زافين نوفر مانجكيان مخترع الأحرف العربية في الحاسوب

  هل تساءلنا يوما كيف نطبع أحرف اللغة العربية بهذه السهولة منذ أن ظهر الحاسوب؟ الملايين من الناس يستعملون الحاسوب كأداة للكتابة باللغة العربية في العالم أجمع وكتابة اللغة العربية تختلف عن غيرها إذ أن شكل أحرفها تتبدل حسب موقعها في الكلمة، في بداية الكلمة، في وسطها وفي نهايتها عدا عن استخدامها مجردة وبشكلها الأصلي.

كيف تطورت بهذا الشكل السلس وأصبحت في متناول يدنا لتتيح لنا الكتابة بسهولة فائقة؟

ربما يكون جوابنا على هذا السؤال بأنه حتماً إحدى الشركات الأجنبية هي التي طورتها من أجل مصالحها أولاً و خدمة اللغة العربية وروادها ثانياً. هذا صحيح ولكن ترى من وراء هذا الاختراع؟ من هي الشخصية  التي فكرت في هذا المجال وعملت على تحقيقها؟

الشركة الأجنبية لا ولن تفصح أبداً عن أسم هذا المخترع كونه أحد موظفيها. ربما دونت ذلك وأودعته أرشيفها فبقي الاسم راقداَ ًبين طياتها. لماذا؟ لما هذا التكتم وهذه السرية؟ لسبب بسيط جداً. إحدى بنود العقد الذي أبرمه الموظف مع تلك الشركة تنص على التالي: (جميع اختراعات  موظفي الشركة هي ملك لها وليست للشخص الذي أوجدها).

ولكن آن الأوان للإفصاح عن شخصية هذا الإنسان الذي وضع بين أيدينا عملاً رائعاً نستفيد منه ونستخدمه بشكل كثيف يومياً في أكثر المجالات التي تستوجب الكتابة باللغة العربية أو باللغات التي اقتبست هذه الأحرف مثل الفارسية. إنه زافين نوفر مانجكيان.

ولد زافين نوفر مانجكيان في مدينة دمشق عام 1938، وهو من الأرمن السوريين. فبعد حصوله على شهادة البكالوريا في مسقط رأسه سافر إلى لبنان حيث تابع دراسته في الجامعة الأمريكية هناك. تخرج من قسم الهندسة الكهربائية ثم تابع في قسم الالكترونيات. عمل بعد تخرجه في شركة IBM الشهيرة وفي تلك الفترة  أوجد طريقة استخدام الأحرف العربية في الحاسوب. سٌجل هذا الاختراع لدى وزارة الاقتصاد في لبنان ومن ثم سٌجل لدى مركز البراءات الأوربية في  زوريخ، سويسرا Zürich ,Swiss .

بعد فترة ليست بقصيرة استقال من الشركة ليؤسس شركته الخاصة في فرنسا. له عدة اختراعات منها آلة الكترونية تستخدم ضمن الحاسوب، لتحويل عملات السوق الأوربية وغيرها آنياً من وإلى اليورو.

كم من العقول في بلادنا لم ترى اسمها النور، وكم من الأسماء تلألأت ولم تكن عقولاً.

م.م.ح

خاص لملحق أزتاك العربي

Share This