مطرانية الأرمن الأرثوذكس بحلب: الأرمن محايدون ومسالمون، ولا يدعمون اللجان الشعبية المسلحة التي شكلتها الدولة بتاتا

أوضحت مطرانية الأرمن الأرثوذكس بحلب أن الأرمن ليسوا محايدين فحسب، ولكنهم مسالمون أيضا، مبينة أنهم لا يدعمون اللجان الشعبية المحلية المسلحة التي شكلتها الدولة لحماية الأحياء بتاتاً وليس لهم علاقة بها، حيث يريدون حل المشكلة بطرق سلمية وعن طريق الحوار، ولفتت في الوقت ذاته إلى أن الأرمن شكلوا “هيئة الإغاثة الأرمنية السورية”، ليكون جاهزون لكل الأحوال الطارئة.

وقال الناطق الرسمي لمطرانية الأرمن الارثوذوكس بحلب، جيراير رئيسيان، في لقاء لأحد المواقع الالكترونية الأجنبية، ردا على سؤال حول وصول الاشتباكات في حلب إلى الأحياء الأرمنية، وموقف الأرمن من الطرفين، إن “الأرمن مهتمون فقط بتأمين احتياجاتهم الأساسية في الأمن وحماية أنفسهم، بينما الأطراف المتنازعة تتقاتل بين بعضها فقط”.

وفيما إذا وقعت إصابات وضرر نتيجة الاشتباكات، قال رئيسيان “هذا أمر طبيعي، طبعاً ستحصل إصابات، وحتى ضحايا، ولكن ولحسن الحظ، ليست لدينا إصابات أو خسائر فادحة حتى الآن”.

وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من شهر ونصف قصفا واشتباكات بين الجيش ومعارضين مسلحين في معظم أحياء المدينة، حيث يحاول الجيش استعادة السيطرة على هذه الأحياء من المسلحين المعارضين، وسط أنباء عن سقوط ضحايا.

وعن ما نشر مؤخرا على إحدى الصحف الأجنبية حول تسليح الأرمن من قبل الدولة، لفت الناطق الرسمي لمطرانية الأرمن الارثوذوكس بحلب إلى أن “الدولة شكلت لجان شعبية محلية مسلحة لحماية الأحياء وهم يمتلكون أسلحة خفيفة، هذه الجماعات تضم عدداً قليلاً جداً من الأرمن”.

لكنه استطرد قائلا إن “الأرمن لا يدعمون هذه الجماعات بتاتاً وليس لهم علاقة بها، وهم ليسوا مسؤولين عنهم، إذ أن الأرمن يريدون حل المشكلة بطرق سلمية وعن طريق الحوار”.

وكانت صحيفة “ديلي تلغراف” تحدثت مؤخرا عن تشكيل مسيحيين في حلب، ومنهم أرمنيون، في أحيائهم بالمدينة لمجموعات، تم تسليحها من قبل الحكومة، للقتال ضد مسلحين معارضين في حال اقتربوا من هذه الأحياء.

وأضاف رئيسيان أن “الأرمن ليسوا محايدين فقط، ولكنهم مسالمون أيضا، وهم يريدون أن تأخذ سورية مجراها الطبيعي في التطور بأسرع وقت ممكن، ليستمر الشعب بعيش حياته الطبيعية”، مبينا أن “أطراف النزاع ليست لديهم مشكلة مع أو ضد الأرمن، ومنطقياً لا أحد يجب أن يكون لديه أية مشكلة مع الأرمن، ولكن حين نتضرر أو نخسر ضحايا أو نتضرر مادياً، فهذا خارج إرادة الجميع”.

وأشار إلى أن الأرمن في حلب شكلوا “هيئة الإغاثة الأرمنية السورية، حيث قاموا بتحضير كل التجهيزات، وهم جاهزون لكل الأحوال الطارئة، إن كانت الحاجة لعلاج طبي، أو أي شيء آخر”، لافتا إلى أنه إذا “واجهنا أي وضع استثنائي، سيتم إيجاد الحل المناسب تحت تلك الظروف بالتأكيد”.

وأسفرت أعمال القصف والاشتباكات في حلب المستمرة منذ شهر ونصف إلى سقوط ضحايا وتدمير منازل إضافة إلى أوضاع إنسانية متدهورة في العديد من المناطق وسط حركة نزوح للأهالي ونقص في الغذاء والدواء.

وعن إحصائيات حول عدد الضحايا السوريين الأرمن، قال رئيسيان إن “هنالك من استشهدوا أثناء قيامهم بالخدمة العسكرية الإلزامية، وبعض المدنيين الأبرياء، ولكننا لا نملك إحصائية دقيقة عن الأعداد لأنها كانت في أوقات متفاوتة”.

وأعلن في أكثر من مرة سقوط ضحايا أرمن، منهم عسكريون، خلال الأحداث الأخيرة، كما تواردت تقارير منذ أيام عن استهداف حافلة على طريق مطار حلب كان يستقلها أرمن قادمون من يريفان عاصمة أرمينيا أدى إلى سقوط أربعة منهم وجرح 13 آخرون.

وعن الاتصالات مع المعارضين المسلحين، أوضح “ليست لدينا علاقة معينة، ليس نحن من علينا أن نتصل معهم وهم أيضا لم يقترحوا أية اتصال، يعني ليست لدينا أية اتصالات، وعلى أية حال، الأرمن ليسوا مرتبطين ولا مهتمين مع أي طرف في النزاع”، لكنه بيّن “إذا دعت الحاجة قد يكون ذلك ممكناً أيضاً”.

وتشهد مدن سورية منذ نحو 18 شهرا احتجاجات مناهضة للحكومة, ما لبثت أن شهدت مواجهات عسكرية حادة بين الجيش ومعارضين مسلحين اسفرت عن سقوط ألاف الضحايا ونزوح مئات الالاف داخل وخارج سورية.

سيريانيوز

Share This