الأرمن في الساحل السوري /اللاذقية/

بقلم الدكتور نوراير مانجيان     

 

يؤكد المؤرخون الأرمن وغير الأرمن وعلماء التاريخ بأن الأرمن شعب له وجود في آسيا الوسطى، في أرمينيا قبل ميلاد السيد المسيح بألفي سنة.

وأقدم ذكر عن حضور الشعب الأرميني في الساحل السوري أثناء حكم ملك ديكران الكبير 83-69 .ق.م.

احتلت أرمينيا من قبل الأتراك السلاجقة في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي حيث قتل الكثير وهاجر الناجون واستوطنوا في كيليكيا حيث أسسوا مملكة  كيليكيا الأرمنية.

احتل السلطان بيبرس كيليكيا عام 1277، وتم أسر الملك ليفون السادس آخر ملوك مملكة كيليكيا الذي عاش بعد تحريره من الأسر في فرنسا ودفن بعد وفاته في مدافن الملوك بفرنسا.

انتصر السلطان سليم الأول العثماني عام 1516 على المماليك، واحتل سوريا، ومن ذلك التاريخ وحتى النصف الأول من القرن العشرين كانت سوريا تحت حكم العثماني.

كانت سوريا كجارة لتركيا ملاذاً آمنا للأرمن المهجرين من تركيا والهاربين من المجازر التي ارتكبت ضدهم من قبل  الحكم العثماني.

سكن الأرمن مدينة اللاذقية والقرى المجاورة على سفوح جبل الأقرع وجبل موسى ومناطق جبلية مثل آرامو، والغنيمية، واليعقوبية.

 

الأرمن في الساحل السوري في بداية القرن العشرين

كان الاشمندريت موسيس قوسكريجيان، نائب الكاثوليكوس للأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا لأبرشية اللاذقية وضواحيها، ومازال ضريحه في باحة كنيسة السيدة العذراء للأرمن باللاذقية قد قام بإحصاء لأبرشيته وأنجزه بتاريخ 30 أيلول 1911، وهو مسجل بخط يده وموقع من قبله، وبحسب هذا الإحصاء يبلغ عدد الأرمن 3011 عائلة (15077 شخصاً).

 

الأرمن في مدينة اللاذقية

حسب إحصاءات عام 1911 كان يعيش في اللاذقية 200 شخصاً (30 عائلة). وفي عام 1915 تم التهجير القسري للأرمن القاطنين في تركيا بقصد الإبادة. وكذلك هجر أرمن اللاذقية إلى صحراء دير الزور، ومن تلك العائلات بقيت عائلة واحدة على قيد الحياة. (المصدر: وجود الأرمن في الساحل السوري، جبرائيل سعادة، مجلة كيغارت، 1978)

لم نسمع أي خبر عن بقية أرمن اللاذقية لأن كل الذين هجروا إلى صحراء دير الزور، قتلوا هناك أو ماتوا عطشا وجوعا وذلك من قبل الحاكم العثماني زكي باشا.

حصلت مجزرة ثانية للأرمن القاطنين في منطقة كيليكيا الخاضعة للحكم العثماني في الفترة الزمنية بين عامي ا192- 1922، استطاع قسم من أرمن كيليكيا الهرب ونجوا من المذابح المدبرة بأعجوبة، وقسم سيرا على الأقدام، ووصل قسم بالسفن إلى شواطئ بيروت ومنهم فيما بعد من انتقل إلى اللاذقية وسكن في أرض بجوار الكنيسة، هذه الأرض ملك لوقف الأرمن في القدس الشريف، (هوكيدون) أي البيت الروحي، وفيما بعد اختصر  إلى كيدون.

حسب سجلات المجلس الملي الأرمني في اللاذقية من عام 1922-1946 نرى أسماء أرمن من مواليد مرعش، إيفيريك، أضنا، يرزنكا، طرسوس، قيصريا، سيباستيا، عنتاب، أسكيشهير، يزغاط، خربيرت، أسكندرون، دكراناكيرد، زيتون، أنطاكية، أزمير، وان، كيليس، أورفا، لواء أسكندرون، أسطنبول، كاراهيسار، الغنيمية، آرامو.

ولدى دراسة السجلات تبين أن فرداً أو أثنين على الأكثر ولد في كل من تلك المدن والقرى، وهم من نجوا بأعجوبة من الإبادة من بين أفراد عائلاتهم ووصلوا إلى اللاذقية. وشكلوا عائلات ولاقوا كل المحبة وحسن الجوار من قبل أهالي اللاذقية.

ويذكر في كتاب صدر بمصر (باسل في عيون المصريين، عزت السعدي، القاهرة، 1995) “إن والد الرئيس حافظ الأسد تلقى كتاب شكر من الأرمن لما قدم من مساعدات للمهجرين”، حيث التجأ قسم منهم إلى منطقة القرداحة، حيث تقيم عائلات أرمنية حتى اليوم في مدينة القرداحة.

 

خاص لملحق أزتاك العربي

Share This