العلاّمة الحلبي الأرمني يوسف قوشقجي علم من أعلام الأدب العربي

وأتوقف هنا عند شخصية حلبية معروفة سعت الى تدوين الموروث الشعبي الحلبي وهو يوسف قوشقجي، من الأدباء الأرمن الحلبيين الذين أبدعوا باللغة العربية‏. فقد كان كاتباً وأديباً ومؤرخاً خدم اللغة العربية.

يوسف قوشقجي من مواليد حلب 1914 وفي مراجع أخرى 1913. من طائفة الأرمن الكاثوليك.

تلقّى تعليمه الابتدائي في حلب، درس في مدرسة مار غريغوريوس الصغرى ثم تابع دراسته في بيروت بمعهد الآباء اليسوعيين التابع لجامعة القديس يوسف. أتقن اللغات العربية والفرنسية واللاتينية. ودرس العلوم الفلسفية والكهنوتية، وتابع دراسته في روما.

ألف وترجم أكثر من 35 كتاباً منها دراسات في اللاهوت والكتاب المقدس وسير القديسين.‏ ومنها ما اختص بالتراث الشعبي مثل الامثال الشعبية الحلبية والاغاني الشعبية الحلبية.

وقد عمل مع الأب صبحي حموي الحلبي والأستاذ بطرس البستاني في إخراج ترجمة جديدة لأسفار العهد الجديد.

سمي كاهناً عام 1938 ودرس في عدة مدارس ثم أصبح عام 1943 مدير مدرسة القديس غريغوريوس.

اهتم الأب العلامة يوسف قوشقجي بجمع ووضع كتب التراث الشعبي الحلبي، فصدر لـه كتاب “الأدب الشعبي الحلبي”، وله كتاب “الأمثال الشعبية في حلب وماردين”، في مجلدين.

اعتبرته مدينة حلب أحد المبدعين في مجال الفكر والثقافة والمجتمع وكرمته عام 1987.

تابع الأب يوسف قوشاقجي مشوار المعلم نعوم بخاش، وهو واحد من أهم مؤرخي حلب في حياتها اليومية في مستهل القرن العشرين. فمن أهم أعماله تحقيقه كتاب (يوميات المعلم نعوم بخاش) بالكامل كما كتبها في دفاتر الجمعية وهو بأربعة اجزاء. (صدر الجزء الرابع والأخير بعد وفاته عام 1995.)

هذا وقد قام بجمع وتحقيق وترتيب وتنظيم أعمال دفاتر الجمعية المعروفة (بأخبار حلب) للمعلم نعوم بخاش التي كتبها اعتبارا من عام 1842 وحتى بدايات القرن العشرين وهي مليئة بالأخبار المكانية والعالمية التي أرّخها المعلم البخاش. فيتكلم في هذه المجلدات عن أحوال الأحياء الحلبية وعن الطقوس في حلب وأهم الولائم ويعطي أسماء بعض الشخصيات ويتكلم عن أحوال الطقس والكوارث الطبيعية وعن الأحوال السياسية اليومية والتاريخية والثقافية والدينية وبعض الويلات والحروب التي جرت في زمانه، فهي خلاصة التقاليد الشعبية في القرن التاسع عشر.

وفي مقالة له بعنوان: “الأعياد وشؤون الدين في أمثال حلب” كتب قوشقجي يقول:

“جمعتُ نحو ستة آلاف مثل شعبي جرى في الماضي ولا يزال كثير منها جارياً على لسان شعب حلب. وسقطت أمثالٌ قديمة ولكن تنشأ أمثالٌ جديدة كقولهم في الثرثار وغيره…  والجدير بالذكر أن هناك أمثالاً كثيرة على شؤون الدين ورجاله والعبادة والإيمان بالله، لتأصل الشعور الديني في أهل حلب من مسلمين ومسيحيين. وقد رأيتُ أن أبحث في هذا الموضوع لما فيه من فائدة تاريخية ودينية”. كما كتب قوشقجي الأمثال في موضوع الأعياد وأسماء القديسين مثل ذكر اسم بعض القديسيين في هذا المثل أو ذاك ( صوم مار سركيس يجيب العريس).

وساهم الأب يوسف قوشقجي بعدد ضخم من المقالات المفيدة في تاريخ الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية والكتاب المقدس. واختص، إضافةً إلى ترجماته العديدة من اللغات الأجنبية والأرمنية، بباب جعل عنوانه “قرأتُ وسمعتُ وقلتُ وكتبت” ذكر فيه اختباراته في حياته ومعاناته من مرضه.

لو ألقينا نظرة على بيبليوغرافيا تشمل أعمال ومؤلفات وترجمات الأب يوسف قوشاقجي نجد من بين الكتب الأدبية التي ترجمها قصة “مايريك” عن الفرنسية وكتاب “العموديون” و”المقدسات المسيحية في سورية”. وأنبياء العهد القديم  ورسالتا بطرس  وخلاصة اللاهوت المريمي  وقصة حياة تريز مارتان /المطران غوشه  وسيرة القديسة تريزيا الطفل يسوع /بيروت والجسد المحطم (بقلم جان فانييه). وبولس ملسن: جان جوكان (مترجم عن الفرنسية) وتريزيو بوسكو: سيرة دون بوسكو.

د. نورا أريسيان

Share This