الى الاستاذ نزار آغري المحترم،

لفتنا عنوان مقالك “الحكومة التركية تبحث عن العدالة في… غزة” الذي نشر بتاريخ 30 كانون الثاني 2010 في جريدة “الحياة” الأغر.

ربما قلة من الكتاب يكتبون في الآونة الأخيرة عن حقائق تاريخية تخص بداية القرن العشرين أو حقائق تلامس تاريخ المنطقة القديم. فالجميع منهمك في التحالفات الاستراتيجية الجديدة في المنطقة والوساطات وغيرها، بدلاً من ردع اسرائيل وتسليط الضوء على المقاومة…

لا أحد ينكر مدى حجم الدمار والظلم الذي يلحق بالفلسطينيين، ومحاولة تحويل غزة وأطفال فلسطين الى منابر ومسارح للمزايدات السياسية. ونعتقد أن استمرار القتل والمعاناة وكل ما يجري سيتم تسميته لاحقاً بالإبادة الجماعية.

لقد تم تسليط الضوء في المقال على تفاصيل من تاريخ الأرمن وخاصة مسألة الاعتراف بالإبادة والشق القانوني منه. فمن الواضح أن المقال يرتكز على دلائل تاريخية وسياسية.

ومن البديهي أن يشعر الأرمن بالعرفان أمام كتابات تفضح سياسات مزدوجة وتقر بالحقيقة في صحيفة معروفة على الساحة العربية. وبذلك فالاهتمام بالشأن الأرمني والتعاطف معه لا ينبع من اتخاذ موقف ضد تركيا، بل لأنها مسألة إنسانية تنبع من الضمير والعدالة الانسانية. فكلمات العدالة هي التي تحدثت في المقال وليس موقف الكاتب من تركيا.

بالرغم من الانتقادات التي تطال مثل هذه الكتابات، فقد تناول المقال القضية الكردية والقضية الأرمنية من وجهة نظر الازدواجية المطروحة من قبل تركيا.

على أية حال، نعتقد بأن نظرة “الحياة” للقضية الأرمنية ربما تلعب دوراً في تصحيح نظرة الصحافة العربية للموضوع.

وأخيراً، يعرف الأرمن كيف يكونون ممتنين للكلمة العادلة والموقف العادل. وبالتواز مع العنوان نتساءل: أليس الأجدر بالمرء أن يتبنى العدالة وينشرها من أن يبحث عنها ؟

2/2/2010
رئيسة تحرير “أزتاك” الملحق العربي

Share This