بقرادونيان للنهار: نزع السلاح خارج المخيمات للتطبيق لا للمناقشة، لن نوافق على قانون انتخاب تضعه بكركي ولا نشارك فيه

يستقبل قصر بعبدا الجولة الثانية من الفصل الرابع من جولات هيئة الحوار الوطني لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي تندرج تحتها  ثلاثة بنود رئيسية وضعها رئيس الجمهورية ميشال سليمان: سلاح المقاومة وسبل الافادة منه ايجابا، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، والسلاح داخل المدن والبلدات اللبنانية.

اسبوعان مرا على “اعلان بعبدا”، تخللتهما مشاورات بعيدة عن الاعلام اجراها الرئيس سليمان مع  اعضاء الهيئة من اجل البدء جدياً بمناقشة جدول الاعمال، وضمان ايجاد المناخات المواتية لتأمين التفاهم على البنود المطروحة، من خلال مناقشة التفاصيل بما يضمن التنفيذ، واعطاء المواطن ما يستحقه من أمان واستقرار. ماذا يدور في كواليس اللقاءات؟ وكيف تستعد الاطراف لجلسة غد؟ وهذه مواضيع حملناها الى  احد ممثلي الارمن في هيئة الحوار النائب اغوب بقرادونيان.

* ما هي الافكار واجواء المشاورات التي اجراها معكم  رئيس الجمهورية  في شأن الحوار؟

-يهيئ الرئيس سليمان الاجواء الايجابية تمهيداً لجلسة الحوار غداً الاثنين من اجل الدخول في موضوع الاستراتيجية الدفاعية. وافكاره قابلة للبحث والمناقشة من اجل التوصل الى حلول ايجابية لهذا الموضوع، ولا أسمح لنفسي بكشفها قبل انعقاد الجلسة.

*هل هذا يعني انه لديه مخاوف ويجري هذه الاستشارات التمهيدية لازالتها؟
– ليست المرة الاولى يجري الرئيس لقاءات بعيدة عن الاضواء،  لكي لا تطرح افكار يرفضها بعض الحاضرين، والحوار يلزمه نضج وتحضير قبل الاجتماع. واعتبر ان “اعلان بعبدا” كان من انجح اجتماعات الحوار.

*ما هي مقومات نجاحه؟

-الكيان اللبناني قائم على التوافق، وهذا أساسه الحوار، وهذا الاجتماع كان الانجح لأسباب عدة ابرزها:

1- انه ينعقد في ظل ظروف صعبة.

2- حصل فيه تأكيد لنقاط، كان هناك هاجس عند اللبنانيين والسياسيين، بل تخوف وقلق،  لدى بعض الاطراف اللبنانيين حيالها، مثلا:

– تأكيد الطائف: ففي الايام الاخيرة طرح “حزب الله” فكرة المؤتمر التأسيسي، والبطريرك  الراعي  فكرة عقد اجتماعي جديد. هنا تمسكنا كلنا بالطائف، ومع الاعتراف بوجود ثغرات، لكن لن نشن حرباً جديدة من أجل تعديله، واذا كان  تطويره سيفتح باب الفتنة ونفضل اتفاق الطائف بعلاته على حرب عبثية جديدة لا أحد يعرف نتائجها سوى الخراب.
-تهريب السلاح: أكد الرئيس السنيورة اكثر من مرة ان “تيار المستقبل” ضد تهريب السلاح وضد تسليح الناس وحمل السلاح. وهذا أمر مهم  وموقف سياسي ويحترم  ويحاسب عليه.

-الاجماع ضد انشاء منطقة عازلة على الحدود، اذ كانت هناك اتهامات بأن اطرافا لبنانيين يعملون على هذا الامر.

-دعم الجيش وتسليحه وتفعيل دوره والمؤسسات الامنية، لأنه كانت هناك أصوات ضده وتطالب بسحبه.

-تأكيد حياد لبنان في كل الامور والمشاكل الاقليمية ما عدا القضية الفلسطينية.

واسجل هنا انه كما قطعنا موضوع المحكمة الدولية في الجلسات الاولى بسهولة وخلال دقائق، كذلك قطعنا موضوع الحياد الايجابي، الذي كنا متهمين كاحزاب ارمنية باثارته من زمان، ووصلنا اليوم الى مرحلة  نبرهن فيها ان كلمة النأي بالنفس ليست عابرة.
وعندما نتفق كلنا معا، حكومة ومعارضة، على هذه البنود نكون كلنا معا  مسؤولين عن تنفيذها، ولا يعود في امكان احد تغطية مسلح لانه ينتمي الى طرف سياسي معين أياً كان، ولا تفهم احد لتهريب السلاح او حمله لانه ينتمي الى طرف سياسي معين ايا كان أيضا.

السلاح الفلسطيني

*هل يكون غداً بند الاستراتيجية الدفاعية الاول في جدول الاعمال؟

-بالتأكيد. فخامة الرئيس يبدأ أولاً باعطاء ملخص عما حصل خلال الفترة التي تفصل بين اجتماعين  لهيئة الحوار. الاثنين الفائت عرض ما حصل خلال سنتين، وغدا سيعرض حصيلة هذين الاسبوعين، وقد  بيّن ان هناك موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات واستغلاله وجعله اداة لفتنة، لكن دور الجيش كان مهما، وهذا يعني ان الحكومة ورئيس الجمهورية جديان في معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بحسب ما اتفقنا في جلسات الحوار.

* لماذا اعادة طرح هذا الموضوع، بدل تطبيقه، وخصوصا انه  حصل عليه اجماع في السابق؟
– نعاود طرحه لأنه لم يطبق، مثل العديد من الامور الاخرى في الدولة، ومن باب المطالبة بضرورة التطبيق، وليس من باب مناقشة الحفاظ على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات او لا. قلنا ان هناك قراراً اتفقت عليه الحكومة والسياسيون،  وعليهم تنفيذه.

* هل الدعوة الى تطبيقه الآن تعني ان الغطاء السياسي توافر، والظروف الاقليمية صارت تسمح بذلك؟

– أعتقد أن الظروف السياسية الخارجية أنسب اليوم للبنان، والخوف أكبر عند اللبنانيين من السلاح المنتشر خارج المخيمات،  واننا صرنا في مرحلة لم يعد يمكن المجاملة في هذا الموضوع، والسكين وصل الى الرقبة.

* من سيطبقه؟ وما هي آلية تطبيقه؟

– القرار السياسي  موجود، وآلية التطبيق  عند الاجهزة الامنية من جيش وقوى امن. كذلك ثمة تعاون فلسطيني، من خلال زيارات مسؤولين فلسطينيين للبنان ولقاءاتهم المسؤولين اللبنانيين، لانه ليس من مصلحة الفلسطينيين ايضا ان يفتحوا في هذا الظرف بالذات، جبهة جديدة والقيام بممارسات مسلحة. طبعاً هناك اطراف يريدون استغلال الموقف والاستفادة من الاوضاع غير المستقرة داخل المخيمات وخارجها وحولها،  لكن نحن اللبنانيين، كدولة داخل الحكومة وخارجها وكاطراف سياسيين، وكفلسطينيين من مصلحتنا جميعا تطبيق هذا القرار، وان نمنع اي انحراف عن هذا المسار.

*لكن السلاح داخل المخيمات يجر الجيش الى فتنة، بدليل الاحداث من نهر البارد الى عين الحلوة. هل سيبحث هذا الامر ايضا؟

-كلا، لا اعتقد انه في الظرف الراهن سيبحث هذا البند، لكن اذا تمكنا من معالجة السلاح خارج المخيمات فسيترك ذلك اثرا كبيرا على السلاح داخلها. المخيمات ليست فقط  موضوعا لبنانيا، بل هي ايضا مسؤولية عربية  ودولية.

استراتيجية التمكين

*هل قدم الارمن تصورهم لموضوع الاستراتيجية الدفاعية؟

-نحن في حزب الطاشناق لم نقدم تصورنا بعد. الاستراتيجية الدفاعية كعناوين كبيرة يجب ألا تطرح فقط  من ناحية وجود السلاح  لدى المقاومة او المطالبة بنزعه، بل هي اكبر بكثير من قضية سلاح ثقيل او خفيف. هي تعني تمكين الشعب اللبناني والجيش على مقاومة اسرائيل. لا احد يقول اننا نريد ان نشن حربا ضد اسرائيل، بل جل ما نقوله هو اننا نريد تحرير الاراضي اللبنانية التي تحتلّها، ووقف الاعتداءات.  وعندما تتوافر لدينا الامكانات العسكرية والسياسية والاقتصادية والديبلوماسية نصبح قادرين على منع اسرائيل من التفكير في الاعتداء على لبنان، اي ان تكون لدينا قدرة ردع اي هجوم، وليس لدينا نزعة الهجوم على اسرائيل. والتمكين لا يكون فقط عن طريق تسليح الجيش، بل بتمكين الاقتصاد والبنى التحتية في كل لبنان. كل هذا يساعد على تقوية سيادة  لبنان واستقلاله،  وهذا لا يناسب اسرائيل ولا دولا أخرى من مصلحتها التدخل في الشؤون اللبنانية. كل هذا يدخل في صلب الاستراتيجية الدفاعية(…) السلاح فقط لا يكفي للدفاع عن النفس.

*هل سيقدم “حزب الله” تصوره للاستراتيجية الدفاعية؟

– اذا لم يقدمه غدا ففي جلسة مقبلة. الجالس الى طاولة الحوار، عليه مسؤولية حيال البلد وقاعدته الشعبية، ولا اتكلم فقط عن 14 آذار بل عن الجميع، لان الاستراتيجية الدفاعية تهم الجميع، ومن مصلحة “حزب الله”  البحث في هذا الموضوع. لا اقول اننا سنخرج الاثنين بقرارات فظيعة، هذا موضوع كبير، لكننا سنخوض في البحث، وسيكون ايجابيا وجديا ونخرج ببعض الخطوات الايجابية والجدية، لان اللبناني يستحق ان نخرج ببعض الايجابيات من هذا الحوار.

الحكومة والانتخابات

*ما تفسير ما يحصل في الشارع؟ وهل هذا يدفع الحكومة الى الاستقالة؟

-لا احد يعتبر ان وضع المواطن مرتاح وسليم. كلنا نعاني اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا. ولا احد يقبل ان تكون الكهرباء والمياه مقطوعة. هذا احتجاج شعبي وتعبير عن عدم رضى.
الكل يعرف، وحتى المعارضة،  انه ليس من مصلحة لبنان ان تستقيل هذه الحكومة لانه سيحصل فراغ ولن نتمكن من تشكيل حكومة جديدة، ولن تتشكل حكومة وحدة وطنية. وكل حدودنا جوا وبحرا وبرا مكشوفة. في النهاية نفضل ان يكون هناك سقف من صفيح فوق رأسنا على ألا يكون هناك سقف إطلاقاً.

*كيف تفسر التقارب بين الرئيس الجميل و”حزب الله”؟

-لطالما تميز الرئيس الجميل عن قوى 14 آذار. وهو يقرأ اننا سندفع الثمن غالياً، لأن لا احد يقاتل من اجل لبنان، بل في لبنان، ونحن نذهب “فرق عملة” وخصوصا المسيحيين. واذا لم يحافظ عليهم  في البلد عددا وتقاليدا وارضا فإن مستقبلهم  في اكثر من خطر، والرئيس الجميل كقطب مسيحي مهم ومحاور جيد يفهم الوضع جيدا، ورأى ان الظروف ملائمة ويستبق الامور.

*هل توافقون على قانون الانتخاب الذي ستطرحه بكركي؟

– لا،  وقلت في اول اجتماع في بكركي لا يعتقدن احد انه اذا حصل اتفاق ماروني- ماروني سنوافق. اذا توصلوا الى قانون يناسب الموارنة، هل يفرض على بقية الطوائف المسيحية؟  وهل المقاعد المسيحية هي للموارنة فقط؟ هي لكل الطوائف المسيحية، ولكل طرف سياسي رأيه. نحن يجب ان نكون شركاء في القرار.

*انتم الارمن، ما هو القانون الذي يناسبكم؟

-النسبية على اساس الدوائر الصغرى، اي انتخاب 3 الى 4 نواب في كل دائرة.

 

Share This