برج حمود: «موزاييك» الصناعة والتجارة والسكن مهددة بهويتها

الأجانب أضحوا ربع السكان.. والأرمن لا يتجاوزون 30 في المئة

 

يضع هوفيك توتاليان، صانع الأحذية الذي ورث حرفته عن أبيه، عدّةَ «الشغل» اليدوية في زاوية صالون منزله الكائن على تلة مشرفة في منطقة بصاليم، وبالتحديد في منطقة مزهر، في أعالي المتن الشمالي.

يمتد صالون الاستقبال، المفتوح على شرفة كبيرة، على مساحة لا تقل عن سبعين متراً، ليوازي مساحة «شقة متوسطة الحجم في منطقة برج حمود»، حيث ترعرع هوفيك، وتولى تربية ثلاثة أطفال باتوا اليوم رجالاً يديرون مصالح شتى أحالت معها «عدة شغله» إلى التقاعد.

من جلسته المحببة إلى قلبه في الشرفة الرحبة، يرى الرجل الثمانيني أجزاء من منطقة برج حمود «الغالية» على قلبه، كما يقول، وإن لم تعد تشبه «برج حموده» القديمة. هناك أدميت يداه وهو يساعد عائلته في تحويل خيمة اللجوء، هرباً من المذابح التي استهدفت الأرمن، إلى كوخ، والكوخ إلى غرفة، والغرفة إلى شقة. وهناك بنى مشغله الأول وعرف قرشه وعرق الجبين، وهناك تمكن من تجنيب أبنائه مرارة ما ذاقه من فقر التهجير والإحساس باليتم، وبالتحديد الغربة الأولى.

لكن هوفيك، في ما يبدو، لم يورث أبناءه الحب نفسه الذي يكنه لبرج حمود. يقول الأبناء إن برج حمود الأب ليست ما هي عليه اليوم. تغيرت المنطقة، وأصبحت مكاناً للعمل والرزق، وليس للعيش. وعليه، حملوا ذكرياته و«عدة شغله» العزيزة عليه، ووضعوها كأيقونة في صالون داره، وقالوا له ستعيش معنا، خارج برج حمود. كان ذلك قبل عشرة أعوام.
يروي هوفيك عن «جلسات سمر» كانت تقفل نهارات عمل شاق ومتعب، ولكنه مثمر. يدحض الأبناء حنينه بأمثلة عن مشاكل مختلفة تعيشها أزقة برج حمود وشوارعها، وعن ليال لا تنتهي إلا بمجيء الدوريات الأمنية للفصل بين المتعاركين بالسكاكين والعصي وأحياناً بالرصاص. ويتحدثون عن منطقة متخمة بالسكن الشعبي وبالمقيمين الأجانب، وبالتحديد عن مزاوجتها بين الصناعي والتجاري والسكني في قالب شعبي غير مريح. تنوع حوّل المنطقة إلى «موزاييك» صار الهوية، يوم أصبحت هويتها مهددة بالزوال، وبدأ أهلها يشعرون بالغربة عنها.

مع ذلك، يعرف آفو، صغير الأبناء، أن «اللفتة» الحنونة التي تسر قلب والده تكمن في اصطحابه للتجوال في برج حمود. يمسك بيد الرجل الذي يستعين بعصا عاجية لتثبيت خطواته، ويمشيان في أزقة «البرج» الضيقة، بين زحمة ناسها، وقد يدخله بين الحين والآخر دكان صديق قديم، لينهي أمسيته مع وجبة أرمنية تقليدية في أحد مطاعم المنطقة، ثم يغادران.

في القرب من السيارة، يصر هوفيك دائماً على الوقوف ولو لدقيقة، كأنه يودع برج حمود للمرة الأولى، تماماً كما فعل عندما وضعوا آخر قطعة أثاث في شاحنة النقل، صعوداً نحو بصاليم ومزهر.

يقول مدير الإذاعة الأرمنية أفاديس كيدانيان إنه لم يبق في برج حمود أكثر من ثلاثين في المئة من سكانها الأرمن. فاض هؤلاء، وخصوصاً الميسورين منهم، عن المنطقة التي احتضنت أوائل هجراتهم وأكبرها، ليتمددوا نحو المتن، وتحديداً الزلقا وجل الديب وانطلياس، وصعوداً نحو بصاليم ومزهر.

مع انتقالهم، يرى كيدانيان أن المنطقة «فقدت هويتها السكنية لمصلحة التجارية والصناعية». تحولت المساكن مكاتب ومعامل ومصانع، وسط إقبال شديد على شققها الصغيرة التي لا تتجاوز أكبرها مئة متر مربع. شقق تجد مريديها بين الأجانب الذين يقبلون بشدة على السكن في القرب من أماكن عملهم. واقع يستدرج سؤالاً أساسياً في ما إذا كانت برج حمود تفقد هويتها السكنية فعلاً، أم تفقد سكانها من الأرمن لمصلحة آخرين من أجانب أو لبنانيين من غير الأرمن.

فرضيّتان
تجد بلدية برج حمود اليوم، عشية الذكرى المئوية الأولى لمجيء الأرمن إلى لبنان بدءاً من العام 1915، نفسها مضطرة إلى ابداع وسائل تبقي الأرمن في «ديارهم الحمّودية». وليس المشروع السكني الذي تنوي إنشاءه في برج حمود، على اوتوستراد الدورة، سوى خطوة في الطريق عينها. هناك استملكت البلدية أكواخ التنك والغرف المتواضعة وأخرجت المستأجرين الأجانب استعداداً لبناء 127 شقة سكنية إضافية لمن لا يجد مسكناً في برج حمود بشكل عام، ولذوي الدخل المحدود من الشباب. والأهم، تثبيت الوظيفة السكنية للمنطقة أمام الاجتياح التجاري والصناعي.

يقول البعض إن سعي البلدية لتجنب «انفراط عقد» التجمع الأرمني الأكبر في لبنان، يرتكز في جزء كبير منه إلى اعتبارات سياسية، في إشارة إلى ما يقال عن سهولة الإمساك بأصوات الكتلة الأرمنية البشرية التي عادة ما تصب «بلوك» واحداً في الاستحقاقات الانتخابية. «بلوك» يفعل فعله كخزان مرجح لصالح الجماعة في موازين اللعبة السياسية اللبنانية القائمة على توازنات الطوائف والجماعات، وحتى العصبيات.

يعترف كيدانيان بأهمية وجود الأرمن في منطقة واحدة كطريقة لتأمين فعالية التواصل والتفكير كجماعة موحدة في السياسة والثقافة وغيرهما، من دون أن يعني ذلك، في أي حال من الأحوال، الانغلاق على الآخرين من أبناء الطوائف الأخرى في البلاد.

في المقابل، يقول آخرون إن العصبية الأرمنية أو الالتزام بقرارات «حزب الطاشناق»، الأكثر انتشاراً بين الأرمن، لا علاقة لهما بالوجود في مكان واحد. وهو ما تؤكده نتائج الاقتراع في كل استحقاق انتخابي.

يرى هؤلاء أن الأرمن من المواطنين العاديين، يسلمون قراراتهم السياسية ورعاية مصالحهم مع الدولة ومع الآخرين من أبناء الوطن، إلى أصحاب «الاختصاص»، الأخبر بمصالحهم كجماعة، ويلتزمون قراراتهم، ولا يحيدون، ليلعبوا دور «بيضة القبّان» الانتخابية في المتن بالنسبة إلى برج حمود. وبالتالي تفقد فرضية «التجمع» البشري في مكان واحد جزءاً من أهميتها بالنسبة إليهم في السياسة لتصب في مصلحة السعي للحفاظ على هوية منطقة طبعت بخصوصيتهم والأهم باسمهم.

وما بين الفرضيتين، تبقى حقيقة واحدة تشير إلى أن «الخطر يدهم برج حمود». خطر لا يقتصر على السكني، بل على التجاري، وإن كانت المنطقة، بما فيها الدورة والنبعة، اللتان تشكلان جزءاً لا يتجزأ منها، تتربع على عرش الأماكن الصناعية الأغنى في بيروت ومحيطها. لكن نشوء أسواق شعبية أخرى في مناطق مختلفة من بيروت وضواحيها وتطوّرها سحب بساط «الاحتكار» من تحت أقدام برج حمود نوعاً ما، مع الإشارة إلى أن تنوع السوق وسلعها ومصالحها يبقي الكفة راجحة لمصلحتها.

الأغلبيّة
لكن، هل هي مشكلة إيجاد الشقق السكنية، أم إنها رغبة، من استطاع من الأرمن، في الخروج إلى مكان سكني أرحب وبعيد من المصنع والمعمل و«الرجل الغريبة»؟ وإذا كان الأرمن لا يجدون شققاً للسكن كيف تتزايد أعداد الأجانب في برج حمود، وبالتحديد من العمال السوريين والمصريين والجنسيات الآسيوية الأخرى. ويتحدث نائب رئيس «الجمعية الكردية الخيرية» محمود سيالا، مثلاً، عن وجود نحو 18 ألفا، إلى 20 ألف كردي سوري، كتلة أجنبية عاملة في المنطقة. مع الإشارة إلى أن العمال لا يسكنون في شقق واسعة، بل قد يقطن خمسة عمال أو أكثر في غرفة واحدة. ويبدو أن الكثافة السكانية العمالية والأجنبية تحديداً هي ما يزعج سكان برج حمود «الأصليين»، وسط تبادل اتهامات بين الطرفين تبدأ بعنصرية لبنانية تجاه الغريب، خصوصاً العمال، وتنتهي بقول أبناء المنطقة إن هؤلاء «افسدوا» بسلوكياتهم المنفلتة الطابع العائلي الآمن في برج حمود.

صحيح أن برج حمود لم تكن يوماً منطقة أرمنية صرفة، وإن شكل الأرمن، وما زالوا، بعد سنوات قليلة من وصولهم إلى لبنان، الغالبية العظمى من سكانها، بالرغم من انتشار بيوت صغيرة لبعض الموارنة من أبناء المنطقة. وكذلك، ومع مجيء اللبنانيين من أبناء الطائفة الشيعية إليها، وبالتحديد منذ العام 1948، ظل الأرمن هم الغالبية الساحقة من السكان، والمؤثرين في نسج هويتها وطبعها بثقافتهم ولغتهم، وخصوصاً بحِرفهم وطريقة عيشهم.
ويعيد نائب رئيس البلدية المزاوجة السكنية مع الصناعية والحرفية إلى النهج العملي الذي اتبعه الأرمن في تطور أعمالهم. فالحرفي منهم بنى مسكنه ومكان عمله في المكان نفسه. ومع الوقت كبرت الأعمال لتتحول من مصالح صغيرة إلى معامل ومصانع.
وبذلك، لا تنظيم مدنياً في برج حمود. تعلو الشقق السكنية المحال، فيما تحوّل بعضها إلى معامل. وهذا يحصل في الشارع والحي نفسه.

الريف والعمل

يعيد مختار برج حمود السابق موسى شري مجيء الشيعة إلى المنطقة إلى العام 1948. يومها، وضع الأرمن الراغبون بالعودة إلى أرمينيا إعلانات على جدران منازلهم، تحدد سعر العقار 1200 سهم بخمسمئة ليرة لبنانية، وبألف ليرة لـ2400 سهم. وتماشى العرض الأرمني مع رغبة بعض شيعة بيروت والجنوب والبقاع بالشراء والتملك في القرب من العاصمة وفي منطقة تحافظ على بعض الريفيّة، بعيداً من ضجيج المدن وارتفاع أسعارها. فشكل الشيعة جزءاً من النسيج الاجتماعي والديموغرافي للمنطقة.

اشترى والد شري، وكان يملك «طنابر» لنقل البضائع في بيروت، أرضاً واسعة في برج حمود، بعدما منعت بلدية العاصمة دخول الطنابر شوارعها. وكان عليه أن يبني «ياخوراً» للبغال التي تجر الطنابر. فكانت برج حمود هي الخيار. منطقة لا يفصلها عن بيروت ومكان العمل سوى نهر بيروت، وقريبة من المرفأ، مصدر البضائع والعجلة الاقتصادية، وتقع على «فم» ساحة البرج والقلب النابض للمدينة. كلها ميزات جعلت برج حمود، التي تمتد من نهر بيروت شرقاً إلى حدود سن الفيل نحو الداخل، وتحاذي منطقتي الجديدة والزلقا لناحية الساحل، مقصداً للنازحين من فقر الأرياف، ومن جميع الطوائف، إذ يسهل إيجاد فرصة العمل. وعليه فتحت برج حمود ذراعيها مرة أخرى للمهجرين من العوز والحرمان، كما فعلت مع الأرمن الهاربين من الإبادة والمذابح، من دون أن تفقد سمتها التي طبعها بها أبناؤها الأوائل.

احتلال وتلطيش

تبقى برج حمود في أذهان اللبنانيين منطقة أرمنية في الدرجة الأولى. ينظرون إليها كسوق تجارية تباع فيها السلع التي يصنعها الأرمن، وتلك التي يتاجرون بها. من يرغب في شراء «بسطرما» أو»سجق» من غير مطاعمها الصغيرة التي تبقي ليلها متحركاً حتى ساعات متأخرة؟، من لا يعرف دقة «جوهرجييها» ورخص أسعار ذهبهم نسبياً مقارنة مع الجواهر التي تصنع أو تباع في أماكن أخرى بأسعار أغلى. ومن لا يعرف أن برج حمود هي أم الفقير وملاذ ذوي الدخل المحدود. مع ذلك، برج حمود «ليست بخير» على ما يبدو، وفق ما يراه أبناؤها من الأرمن ومن غير الأرمن، متناسين مسؤوليتهم في التحولات التي تشهدها المنطقة، كما يشير البعض، وفي مقدمها سعيهم نحو الربح الوافر عبر تأجير شققهم وغرفهم لأعداد كبيرة من العمال الذين لا يملك بعضهم أوراقا شرعية ولا ينتظمون في «إقامات» صادرة عن الإدارات المعنيّة، مع عدم مراعاة نسبة الأجانب المقيمين وارتفاع أعدادهم إلى درجة يقول البعض معها إنهم أضحوا يشكلون ربع السكان. ولا يوجد جهة رسمية تؤكد أو تنفي صحّة هذه الأرقام المتداولة.

في المقابل، يرى البعض في المشاكل التي تحصل «بعض عنصرية»، فيما يشير البعض الآخر إلى أسباب سياسية بدأت مع تحركات بعض الأكراد السوريين في تظاهرات ضد النظام السوري. وعليه، جرت مضايقتهم. لكن بعض السكان يتحدثون عن ممارسات لا تنسجم مع ضرورة المحافظة على مجتمع المنطقة. تبدأ من «تلطيش» السيدات، مروراً بـ«احتلال» الطرق والأزقة ليلاً والتسبب بالمشاكل، ولا تنتهي عند المخدرات ترويجاً وتعاطياً واتجاراً. ويرى ممثلون عن العمال ومدافعون عنهم أن ربط مشاكل المنطقة بهم واتهامهم بها لا يعدو سوى انعكاس لطريقة اللبناني في تحميل مسؤولية مشاكله لـ«الغريب» من جهة، ولعنصرية البعض من جهة أخرى. من دون أن ينفوا وجود بعض الأشخاص بين العمال من أصحاب السلوكيات غير المضبوطة.

ونظراً إلى رد الفعل الذي أعقب اتخاذ بلدية برج حمود بعض الإجراءات لما سمته محاولة تنظيم وجود الأجانب في نطاقها البلدي، واتهامها بـ«العنصرية» وبتسييس القضية، اتخذت البلدية قراراً بتسليم أجهزة الدولة المسألة والتنسيق معها، في محاولة منها لتجنب أي تفسيرات جانبية.

يتخطى كيدانيان الحديث عن المشاكل مع «الأجانب»، ليحدد ما يسميه «المشاكل الكبيرة» التي تصادف الأرمن في لبنان.. وبرج حمود. يتحدث عن «زيجات مختلطة لأبناء وبنات الأرمن من غير الأرمن، وعن تعليم بعض أبناء الأرمن في مدارس غير أرمنية، وعن عدم إتقان بعضهم اللغة الأرمنية. ما «يهدد الهوية الأرمنية ويلوح بزوال خصوصيتها مع الوقت». ومن بين «المشاكل الكبيرة»، تفريغ برج حمود من الأرمن، وبالتالي تغيير هويتها.

خصوصيّة ومخاطر

يشير كيدانيان إلى أن بعض الأرمن باعوا أملاكهم لغير الأرمن، وبالتحديد للشيعة، وأن تمنياً أطلقته فعالياتهم لمنع البيع لغير الأرمن، «فنحن مدارسنا هنا، وأشغالنا هنا وحياة جدودنا وآبائنا هنا، ونحاول قدر الإمكان أن نحافظ على خصوصيتنا. وهذا ليس انغلاقاً وتحرص عليه كل الجماعات اللبنانية الأخرى»، وفق كيدانيان.

يتحدث كيدانيان عن «المثلث المقدس» الذي كرسه الأرمن منذ وصولهم إلى برج حمود. «أسسنا الكنيسة والبيت والنادي، وهذا «المثلّث» يؤمن الحلقة الاجتماعية المتينة للحمة المجموعة، أو ما يسمّيه البعض «الغيتو»، خصوصاً عندما تصب أصوات الأرمن في غير اتجاه مصالحهم الانتخابية. «مثلث» يبدو أقرب إلى «الثالوث» في قدسيته وخصوصاً لناحية دوره في الإبقاء على الأرمن متحدين في إطار هوية ثقافية ومهنية وحرفية وصناعية. الهوية الأرمنية ليست المهددة بقدر ما هي منطقة ارتكازها الأولى الكائنة في برج حمود، والخوف من فقدان المنطقة التي تجمعهم وتستمد منهم، بقدر ما يستمدون منها، الخصوصية.
فمن أصل نحو 12 مدرسة أرمنية في لبنان، ثمانٍ منها في برج حمود. وفي برج حمود «المعهد الموسيقي – الكونسرفتوار» الذي يحتضن كل الحراك الثقافي الموسيقي الأرمني باحتوائه نحو ألف طالب سنوياً. وفيها ثلاثة مسارح تقدم عروضها على مدار السنة، فكيف يفرّط الأرمن بخصوصيتهم؟ يسأل البعض.

وفي إطار الخصوصية عينها، يتحدث كيدانيان عن تهديد يطال الحرف نفسها وتوارثها في البيئة الأرمنية. يشير إلى فقدان «المهرة» الأرمن من الحرفيين، وبالتحديد توارث الحرفة كما كان يحصل سابقاً. يرى أن المعامل والمصانع تستمر بحكم القوة المادية أحيانا، وليس بفعل تعلم «المصلحة» وانتقالها من الجد إلى الابن إلى الحفيد. يقول كيدانيان إنه من بين مئة ارمني كنا نجد قبل ثلاثين سنة نحو تسعين حرفياً، ولكننا اليوم لا نعثر على أكثر من 15 إلى 20 حرفياً في أحسن الحالات.

مع ذلك، يمكن تسجيل إيجابية في تقدم مستوى التعليم بين الأرمن على حساب توارث الحرف. فبعدما كان الأرمن قد غضوا النظر عن نيل الشهادات التعليمية بسبب حاجزي اللغة والامكانيات المادية مع وصولهم إلى لبنان، وانقضاء نحو جيلين على هذا الوصول، أصبح هناك مئات المهندسين والأطباء والمحامين، ومن حملة الشهادات الإلكترونية والمهنية بين أبنائهم.

سعدى علوه

السفير

Share This