البيان الختامي لسينودس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية: نأمل أن يعم السلام ويوحّد المسؤولون كلمتهم للتآخي

المركزية- أمل سينودس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية أن “يعمّ السلام الدائم في لبنان والمنطقة وبلدان الشرق الأوسط، وان يعود الأمان والوئام والوحدة والإستقرار اليها”. ودعا جميع المسؤولين الروحيين والسياسيين الى “توحيد كلمتهم والعمل من أجل التآخي بين الأديان والشعوب وقبول الآخر كمصدر غنى في تراثه وتقاليده”.

وكان آباء الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية عقدوا اجتماعهم في مقر الكرسي البطريركي في دير سيدة بزمار برئاسة البطريرك نرسيس بيدروس التاسع عشر، وتدارسوا الأوضاع والتحديات التي يواجهها المجتمع عموما والكنائس المنتشرة في العالم ولا سيما الكنائس الأرمنية.
وفي ختام أعمالهم أصدروا بيانا تلاه أسقف الأسكندرية للأرمن الكاثوليك المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، وجاء فيه: “اختتم السينودس المقدس للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية أعماله في دير سيدة بزمار مقر الكرسي البطريركي يوم الخميس في 27 أيلول 2012، برئاسة غبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ومشاركة الأساقفة الوافدين من لبنان وأرمينيا وسوريا والعراق ومصر والسودان وإيران وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وكندا واميركا الجنوبية والأردن والأراضي المقدسة، والنائب البطريركي على جمعية كهنة دير سيدة بزمار.

اطلع آباء السينودس على ما حققته اللجان البطريركية المختلفة من إنجازات في العام المنصرم وقوموها، وتدارسوا الأوضاع الإدارية والرعوية في الدائرة البطريركية والأبرشيات، واستمعوا الى التقارير عما قامت به اللجان البطريركية من نشاطات مسكونية مع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية وعن واقع مجلس كنائس الشرق الأوسط. واطلعوا على نتائج الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنيسة الكاثوليكية من جهة والكنائس الشرقية غير الخلقيدونية من جهة أخرى، وما آلت اليه الإتصالات المتواصلة لتعزيز العلاقات المسيحية-الإسلامية في البلدان العربية، خصوصا في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلدان العربية.

وتعمق الآباء في الظروف الراهنة والتحديات التي يواجهها مجتمعنا عموما وكنائسنا الأرمنية المنتشرة في أرجاء العالم خصوصا. وخلص السينودس الى اتخاذ القرارات الإدارية بشأن بعض الأبرشيات الشاغرة والإعلان عن التوصيات الآتية:

أولا: ملاحقة الأعمال التمهيدية لتطويب شهداء الإبادة الأرمنية الذين سقطوا في سبيل إيمانهم عام 1915، والشهداء الأرمن الذين سقطوا على أراضي اوروبا الشرقية تحت الحكم الشيوعي، استعدادا لاحتفال الشعب الأرمني بالمئوية الأولى للمذابح الأرمنية.

ثانيا: تشجيع النشاطات التي ستقام في الأبرشيات والرعايا في مناسبة “سنة الإيمان” التي دعا اليها قداسة البابا نبديكتوس السادس عشر من 11 تشرين الأول 2012 الى 21 تشرين الثاني 2013، تعمقا في التعاليم الكتابية وعيشها على ضوء موضوع سينودس الأساقفة الذي سيعقد في روما من 7 الى 28 تشرين الاول 2012 تحت عنوان الكرازة المتجددة للانجيل.

ثالثا: العمل على دراسة الإرشاد الرسولي للكنيسة في الشرق الأوسط وتطبيقه من خلال النشاطات الرعوية والإجتماعية والتربوية التي تقام في كنائسنا ورعايانا، والإهتمام بالمهجرين واللاجئين.

رابعا: تشجيع الشبيبة على المشاركة في أيام الشبيبة العالمية في ريو دي جنيرو في الصيف المقبل 2013 برئاسة قداسة البابا.

خامسا: دان آباء السينودس الإنتهاكات التي تهين حرمة الأديان ورموزها المقدسة، ودعوا الى وحدة الإيمان بالله الواحد والعمل بكتبه ووصاياه السماوية وبالقيم الروحية والأخلاقية في العائلة والمجتمع الواحد.

كما وجه آباء السينودس رسالة الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وأعربوا له فيها عن شكرهم لزياراته التاريخية للبنان خصوصا لدير سيدة بزمار المقر البطريركي، وتبريكه تمثال اغوب ميغابارد (الملقب بالخاطئ) الذي عمل على طباعة أول كتاب باللغة الأرمنية في مدينة البندقية في إيطاليا قبل خمسمئة سنة، ولرعايته الأبوية لكنيستنا الأرمنية واهتمامه الخاص بشهداء الإبادة.

وفي ختام أعمالهم، دعا الآباء المجتمعون جميع المسؤولين الروحيين والسياسيين الى أن يوحدوا كلمتهم بضمير حي ووطني ويعملوا من أجل التآخي بين الأديان والشعوب ومن أجل قبول الآخر كمصدر غنى بتراثه وتقاليده. ويتمنى أساقفة السينودس على العالم أجمع السلام الدائم، خصوصا لبلدان الشرق الأوسط، وعودة الأمان والوئام والوحدة والإستقرار لشعوبها والإزدهار في اقتصادها.

وأخيرا، يرفع الآباء صلواتهم بشفاعة العذراء مريم سيدة بزمار والطوباوي الشهيد اغناطيوس مالويان من أجل عهد جديد مشرق في ظل حكومات رشيدة، لتفتح أمام الاجيال الصاعدة صفحة جديدة في تاريخهم الحديث قوامها المحبة والشهادة والمصالحة الوطنية والعدالة الإجتماعية والأخوة”.

Share This