إبادة إلكترونية على المواقع الأرمنية

اختلفت الأسلحة والهدف واحد. وطبعاً لا يليق بالقرن الواحد والعشرين إلا الأسلحة المتطورة تقنياً والكترونياً. فقد تمت في الآونة الأخيرة عمليات قرصنة للمواقع الالكترونية الأرمنية حيث طالت القرصنة مجموعة من المواقع الحكومية والخاصة، مما دفع بالخبراء التقنيين بالمطالبة بأن يعتبر أمن المعلوماتية في أرمينيا مسألة أمن قومي.

فبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الأرمنية أن عدداً من المواقع الإلكترونية في أرمينيا قد تعرض للاختراق من ‏قبل قراصنة الإنترنت “الهاكرز” من أذريين وأتراك. فمنذ بداية شهر آب الحالي تم تسجيل مئات الهجمات على سبعة مواقع حكومية مثل موقع خدمات الضرائب ووزارة المهجر وبريد موقع وزارة الاقتصاد وموقع وزارة الزراعة ووزارة الاسكان والاتحاد الرياضي لكرة القدم ومحافظة كومري ومواقع تابعة لمؤسسات اقتصادية وعدد من المصارف وغيرها.

وكان القراصنة أدرجوا على تلك المواقع مسبات باللغة الإنكليزية وأعلام تركيا وأذربيجان وخريطة تبين كاراباخ الجبلية جزءاً من أذربيجان وصور ضحايا حرب كاراباخ. وإثر ذلك، فقد أعلنت غوغل وفاير فوكس أن مواقع أرمنية تعرضت للقرصنة.

مع العلم أن الحرب الإعلامية في أذربيجان بدأت قبل سنين، ويوجد الآن عدد من المواقع باللغة الأرمنية يسيطر عليها الأذريون وتنشر أخباراً عارية عن الصحة على أن الأرمن قاموا باختراق مواقع أذرية. كما تنشر معلومات تاريخية مغالطة عن أرمينيا وكاراباخ.

في الحقيقة، إنها ليست ظاهرة جديدة، فقد تعرضت بعض المواقع الالكترونية الأرمنية للهجوم العام المنصرم في نفس الفترة الزمنية. ويرى المختصون أن التوقيت أمر مدروس، فشهر آب شهر الإجازات الصيفية وتكون الرقابة على المواقع أقل تشديداً. ويبدو أن موسم الصيف مناسب للحرب الإعلامية التي تشنها أذربيجان على أرمينيا.

وبحسب تقرير اتحاد بيزنس سوفت وير الاينس للشركات العاملة في مجال البرمجيات العالمي حول معدل أعمال قرصنة برامج الكومبيوتر فقد جاءت أرمينيا في مقدمة الدول الأكثر عرضة للقرصنة بنسبة تخطت 90 بالمئة في العام الماضي الى جانب اليمن وبنكلادش وزيمبابوي وسريلانكا وأذربيجان وليبيا والباكستان وغيرها…

عدا عن أن هذه الموجة من هجمات القرصنة تعتبر جزءاً من الهجمات على أرمينيا فإنها في الوقت ذاته ظاهرة تكبد اقتصاد البلاد مبالغ ضخمة. وتعتبر مايكروسوفت أن ظاهرة القرصنة الالكترونية تمثل مشكلة متفشية تكلف الاقتصاد العالمي ويرجع المختصون في مجال التقنية السبب في أن المواقع الالكترونية غير محصنة بشكل جيد على الانترنت.

ما الهدف من وراء تلك الهجمات ؟ هل هو تحييد للاتجاه العام بخصوص المشاكل داخل أذربيجان ؟ أم هي حملة دعائية من نوع جديد تروج على أن أذربيجان في أحسن أحوالها أما أرمينيا فهي في مأزق وأمنها مهدد؟

أياً كان الجواب فإنه ينبغي على الجانب الأرمني أن يكثف من تأمين الحصانة على المواقع الالكترونية الرسمية والخاصة على حد سواء وأن يرفع مستوى الأمن المعلوماتي في أرمينيا. وتلك الموجة ليست إلا دليلاً كافياً على أن الطرف الآخر غير جاهز للحوار والسلام.

Share This