريون يستغلون تنظيم الأوروفيجن للمطالبة بمزيد من الديمقراطية والحريات

تم اعتقال عشرات الشباب في عاصمة أذربيجان باكو خرجوا في مسيرات حاشدة للمطالبة بإجراء إصلاحات ديمقراطية وضمان حرية التعبير والتجمع، واطلاق سراح السجناء السياسيين، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى البلاد. المظاهرات المتواصلة منذ شهر تقريبا تحولت الى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. الاعتقالات صورتها عدسات صحفيين ومصورين عالميين حضروا لتغطية مسابقة اليوروفيجن.

وفي موسكو، نددت منظمة العفو الدولية على وجه التحديد حالة حقوق الإنسان في أذربيجان. وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية لأوروبا وآسيا الوسطى، جون دالوسين:“هيئة اذاعة الاتحاد الأوروبي، التي تنظم المسابقة، في حاجة إلى الحديث بصوت واحد أكثر صرامة بكثير إلى السلطات الأذربيجانية. التي تتمسك بها بوصفها حامية لحرية التعبير وحرية الصحافة، التي تداس في هذا البلد. يتعين على المجتمع الدولي صرف نظره واهتمامه على عائدات نفط بحر القزوين وأن تركز عن كثب على انتهاكات حقوق الإنسان التي تعيشها هذه البلاد.”

أذربيجان التي فات العام المنصرم بمسابقة اليوروفيجن التي نظمت في ألمانيا يشكو فيها المتظاهرون من قمع النظام الحاكم في الوقت الذي يتمتع فيه الرئيس إلهام علييف، بحماية من الانتقادات الغربية بسبب أهمية باكو الإستراتيجية.

ويذكر أن شعار المظاهرة التي شهدتها باكو عاصمة أذربيجان كانت: نعم لمسابقة الغناء الأوروبية اليوروفيجن لكن من أجل الديمقراطية أولا وقبل كل شيء.

المظاهرات المتواصلة منذ شهر تقريبا تحولت الى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقالت المحامية والناشطة في حقوق الانسان ليلة يونس:“رسالتي الى اليوروفيجن هي عار عليكم ألا تدعموا الديمقراطية والحريات والقانون في أذريبجان.”

آذربيجان.. بين الإستبـداد والـمُغالاة

بفضل الذهب الأسود، شهدت الجمهورية القوقازية الصغيرة نموا مذهلا منذ استقلالها عن الإتحاد السوفياتي السابق عام 1991. وهي متمسكة باستعراض نجاحاتها وإنجازاتها للعالم بأسره من خلال تسليط الضوء بفخر على أكثر مشاريعها جنونية، ولكن الواجهة المظلمة للبلاد لم تُفلت من عيون المراقبين الثاقبة.

وفي سعيها الدؤوب من أجل التباهي التقني والتكنولوجي، لا تخشى آذربيجان من المزاحمة. فبعد أن احتضنت مسابقات “يوروفيجن” في قصر استعراضي من الكريستال مُكلف وذو بفخامة مبالغ فيها، يعتزم البلد الصغير الواقع على ضفاف بحر قزوين الذي يُسيّره الرئيس إلهام عالييف بيد من حديد تشييد برج يزيد ارتفاعه عن 1000 متر جنوب غرب العاصمة باكو.

هذا المشروع يندرج في سياق إنشاء مدينة يزيد عدد سكانها عن مليون شخص ستقام فوق 41 جزيرة اصطناعية تفوق مساحتها 2000 هكتار وتتوفر على مضمارها الخاص لسباق سيارات الفورمولا 1. أما التكلفة الإجمالية المرتقبة للمُجمّع العمراني الذي يُفترض أن يتم الإنتهاء منه في سنة 2022 فهي 100 مليار دولار أمريكي.

وكالات

Share This