أرمن لواء اسكندرون (جبل موسى)

بقلم الدكتور نوراير مانجيان      

 

كان أرمن جبل موسى يسكنون في القرى الموجودة على سفح الجبل. وفي عام 1909 ارتكبت مجازر ضد أرمن مدينة أضنا، وحاول العسكر العثماني تدبير مجازر في قرى جبل موسى بمساعدة البلطجية العثمانية، لكن الأهالي قاوموا المهاجمين وصدوهم في قرية حاجي حببلي.

كان أرمن جبل موسى تابعين للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في اللاذقية دينياً وإدارياً. وحسب إحصاء قام به الأشمندريت موسيس فوسكرجيان عام 1911 فقد بلغ عدد السكان كما يلي:

قرية بتياس: 225 عائلة – 1110 شخص

قرية حاجي حببلي: 293 قرية – 1360 شخص

قرية يوغنولوك: 297 عائلة – 1241 شخص

قرية خضر بك: 180 عائلة – 993 شخص

قرية وقف: 102 عائلة – 440 شخص

قرية كبوسية: 237 عائلة – 1193 شخص

بتاريخ 30 حزيران 1915 صدر أمر تهجير أرمن جبل موسى، وكانت المهلة أسبوع. نفذ قسم من الأرمن أوامر التهجير، وقتل جميعهم على طريق التهجير، وقسم رمياً بالرصاص في ثكنة الجيش العثماني في أنطاكية.

في اليوم الأول من شهر آب 1915 عقد اجتماع برئاسة رجال الدين ووجهاء المدنيين وقرروا اللجوء إلى الجبل، والدفاع عن أنفسهم.

في السابع من آب 1915 هاجم الجيش التركي بالمدفعية الثقيلة لكنه لقي مقاومة شرسة من الأهالي. امتدت العمليات العسكرية حتى 5 أيلول 1915 حيت ظهرت بارجة عسكرية فرنسية بقيادة الأدميرال دارتيج دي فورني.

أرسل سباح ارمني إلى البارجة وسلم طلب الأهالي بإمدادهم بالسلاح أو نقلهم إلى مكان آمن. وبعد يومين أتت خمس سفن عسكرية فرنسية نقلت أهالي جبل موسى وعددهم 4080 شخصاً إلى سواحل مدينة بور سعيد المصرية يوم 11 أيلول 1915 حيث نصبت لهم الخيم على الرمال حيث بقوا هناك أربع سنوات.

كتب فرانز فيرفل عن هذه المقاومة البطولية رواية بعنوان (الأيام الأربعون لجبل موسى)، وقد ترجم إلى العربية من قبل الأستاذ خالد الجبيلي عام 1995، حلب، سوريا.

في تموز عام  1919 أعيد كل أرمن جبل موسى إلى قراهم بالسفن من بور سعيد إلى الاسكندرون، ومن هناك إلى سواحل جبل موسى واستمرت عملية النقل حتى تشرين الثاني 1919، ووضعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي.

 

المقالة جزء من سلسلة مقالات بعنوان “الأرمن في الساحل السوري”

خاص لملحق أزتاك العربي

Share This