تهديدات بعواقب غير متوقعة ومواقف جديدة

في نهاية زيارة وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الى القوقاز كان علينا أن نتوقع تصريحات جديدة وتغييرات في التصعيد وحتى رسائل أساسية  على المستوى الإعلامي.

لم تقل الوزيرة كلينتون في يريفان أي شيء جديد أساسي بصدد ملف أرتساخ، وكان اللافت في حديثها في المؤتمر الصحفي التذكير بضرورة وقف استخدام القوة، وحديثها عن الطقس المشمس الجميل في يريفان. بغض النظر أنه كان يمكن للإعلام في أرمينيا أن يطالب تفسيراً للتناقضات الواردة في تصريحات الوزيرة فيما يخص أرتساخ، عندما يتم الاجتهاد على تضليل هدف الزيارة الأساسي.

لكن الأحداث التي حصلت على خط التماس بين أرتساخ وأذربيجان، وتصعيد الهجوم الأذري أثناء زيارة كلينتون الى يريفان تدفع بالتفكير في اتجاهات مهمة. إذاً كان الهجوم الأذري ضرورياً لكي تأخذ التصريحات التي صدرت في يريفان شكلاً ومعنى في باكو.

وهكذا، كان يمكن أن يصل التصعيد في الوضع على خط التماس بين أرمينيا وأذربيجان الى عواقب غير متوقعة، وقد أشارت كلينتون أن الولايات المتحدة الأمريكية تأمل بألا تبدأ الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، وبذلك تكون كلينتون قد أشارت الى احتمال بدء الحرب.

وهنا ليس إنذار الحرب هو المهم بل الإنذار لخطر مرحلة ما قبل الحرب، للتأكيد على ضرورة استلام الولايات المتحدة الأمريكية مهمة الوساطة.

من الواضح أن الاهتمام الأمريكي في العلاقات الأرمنية التركية وملف أرتساخ ينبع من السياسة الاقليمية لواشنطن حيال إيران. إن كان مطلب فتح الحدود بين أرمينيا وتركيا ينبع من منطق توازن المسار الايراني، حيث تستمر واشنطن في الاعلان عن أن العلاقات يجب أن تتطور دون شروط، فإن مطلب تعزيز قوات حفظ السلام فيما يتعلق بمسألة أرتساخ هو خطوة تهدف الى مراقبة حدود إيران.

والآن تتطور الأحداث بحيث تحذر واشنطن الأطراف من بدء الحرب، وتشدد على أن الوضع يمكن أن يؤول الى عواقب غير متوقعة، لذلك، يجب القبول باقتراح رفع دور الولايات المتحدة الأمريكية. والأكثر من ذلك، أن المفاوضات الأرمنية الأذرية في باريس سوف تسفر عن مواقف جديدة.

من المثير للاهتمام، أن هذه التوضيحات كانت غائبة في يريفان، كان ينبغي أن تقع الاشتباكات على خط التماس، لكي تطلق كلينتون إنذارات مماثلة.

ويتضح التحفظ الروسي غير المتحمس أمام التسرع الأمريكي للالتفاف على إيران. والانفعال النسبي من جانب روسيا يجعلنا نفكر أن لقاء باريس لن يصل الى اتفاق أساسي حول مواقف جديدة تمليها واشنطن.

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير “أزتاك” الأرمنية، بيروت

 

Share This